الأطفال ناقصى النمو (حديثى الولادة) : كيف تتعاملين معه و تحافظين على صحته بعد خروجه من المستشفى

 

بعد التقدم العلمى الكبير الذى شهده طب النساء و التوليد و طب الأطفال فى السنين الماضية, أصبح الأطفال ناقصى النمو أو ما يطلق عليهم الأطفال المبتسرين أو الأطفال الخدج يمثلون حقيقة واقعة يجب التعامل معها, حيث أنه و وفقاً لمنظمة الصحة العالمية فإنه بين كل 100 طفل يولدون حول العالم فهناك 11.1 طفل يولدون ناقصى النمو , و بإنتشار مراكز العناية  المركزة لحديثى الولادة أصبحت فرص نجاة هؤلاء الأطفال تتزايد يوماً بعد يوم.



و بالطبع تختلف فرص نجاة هؤلاء الأطفال و خروجهم دون أى مشاكل تؤثر على حياتهم اليومية وفقاً للوزن، و الحالة العامة عند الولادة و حالة أجهزة الطفل و عمر الطفل الجنينى , و لكن اليوم لن نقوم بشرح هذه الأمور , و لكن سنشرح ما الذى يجب أن تفعله الأم فى البيت لاستقبال طفلها بعد خروجه من وحدة الأطفال حديثى الولادة.

فمن الطبيعى و الدارج أن يساور الأهل الكثير من الشكوك عن قدرتهم على التعامل مع الطفل ناقص النمو فى البيت , خصوصاً إذا مرَ بفتره علاج طويلة , او مر بمضاعفات متعددة , و لذلك يجب الإجابه عن كل استفساراتها بطريقه علميه و العمل على إزالة مخاوفها و لذلك ستكون المرحله الأولى فى التعامل مع الطفل هى مرحله التمهيد لخروجه و تدريب الأم.

مرحلة التمهيد

و تشمل الإجابة عن إستفسارات الأم , و جعلها تتعامل مع الطفل لفترات طويلة تشمل الإتصال المباشر مع الطفل عن طريق تلامس الجلد المباشر ( ما يسمى بطريقه الكنغر ) , و عن طريق الرضاعه الطبيعيه , بل و إشراك الأم فى الرعايه الروتينيه له مثل تغيير الحفاضه , تنظيف الطفل و ما الى ذلك و تعليمها أساسيات غسيل الأيدى الصحى.

 

مرحلة الخروج

هناك ثلاث عوامل مهمه , تكون هى العوامل التى يبنى عليها قرار خروج الطفل ناقص النمو الغير مصاب بأى أمراض أخرى من الحضانه , و هى قدرته على الإحتفاظ بدرجه حرارته , و قدرته على الزياده فى الوزن و الرضاعه بصوره جيده , و قدرته على التنفس بشكل طبيعى دون أى مساعده او توقف فى النفس.

و مع ذلك فإنه يجب مناقشة العلامات الخطرة مع الأم و تدريبها على مراقبة تنفس الطفل , و مناقشة سرعة الإنتقال إلى أقرب مركز مجهز لإستقبال حالات حديثى الولادة معها عند حدوثها , بل تدريبها على الإنعاش القلبى الرئوى فى بعض الأحيان  , و التركيز على استمرار الثلاث العوامل السابقه مع الطفل فى البيت من حيث الحفاظ على درجه حرارته و رضاعته , و متابعة الوزن , كما يجب إعطاء الأم مواعيد محدده تأتى فيها لمتابعه الطفل روتينياً بعد خروجه , يحددها الطبيب حسب حالته.

اقرأ أيضا  فوائد الرضاعة الطبيعية و نصائح لرضاعة طبيعية مثالية

الفحوصات الروتينيه التى يجب أن يفعلها بعد خروجه من الحضانة

الطفل ناقص النمو معرض للعديد من المضاعفات خصوصاً إذا تم معالجته بالأكسجين لفترات طويله , و أهمها مضاعفات السمع و الرؤيه و لذلك فإن الفحوصات التاليه مهمه جداً و يجب عملها عند خروج الطفل من الحضانة

  • فحص قاع العين , فالطفل ناقص النمو معرض للانفصال الشبكى , و الحول و أمراض أخرى , و لذلك فإن منظمه الصحه العالميه توصى بعمل فحص قاع عين لكل الأطفال الذين ولدوا بعمر رحمى 28 و أقل , عند الأسبوع ال 31 ( بعد 3 أسابيع من الأسبوع ال 28 ) , و توصى بفحوصات اضافيه وفقاً لنتيجه هذا الفحص.

 

  • مقياس السمع  , فالأطفال ناقصى النمو معرضين لأمراض ضعف السمع أيضاً , لذلك يجب عمل مقياس للسمع لكل الأطفال ناقصى النمو فور خروجهم من الحضانه , حيث أن التشخيص المبكر لهذه الحالات قد يؤدى لتدخل سريع مثل أجهزه السمع المساعده , فلا يؤثر الأمر على النمو اللغوى للطفل.

 

  • صوره الدم , من التحاليل المهمه أيضاً , و توصى منظمه الصحه العالميه بعمل صوره للأطفال ناقصى النمو عند عمر ال 6 أشهر و عمر السنتين على الأقل , و ذلك بسبب نقص مخزونات الحديد عند الطفل ناقص النمو مما يؤدى لاحتماليه أكبر لإصابتهم بمرض فقر الدم.

 

  • تحليل نسبه الرصاص بالدم , هو تحليل موصى به أحيانا فى حال تواجده , حيث توصى منظمه الصحه العالميه بعمل هذا التحليل عند عمر العام , و ذلك بسبب تأثير الرصاص السلبى على نمو الأطفال العقلى.

 

  • أشعه تلفزيونيه على المخ , من الأشياء الأساسيه لأى طفل أقل من 30 أسبوع عند عمر 10 أيام , و عند وصوله لعمر 36 أسبوع ( عمره الرحمى + الزمنى = 36 ) , و ذلك للتحقق من عدم وجود مضاعفات نزفيه أو أى مضاعفات أخرى تؤثر على الطفل.

 

الرضاعة و التغذية

توصى جميع الأبحاث و المنظمات الطبيه بالرضاعه الطبيعيه للطفل ناقص النمو بالطبع , و يتم إرضاع الطفل ناقص النمو كل ساعه و نصف إلى ثلاث ساعات كحد أقصى رضعه مشبعه يفضل أن يستخدم فيها كلا النهدين.

اقرأ أيضا  أمراض الأطفال الرضع.. أشهر أمراض و أعراض تصيب الرضع و علاجها

و فى حاله عدم زيادة الوزن مع لبن الأم قد يتم إدخال مقويات لبن الأم لزياده سعراته الحراريه و هذا بالطبع بمعرفه الطبيب .

و يوصى أيضاً بإعطاء الطفل جرعه يوميه من فيتامين د 400  وحدة دولية و هو ما يوازى 4 نقط من ال فى دروب تقريبا , و كما يوصى بإعطائه فيتامينات متعدده مثل البولى فيتال و البيبى فيت بصوره يوميه و جرعتها من 0.5 ل 1 مل يومياً و ذلك حتى وصول وزنه ل 4 كجم.

أما بالنسبه للرضاعه الصناعيه فإنه يوصى باستخدام نوع لبن لناقصى النمو غنى بالسعرات الحراريه حتى الوصول لوزن أقرانه فى هذا العمل و حتى نهايه العام الأول من عمره ثم التحويل للنوع العادى .

مع العلم بإنه لا داعى لإعطاء فيتامينات متعدده أو فيتامين د فى هذه الحاله لإن اللبن الصناعى معزز بالفعل بهذه الأنواع , من الممكن فقد إعطاء جرعه إضافيه من الحديد تحدد حسب وزن الطفل , و درجه نقص نموه.

 

التطعيمات

وفقاً للأبحاث العالميه فإنه يجب أن يتم إعطاء تطعيمات الطفل ناقص النمو وفقاً لعمره الزمنى و عدم انتظار إكتمال نموه الرحمى , و إعطائه كامل تطعيماته , و لكن لمنظمه الصحه العالميه مع بعض التحفظات البسيطه مثل

  • تأخير الجرعه الصفريه لفيروس الكبد الوبائى ب , حتى عمر الشهر و ذلك فى حال خلو الأم من المرض , و وزن الطفل أقل من 2 كجم.

 

  • تطعيم فيرس المخلوى التنفسى ( Respiratory Syncytial Virus ) من التطعيمات الإضافيه المهمه للطفل ناقص النمو , خصوصاً إذا كان عمر الطفل الرحمى وقت الولاده أقل من 32 أسبوع و يعطى فى بدايه فتره نشاط المرض و انتشاره فى المكان الذى يسكنه الطفل و هذا بالطبع بالتنسيق مع الطبيب.

 

  • تطعيم الإنفلونزا الموسمى , مهم جداً و يفضل أن يعطى لجميع أفراد الأسره و المخالطين للطفل و يعطى عاده فى فصل الخريف.

 

  • تطعيم الروتا يفضل أن يعطى للأطفال ناقصى النمو إذا كانوا يتمتعون بصحه جيده و خارج وحده الأطفال حديثى الولاده , و عمرهم على الأقل ست أسابيع.

 

مشاكل يجب أن توضع فى الحسبان و كيف تتعاملين معها

يوجد بعض المشاكل التى تواجه الأم بعض خروج الطفل من الحضانه و هى من المضاعفات التى يجب أن تتعلم الأم طرق التعامل معها و أهمها

اقرأ أيضا  الأدوية أثناء الحمل ما بين الأدوية الممنوعة أثناء الحمل و الأدوية المسموحة للحامل

اختلال نسيج الرئه و القصبه الهوائيه

و يزيد حدوث هذا الأمل كلما كان العمر الرحمى للطفل أقل و بالتالى الوزن أقل , فإن وفقاً للإحصائيات العالميه فإن نسبه حدوثه تتراوح بين 50 ل 80 % حول العالم , هؤلاء الأطفال يكونون عرضه لأمراض الصدر و الإلتهاب الرئوى أكثر من غيرهم , و يحتاجون لطعام عالى السعرات بسبب زياده المجهود التنفسى لديهم , و قد يحتاجون علاج مثل موسع الشعب و المضادات الحيويه و الأكسجين من فتره لأخرى . الأطفال المصابون بهذا المرض أيضاً قد تتأثر لديهم وظيفه الرئه حتى فتره المراهقه و بعد ذلك تبدأ بالتحسن

توقف النفس عند حديثى الولادة

و يتم تعريفها على إنها توقف الطفل عن التنفس لفتره تتجاوز ال 20 ثانيه , قد يصاحبها انخفاض فى معدل ضربات القلب أو نقص فى نسبه تشبع الأكسجين فى الدم , و يخرج الطفل من الحضانه عاده بعد توقفه عن أخذ أى دواء لعلاج هذه الحاله و مرور خمس أيام دون حدوث أى توقف للناس , و لكن فى الوقت نفسه فإن مراقبه تنفس الطفل حتى عمر 43 أسبوع ( عمره الرحمى + عمره الحقيقى الزمنى = 43 ) , أمر هام و مراجعه طبيب حديثى الولاده فى حال حدوثها لتقييم حاله الطفل أمر هام , حيث من الممكن أن يضيف بعض الأدويه , و يشخص سبب أخر من أسباب توقف النفس وفقاً لحاله الطفل.

إرتجاع المرىء

من الأعراض الموجودة عند كل الأطفال حديثى الولاده و لكن بنسبه أكثر عند ناقصى النمو , و قد تسبب توتر للطفل و الأمر و صعوبات فى التغذيه , و حتى مشاكل تنفسيه , لذلك إستخدام علاج تحفظى مثل رفع رأس الطفل قليلاً أو إستخدام نوع مركز أكثر يقلل الارتجاع قد يحسن الأمر , او استخدام علاج دوائى فى حال فشل العلاج التحفظى و هذا بالطبع بأمر الطبيب مثل أدويه الحموضه و منظمات حركه الأمعاء .

فى النهايه أود أن أشدد على أهميه دور الأم فى متابعه الطفل ناقص النمو بعد مرور فتره الحضانه , و إنها تلعب دور لا يقل أهميه عن دور الطبيب فى رعايه طفلها .. و يجب عليها ألا تستهين بذلك أبداً

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *