القرارات المتأخرة .. التردد .. تلك هي سنوات الفرص الضائعة

القرارات المتأخرة و التردد ، كلاهما يضيع عليك العديد من الفرص، من الممكن أن تكون سببا في تغيير مجرى الأمور كلية.



التردد آفة قميئة لدى العديد من الناس، تصيب الشخص بالتخبط فهو لا يدري ماذا يفعل ؟ و كيف ؟

القرارات المتأخرة ، التردد كلاهما يعتبر عيبا خطيرا في أي شخصية ابتلاها الله بأحدهما أو كليهما.

فلطالما يدفع ثمنها الشخص نفسه، ليس ذلك فحسب بل و المحيطين به.

و بعد أن يكتشف أن قراره قد أتى متأخرا يندم أشد الندم على سنوات الفرص الضائعة التي فاتت.

يفكر الشخص مليا و يتردد كتيرا و يعيد حساباته ثم يعيدها مرارا و تكرارا.

فيصبح بعد أن كان مترددا مجبرا على إختيار، الإختيار الذي ربما يكون خاطئا في نهاية الأمر.



الوقت يهاجمك الآن: 

حينما تعرض أمام الشخص مسألة ما يفكر فيها و يأخذ قراره.

و يتصرف بناء على المعطيات التي أمامه، هكذا يكون الأمر الطبيعي.

لكن الشخص المتردد أمره غير ذلك، فإذا جد عليه جديد أو طرأ له طاريء، تجده لا يملك القدرة على إتخاذ القرار.

هو يفكر بعمق و يحسب حسبته في جميع الإتجاهات ثم يعيد ذلك الأمر تارة و أخرى لتكون فرصة و قد ضاعت.

و بالتالي يضطر آسفا لإتخاذ القرارات المتأخرة و التي قد تكون في بعض الأحيان بعيدة عن الصواب.

فهي قرارات مضغوطة، يحيط بها الضغط العصبي، قرارت تفتقد لراحة الفكر و التفكير الهاديء.

تلح عليه نفسه بأن الوقت يهاجمك الآن، و أن على كلانا إتخاذ القرار أنا و أنت، لكن رجاء أسرع فقد تأخرنا كثيرا.

و كثيرا ما تكون النتيجة؛ القرارات المتأخرة الخاطئة، فقط من أجل إتخاذ القرار و التخلص من إلحاح النفس.

اقرأ أيضا  التفكير الإيجابي .. كن مشرقا كي تشرق لك الشمس

صراع بين الفكر و النفس:  

يعاني أصحاب هذه الشخصية من صراع بين العقل و ما فيه من أفكار و النفس التي عليها تنفيذ القرار.

الغلبة لمن؟

هذا عقل يريد أن يفكر فقط و عاجز عن إتخاذ قرار و هذه نفس تريد أن تنتهي و تمر عليها تلك المسألة حتى تنشغل بغيرها.

و غالبا ما تكون الغلبة للنفس في إقناع العقل بإتخاذ قرار و تكون الغلبة للعقل في إجبار النفس على تنفيذ القرار.

و النتيجة في النهاية هي الخسارة؛ الخسارة لمالكها الذي أتاح لهما فرصة هذا الصراع و كان هو الضحية.

هل يجوز أن يكون قرارا صحيحا: 

نعم، لكنها رحمة الله بعباده، فالشخص المريض بهذا الداء ألا و هو التردد قد يكرمه ربه و يهديه لقرار صائب.

حتى و لو لمرة، فليس من المعقول أن يكون دائما على خطأ.

من المفترض كذلك أن تلعب الصدفة القدرية دورها و تقف بجانبه و لو مرة واحدة.

كل تأخيره و فيها خيرة: 

هذا مبدأ عند البعض و أعتقد أن هذا نوع من أنواع تصبير النفس.

هذا المبدأ يعتبر صحيحا في الأمور التي لا دخل لك فيها.

فمثلا طالب دخل الإمتحان و أداه و تأخرت النتيجة لأي سبب أؤيدك إن قلت له ” كل تأخيره و فيها خيرة “.

و مثالا على العكس، أنت بلا عمل و جاءتك فرصة جيدة و تباطئت في تقديم أوراقك مدعيا أن كل تأخيره و فيها خيرة.

لا ليس هذه المرة، لقد أخطأت بحق نفسك بسبب ترددك الزائف و القرارات المتأخرة التي أدمنتها.

أنت شخص متردد تربد أن تدرس الموضوع مرة و أخرى و لا تملك الجرأة على إتخاذ القرار، فلا تلومن إلا نفسك.

اقرأ أيضا  التفكير الزائد ( الاوفرثينكينج ) ، نظرية الشك و التفكير السلبي حاجات هتجننك

التريث و التروي مطلوب بلا شك و لكن في حدود، تلك الحدود التي تتضمن ألا تضيع الفرص.

لأنها إن ضاعت تأكد أن هناك من لم يتوانى عن إفتناصها.

القرارت المتأخرة و التردد يدفعانك للندم: 

غالبا نعم، ستندم و بشدة، هذا لسببين:

إما أن تكون الفرصة ضاعت من الأساس أو لأنك إتخذت القرار الخاطيء بعد كل هذا التردد.

إذ إقتناص الفرص أمر في غاية الأهمية، لذا لا تتردد في الحصول على تلك الفرص فهي ربما لن تأتيك ثانية.

هي أمامك فتمسك بها حتى لا تندم بعد ذلك.

علامات التردد و عواقبه: 

التفكير العميق و الكثير أو بمعنى آخر التفكير السلبي هو أكبر دافع للتردد.

لأن هذا الشخص دائما ما يفكر في العواقب السيئة و لا ينظر للجانب المبهج فيما عرض أمامه.

هل هناك حل: 

الحل يكمن في التدريب، نعم تدريب النفس و العقل على تقبل تلك الأمور.

التفكير الإيجابي على رأس تلك الحلول، فالنظر لما هو مشرق في قضية ما يجبرك على إتخاذ قرارا سريعا و غالبا ما يكون صائبا.

من المؤكد أنك ستخطيء في تقدير بعض الأمور.

لكن مع تدريب النفس ستمتلك قدرا كبيرا من الإحترافية في إتخاذ القرار في الوقت المناسب.

عليك أن تراجع نفسك و تمسك بالورقة و القلم و تسرد ما ضاعت عليك من فرص، بحيادية، من قبل بسبب التردد و إتخاذ القرارات المتأخرة.

سيجعلك ذلك الأمر قاسيا على نفسك بعض الشيء لكنه من الممكن أن يساعدك في التغيير.

التغيير للأحسن، التغيير لشخصية قادرة على إتخاذ القرار و تحديد الوقت المناسب له.



التردد و القرارات المتأخرة زراعان للفشل و بهما أنت تخسر كثيرا.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *