نادى برشلونة مبادئ وقيم “نظرة تاريخية”

منذ كلاسيكيات القرن 21 ومع نهاية القرن ال 20 ظهرت أعظم الظواهر التاريخية والمؤسسات العظيمة من بين المستحيلات الثمان، حيث ظهرت الحرية والعدالة والقوة والعراقة والتاريخ والحاضر والتجدد والسحر والعملقة والإبداع والنظام والقيم والمبادئ بنادي كرة قدم اسمه برشلونة، ومع دخول نادى برشلونة على رأس المنظومة الرياضية في اسبانيا على يد بعض اللاعبين ورجال الأعمال الذين سعوا في تحديد هويتهم وهوية إقليمهم المضيء والمليء بالثروات والمعاني الإنسانية السمحة والذي ضُمَّ قهراً الى اسبانيا ليضيئها ويشعل شمعة حياتها الجديدة، أرادت المنظومة المُؤَسِّسة نشر السلام في الإقليم والعالم والدفاع عن حقوقهم وتحقيق العدالة، فأنشاؤوا أكثر من مجرد نادي، ورغم الحروب والنظام الديكتاتوري السائد الا أن نادى برشلونة عمل على قدم وساق على تأسيس ثوابت وأنظمة يزرعها في نفوس العاملين في هذا النادي وتأثير ذلك ثقافياً على الكوليز وأهالي الإقليم تتمثل في أمرين رئيسيين:

1_ القيم .
2_المبادئ .

مبادئ نادى برشلونة الأساسية

وتظهر هذه الأسس على أكمل وجه من حيث الأمور السلوكية والنظم الإدارية والمالية والاجتماعية والثقافية والسياسية، حيث أسس نادي برشلونة قواعده على 5 مبادئ:

1_الإحترام
2_الجهد
3_الطموح
4_العمل الجماعي
5_التواضع

دستور نادى برشلونة

ومن أهمية ذلك الشأن بالنسبة لبرشلونة أنه تم اعتماده رسميا في دستور وقوانين النادي التي يجب على الجميع الإلتزام بها والعمل بمقتضاها، وقد تضمن الدستور 10 مباحث لضمان اكتمال الحفاظ على المبادئ العملية والقيم السلوكية:
المبحث الأول: كلمة الرئيس .
المبحث الثاني: رسالة من المسؤول التنفيذي .
المبحث الثالث: انعكاس قيم برشلونه ومواقفها على النادي والمجتمع .
المبحث الرابع: نطاق التطبيق والمصطلحات .
المبحث الخامس: ما هو متوقع .
المبحث السادس: الإلتزامات السلوكية والممارسات المسؤولة .
المبحث السابع: التزامات متعلقة بأعضاء مجلس الإدارة والمسؤولين في النادي .
المبحث الثامن: برنامج الإمتثال للنظم والشؤون الأخلاقية .
المبحث التاسع: النشر والتدريب .
المبحث العاشر: الموافقة .

أهم المباحث

وسأذكر من جانبي ما هو مهم في بعض المباحث مع بعض التعليقات عليها دون التطرق لكامل التفاصيل ،،،

أولا: ” مختصر لكلمة الرئيس” نؤكد على أن مؤسسة نادى برشلونة لا تخدم فقط الجانب الرياضي وإنما الجانب الإداري لجميع الممارسات داخل برشلونه وخارجها، وعليها فنؤكد على ضرورة الإلتزام بالنزاهة والإحترام واحترام المعايير الأخلاقية في سياق الرياضة والعمليات التجارية والإمتثال والطاعة للقوانين والسياسات، هذه القيم الأساسية في النادي، ومخالفة ذلك يعرض صاحبه للعقوبات الشديدة، لما يلحق بذلك الضرر للنادي قانونيا ويضر بسمعتنا ومصداقيتنا، وليس هذا فحسب وإنما ينطوي هذا على ما ينبني عليه المصلحة العامة للمجتمع في تطويره على المستوى السلوكي والثقافي للأجيال الحاضرة والمستقبلة، وهذه القيم التي أيدنا عليها الكثير وكانت ولا تزال فخرا لنا ولهم ، وعليها كسبنا ثقة الأعضاء والعملاء والجمهور والمجتمع، برشلونه الذي كسب الثقة في جميع أنحاء العالم والمجتمع الكتالوني بجميع تعاملاته والتي تجذرت في هذا النادي تاريخيا بصرامته على الحفاظ على القيم الأخلاقية والقيم والمبادئ الرئيسية (جوسيب ماريا بارتوميو) .

ثانيا: “مختصر لكلمة المسؤول التنفيذي”، نؤكد على ضرورة العمل بقوانين هذه المدونة، ولعلمنا بصعوبة تطبيق كل ما فيها بسبب المواقف اليومية التي تحدث، الا ان الحل في ذلك العمل بالمشورة والرجوع للمسؤولين في النادي لحل أي خلاف أو شكوك تحدث، وسوف نكرس جهودنا للتوعية بأهمية السلوك الأخلاقي والتطوير والتدريب على دمج السلوك الأخلاقي في عملهم اليومي (سابين باكر) .

ثالثا: “انعكاس قيم برشلونه ومواقفها على النادي والمجتمع “، وتتضمن هذه القيم 5 سلوكيات رئيسية:
1_ النزاهة، في العمل وفي التعاهدات .
2_ المسؤولية، حيث يواجه نادي برشلونه تحديات وصعوبات، وتحمل المسؤولية أمر يساعدنا على اتخاذ القرارات السليمة والصحيحة .
3_ الشفافية، حيث يعمل نادي برشلونه على مبدأ الشفافية والوضوح في جميع الإجراءات بطريقة صادقة وواضحة، وهذه من أصول الكيان .
4_الإحترام، نعمل في برشلونه على تعزيز الشخصية الودية والسليمة والإحترام المتبادل، وهو حجر الأساس للحياة الديموقراطية والقدرة على العيش في المجتمع والتماشي معه، “وهي السمة المميزة لموقف جميع الرياضيين لدينا”.
5_الإجتهاد، والتفاني والإحتراف والعزيمة والتضحية بالنفس والمثابرة، وهذه قد سببت نجاحات لنادي برشلونه لأكثر من قرن من الزمن على جميع الأصعدة .
6_ الطموح، هو الرغبة في تحقيق أعلى مستوى من الأداء، وعدم الإكتفاء بالقيام بالأشياء بالشكل الجيد فقط، بل رفع المستوى كل يوم، وهذا ينطبق على جميع الأفراد والجماعات .
7_ التواضع، حيث يمثل أصل من أصول النادي، حتى في حال النجاح والتفوق الواضح.

نادى برشلونة أمانة و نزاهة

مع ضرورة الشعور بالإنتماء والولاء وحسن النية والنزاهة واحترام المشروعية والمعايير الأخلاقية في الحياة المهنية اليومية ورفض أي فساد أو أعمال غير قانونية أو أطراف ثالثة، مع التنبيه على نبذ العنف والعنصرية والعمل على الحفاظ على تراث النادي بكفاءة عالية ونزاهة دائمة مع الإلتزام بأنظمة حقوق الانسان الدولية، كما يحذر النادي من الإساءة أو المضايقة لأي من أسس الديانات المختلفة أو المعتقدات السياسية أو النقابية، أو الجنسية، أو اللغة، أو الجنس، أو الحالة الاجتماعية، أو السن، أو الإعاقة، أو الميل الجنسي، مع العمل على الدعم والتطوير لكل ما يساهم في تنمية هذه القيم وتحقيق العدالة والمساواة، والتأكيد على العمل الجماعي، وروح التعاون لتحقيق الأهداف.
وجاء أيضا: ونؤكد على عدم سماح النادي بأي نفقات غير مبررة أو اكراميات أو هدايا للمسؤولين أو المزايا الغير مستحقة، والرشاوي وأي ممارسات غير مشروعة ولا قانونية، ومنع أي احتيال أو تلاعب رياضي سواء كان مباشر أو غير مباشر أو تلقي رسوم أو دفع رسوم، أو الانجراف خلف المراهنات والعاب القمار مما يفسد النزاهة في العمل، أو أي تصرف غير لائق،
ثم ذكروا أيضا في المدونة: ومنع أي تحرش أو إساءة مع الحفاظ على الإنصاف والإحترام والكرامة، والتأكيد على العمل باستقلالية وخصوصية وسرية، ولابد من لفت الإنتباه على الوفاء لهذه القيم، وايصالها لجميع الموظفين، مع التحري والأمانة في التوظيف وغيره.

قيمة نادى برشلونة الحقيقية

وبناءا على ما سبق يتبين لنا قيمة نادى برشلونة الحقيقية وتتغير نظرتنا الى الوضع الحاصل في برشلونه، وكيف هو مميز عن البقية بل لا يقارن بغيره ولا يدخل تحت المقارنات مع أندية أخرى ولا المهاترات التي تقع بين بعض الكوليز وجماهير الغريم أو غيره، وهذا الأمر يبين أيضا سبب قبول الناس لهذا النادي وتأثير محبته على من يبحثون عن الحقيقة والنزاهة والجمال بعيدا عن الغش والتلاعبات التي تظهر في بعض الأندية المنافسة وغير المنافسة .

مبادئ وسلوكيات رياضية تثبت قيمة عظيمة لهذا النادي ولا تتوفر بشكل واضح في أندية أخرى:
لا يخفى عن الكوليز حديث بويان لاعب برشلونه السابق عندما صرح سابقا بمعاناته في برشلونه بسبب التقيد بالنظام ومخافة المخالفة أو فعل أمر قد يأتي عليه بالعتاب واللوم حتى وصل الى حال انه كان لا يتجرأ أن يذهب لشرب الماء أثناء التدريبات .
السلطان زلاتان ابراهيموفيتش أيضا صرح من جانبه في كتابه عن كيفية سير الأمور في برشلونه، حيث تحدث عن استقبال بيب له في أول لقاء وحذره من التكبر بل وجوب اظهار التواضع للجميع، وعدم المجيء بالسيارات ذات الفخامة لمقر التدريبات، وإخباره له انه فرد من منظومة متكاملة مثله مثل أصغر لاعب في الفريق، وقد ذكر أيضا كيفية الوضع بالنسبة لنجوم الفريق وقتها ميسي وتشافي وانييستا وبويول حيث وصفهم كالأطفال في مدرسة، كلهم منقادون لنظام العمل هناك دون الخروج عن طاعة المدرب أو المسؤولين .
وكلنا نذكر كيف كان يأتي تشافي واندريس بالمواصلات “تاكسي” لمقر التدريبات، أو وضع سياراتهم في مواقف النادي قبل المجيء لمقر التدريبات.

بالإضافة الى أن جميع تصريحات اللاعبين الذين يلعبون في النادي والذين لعبوا سابقا أجمعوا على ان الفريق كالبيت الواحد او العائلة الواحدة دون تفرقة أو فوقية، وما نراه من العزيمة البرشلونية في المباريات وعلى المستويات الأخرى، وما كان جليَّاً وواضحاً أن برشلونه لم يهتم لشأن البطولات بقدر إهتمامه بهويته ونظامه، وقد كسب وحافظ على الإثنين معاً، من ذلك ما حدث في شأن مشكلة مارادونا رغم اسطوريته في ذلك الوقت الا ان البرشا آثر إحترام النادي على ذلك، وكذلك الحال مع روماريو المهاجم الأوحد الذي تم طرده بسبب تمرداته، أما ما يتعلق بقضية رونالدينهو وايتو وبعض سلوكياتهم الطائشة فكان رد الكوليز هو الميزان والفيصل حيث اعترضوا على ذلك وشنعوه بشدة ولم يقدموا نجومية لاعب على النادي، ومع التاريخ المشرّف للنادي ونزاهة بطولاته ومعاملاته تؤكد أهمية الإلتزام بتلك القيم والمبادئ وليست مجرد أمور تكتب على الورق.