يوم عرفة….ما هو دعاء يوم عرفة….ما تريد أن تعرفه عن جبل عرفات و وقفة عرفة
يوم عرفة أو وقفة عرفة هو اليوم الأحب لله عز و جل في كل عام، هناك حيث يقف فيه الحجيج على جبل عرفات.
في يوم عرفة يأتي الحجيج من كل حدب و صوب لتلبية نداء ربهم سبحانه و تعالى.
في يوم عرفة يأتي الناس كلهم سواسية لا فرق بين أحد منهم، كلهم عباده، كلهم يحتاجون لمغفرته و رحمته.
و الله جل و على الرحيم الغفور لا يرد أحد في يوم عرفة و يباهي بذلك ملائكته.
قَالَتْ عَائِشَةُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا مِنْ يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فِيهِ عَبْدًا مِنْ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ وَإِنَّهُ لَيَدْنُو ثُمَّ يُبَاهِي بِهِمْ الْمَلَائِكَةَ فَيَقُولُ مَا أَرَادَ هَؤُلَاءِ.
رواه مسلم.
يوم عرفة و الوقوف على جبل عرفات:
” الحج عرفة ” هكذا قال عنه النبي صلى الله عليه و سلم.
” لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ (198) ” ( سورة البقرة ).
و الوقوف على جبل عرفة هو أهم مناسك الحج بلا جدال.
و الوقوف على جبل عرفة هو المنسك الوحيد الذي يكون خارج الحرم الشريف.
أين يقع جبل عرفات:
يقع جبل عرفات في الطريق بين مكة و الطائف.
يبعد عن مكة بما يساوي ٢٢ كم.
و يبعد عن منى ما يقرب من ١٠ كم.
و منى هو وادي شرق مكة يوجد بين مكة و جبل عرفات.
و تبعد منى عن الحرم ٦ كم و يبيت بها الحجاج.
و بها رمي الجمرات ما بين شروق و غروب الشمس في آخر أيام الحج.
كما يقع جبل عرفات على بعد ٦ كم من المزدلفة.
و تقع المزدلفة بين منى و عرفات.
و يبيت بها الحجاج بعد عرفات و يصلوا بها المغرب و العشاء جمعا و قصرا.
و في المزدلفة يجمعون الحصى إستعدادا لرمي الجمرات في منى.
فهم يبيتون هناك حتى صباح اليوم التالي أول أيام عيد الأضحى المبارك.
ما هي حدود وقفة عرفة الصحيحة و أين منها جبل عرفة ( جبل عرفات ):
يبلغ طول عرفة حوالي ميلين و كذلك يكون عرضها.
و هو سهل منبسط يحده من ناحية الحرم نمرة و ثوية و ذي المجاز و الأراك.
و يحدها من الحدود الأخرى سلسلة جبال سوداء أهمها أم الرضوم.
و تحدد عرفة بعلمين أحدهما في أولها و الثاني في آخرها.
و ذلك ليعرف الحاج حدودها و لا يقف إلا في صحيح الوقوف في وقفة عرفة.
حدثنا مسدد حدثنا حفص بن غياث عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” وقفت ها هنا بعرفة وعرفة كلها موقف ووقفت ها هنا بجمع وجمع كلها موقف ونحرت ها هنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ” صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و منهم من زاد أنه إستثنى بطن عرنة.
و يحيط بعرفات قوس من الجبال و وتر هذا القوس هو وادي عرنة.
و يذكر في خبر إسحاق أنهم إرتفعوا عن وادي عرنة بعرفات لهذا لا يكون عرنة بموقف.
أما عن جبل نمرة، ففيه يقع مسجد نمرة.
و حينما يكون الحجاج على عرفات يكون المسجد أمامهم.
و كان هذا المسجد هو المكان الذي نزل به سيدنا محمد عليه الصلاة و السلام يوم عرفه.
و صلى النبي عليه الصلاة و السلام هناك الظهر و العصر جمعا و قصرا.
و تحرك منها إلى المزدلفة بعد الغروب.
و هو أيضا المكان الذي ألقى منه خطبة الوداع.
و يقع الجزء المقدم من مسجد نمرة في وادي عرنة الذي يقع خارج عرفات و يدخل في الحل.
إذن هو ليس بمشعر بل حد يفصل بين الحل و الحرم.
و يقع أسفل جبل عرفات بإرتفاع بسيط فوق الأرض مسجد الصخرات.
و فيه الصخرات التي وقف عندها رسول الله صلى الله عليه و سلم عشية عرفة و كان على ناقته.
ما هي ثوية و الأراك و ذي المجاز:
ثوية هي حد من حدود عرفة و لكن ليس من موقفها.
و تكون ثوية في الجنوب الغربي.
و ثوية شعب يسيل من جبل و يصب في عرفات من ناحية الجنوب.
أما عن الأراك، فهو واد من أودية الحجاز التهامية الكبيرة ينحدر غربا و يمر بعرفات جنوبا.
و الأرجح أنه غير ملاصق لعرفة لذلك فهو ليس من حدودها والله أعلم.
و ذي المجاز قديما كان سوقا لهذيل يمين عرفة يبعد عنه فرسخا.
و هو قريب من وادي كبكب الذي يمر بعرفات و هو من الوديان الغنية بالزرع و المطر.
سبب تسمية جبل عرفات و يوم عرفة بهذا الإسم:
يقال أن سبب تسمية جبل عرفة بهذا الإسم أن آدم و حواء عندما هبطا إلى الأرض لم ينزلا معا في نفس المكان.
و لكنهما إلتقيا بهذا الجبل و تعارفا هناك و من هنا كان الإسم يوم عرفة و وقفة عرفة.
و هناك من قال أنه أثناء طواف سيدنا جبريل عليه السىلام بسيدنا إبراهيم عليه أفضل الصلاة و السلام كان يقول له
:” أعرفت؟ أعرفت؟ “
و يرد عليه خليل الرحمن ” عرفت، عرفت ” و من هنا كانت تسمية جبل عرفة بهذا الإسم.
و ذهب البعض لكون الناس تتعارف على بعضها البعض هناك.
و هناك أيضا يذهب الناس للإعتراف بخطاياهم و التوبة منها.
و منهم من قال أنه مجرد إسم عارض سمته به العرب كما تسمي جبالها.
أما عن كلمة عرفات فهي ليست بالجمع إنما هي مفرد بصيغة الجمع.
و هذا هو ما جاء في النص القرآني.
و أما عن يوم عرفة أو وقفة عرفة فنسب لجبل عرفة الذي يقف عليه الحجيج.
و أما عن الأسماء الأخرى لجبل عرفات أو جبل عرفة فهناك:
جبل الرحمة – جبل الدعاء – جبل النابت – جبل القرين – جبل الإل ( جبل الآل ) – جبل التوبة.
و جبل الرحمة هو أكمة صغيرة بعرفات لها سنام أسود.
صعد عليها أشرف الخلق صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع.
و يقع جبل الرحمة شرقي عرفات و يقع مسجد الصخرات بأسفله.
و يقال الإل لأن الحجاج إذا رأوا المشهد آلو إليه أي إجتهدوا ليدركوا الموقف.
و حينما وقف النبي صلى الله عليه و سلم به لم يكن مقصودا الوقوف به تحديدا.
و على هذا لا يجوز الإدعاء بفرضية الوقوف هناك يوم وقفة عرفة.
بل من الممكن تحريم تثبيت هذا القول لما يمكن أن يحدث من تزاحم و إصابات جراء هذا الإعتقاد
متى يكون الوقوف في يوم عرفة – وقفة عرفة:
يكون في اليوم التاسع من شهر ذي الحجة.
و لا يجوز يوم عرفة أن يتجاوز الحاج الأعلام قبل غروب الشمس.
و يخرج الحاج من منى إلى جبل عرفة بعد أداء صلاة الفجر و تحديدا بعد الشروق.
ثم يصلي الظهر أثناء الطريق قبل الوصول لعرفة.
و وقت الوقوف بعرفة من زوال شمس يوم عرفة إلى طلوع فجر أول أيام عيد الأضحى المبارك.
و بعد غروب الشمس يمكن التوجه للمزدلفة للمبيت بها و يصلي هناك المغرب و العشاء جمع تأخير.
أفضال يوم عرفة:
هو يوم يباهي به الله ملائكته و يأمر بأن يغفر لعباده ذنوبهم و تمحى سيئاتهم.
يعتق فيه الله رقابنا من النار بإذن الله.
و فيه تكفير للذنوب و محو للخطايا.
و الوقوف في يوم عرفة هو متمم لنعمة الله سبحانه و تعالى على عباده.
و ما من يوم أحب إلى الله من يوم عرفة.
و ما من دعاء خير من دعاء يوم عرفة.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل من الأنصار: (فإذا وقف بعرفات فإن الله عز وجل ينزل إلى سماء الدنيا فيقول انظروا إلى عبادي شعثا غبرا اشهدوا أني قد غفرت لهم ذنوبهم). أخرجه البزار والطبراني وابن حبان في صحيحه واللفظ له و إن كان هناك من ضعف هذا الحديث.
و يبدأ التكبير من صلاة الفجر من يوم عرفة لغير الحاج.
و التكبير للحاج يبدأ ظهر يوم النحر كونه مشغولا بالتلبية قبل ذلك.
أَخْبَرَنَا أَبُو أَحْمَدَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِهْرَجَانِيُّ ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، أَنْبَأَنَا ابْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكٌ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي عَبْلَةَ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” مَا رُؤِيَ الشَّيْطَانُ يَوْمًا هُوَ فِيهِ أَصْغَرُ وَلا أَدْحَرُ وَلا أَحْقَرُ وَلا أَغْيَظُ ، مِنْهُ مِنْ يَوْمِ عَرَفَةَ ، وَمَا ذَاكَ إِلا مِمَّا يَرَى مِنْ تَنْزِيلِ الرَّحْمَةِ وَتَجَاوُزِ اللَّهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، إِلا مَا رُئِيَ يَوْمَ بَدْرٍ ” . هَذَا مُرْسَلٌ حَسَنٌ ، وَرُوِيَ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ ضَعِيفٍ ، عَنْ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
دعاء يوم عرفة:
عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:
(خير الدّعاء يوم عرفة، وخير ما قلت أنا والنبيّون من قبلي، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم.
شاخص جبل عرفات:
يوجد على سفح جبل عرفات شاخص يسمى شاخص عرفات.
على ارتفاع ٣٠ متر من هذا الجبل.
و يصل إرتفاعه إلى ٤ متر.
و هو مثار جدل بين الكثيرين سواء كان من حكمة وجوده و الإبقاء عليه هناك.
حجة الوداع:
حج النبي محمد صلى الله عليه و سلم مرة واحدة.
و كانت هي حجة الوداع.
تلك الحجة التي خطب فيها بالناس و يوصيهم آخر وصاياه و يدعوهم أن يعملوا بسنته صلى الله عليه و سلم.
” حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَن تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ۚ ذَٰلِكُمْ فِسْقٌ ۗ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ ۚ الْيَوْمََ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِيي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ فِيي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لِّإِثْمٍ ۙ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌٌ رَّحِيمٌ (3) ” ( سورة المائدة )
و عن جابر بن عبد الله رضي الله عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: “خُذُوا عَنِّي مَنَاسِكَكُمْ” رَوَاهُ أَحْمَدُ ومُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ.
و بهذا علينا جميعا أن نعمل بعمل نبينا الكريم و أشرف المرسلين محمد صلى الله عليه و سلم.
اللهم بلغنا يوم عرفة إن شاء الله و اللهم أرزقنا الوقوف بجبل عرفات آمين يارب العالمين.
اترك تعليقاً