المليارديرات المبشرين بالجنة : الصحابة الذين تتخطى ثرواتهم المليار دولار 

قد تظن للوهلة الأولى أن العنوان به خطأ إملائى أو أنها هلوسة كاتب أو شىء من هذا القبيل، ولكنها ليست كذلك عزيزى القارىء، فالعنوان صحيح : المليارديرات المبشرين بالجنة: الصحابة الذين تتخطى ثرواتهم المليار دولار.

وبالمعنى الذى يفهمه الجميع : ثروة الواحد منهم تزيد على المليار دولار حقيقة لا مجازا، وكلهم من المبشرين بالجنة.

هل أفزعك الرقم؟ أم صدمتك الجملة ؟ أم أنك تظن أن الصحابة تعنى معنى آخر غير الذى تعرفه من أنهم صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ؟

كلا ، إنهم صحابة النبى المعروفين ومنهم من تقدر ثروته بمئات الملايين أو بالمليارات ، والأغرب أنك تعرفهم !!!!!!

هل تعرف الصحابةالعشرة المبشرين بالجنة ؟

بالتأكيد (أبو بكر الصديق ،عمر بن الخطاب ، عثمان بن عفان ،على بن أبى طالب ،الزبير بن العوام ، طلحة بن عبيد الله ،عبد الرحمن بن عوف ،أبو عبيدة بن الجراح ، سعد بن أبى وقاص ، سعيد بن زيد).

هل تعلم أن أغلبهم من الأثرياء باستثناء عمر وعلى عليهم رضوان الله.

وأن توصيفهم الاقتصادى  حاليا بين ملياردير أو مالتى مليونير !!!

كيف ذلك ؟؟

سنستعرض ذلك لاحقا، ولكن قبل ذلك يجب أن نضع بعض المفاهيم والحقائق لتسهيل العرض ولتوصيل المعلومة بشكل عصرى ويسير:

  • العملات المستخدمة فى زمان الصحابة هى الدرهم الفضى(عملة الفرس) والدينار الذهبى (عملة الروم).
  • الدينار يساوى عشرة دراهم (كما ورد فى أحاديث الزكاة).
  • الدينار يساوى 4,25 جرام ذهب عيار 24.
  • هؤلاء الصحابة العظام كانوا كثيرى التصدق والإنفاق فى سبيل الله طوال حياتهم فى شتى وجوه البر.
  • حساب الثروات سيكون بناءا على الميراث المتبقى بعد وفاة الصحابى.
  • سيتم تحويل قيمة الميراث للدينار ثم حساب جرامات الذهب الموازية (الجرام =40 دولار).
  • يتم ذكر الروايات الأشهر عن الصحابة وإرثهم ثم الحساب وفقا للقواعد السابقة.
  • مراعاة الفارق الزمنى وعامل التضخم والذى يكون فى صالح الأقدم (بمعنى أن هذه العصور لم يكن فيها التضخم الاقتصادى الحالى مما يجعل قيمة الذهب والثروة فى وقتهم أعلى من العصر الحديث ).
  • وهذا العامل الأخير سنؤجل الحساب به لآخر الموضوع لتوضيح الفرق بين الأزمنة.

أولا:  عثمان بن عفان رضي الله عنه

من المبشرين بالجنة في عدة وقائع بذل فيها ماله بكرم شديد , ومنها أن عثمان ــ رضي الله عنه ــ ظفر بحفر بئر رومة حين قال رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ قال: (من حفر رومة فله الجنة) فحفرها وفاز بالجنة.

وكان قد اشتراها من يهودى بالمدينة كان يبيع ماءها للمسلمين، فاشتراها منه بعشرين ألف درهم وجعلها صدقة للمسلمين ، ومازالت حتى الآن صدقة للمسلمين وينبت حولها نخيل وأشجار يتصدق منه على المسلمين وتشرف عليها وزارة الزراعة السعودية.

اقرأ أيضا  معجزات الرسول..معجزات النبي..معجزات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تعرف عليها

كما ظفر أيضاً بتجهيز جيش العسرة «جيش تبوك» حين قال ــ عليه الصلاة والسلام: (من جهز جيش العسرة فله الجنة) فجهزه ــ رضي الله عنه ـبحوالى ألف بعير وما يلزمها وثمانين فرسا وما يلزمها، وخبر حفره للبئر وتجهيزه للجيش في صحيح البخاري, وغيره.

وقدرت ثروته عند وفاته بـ «ثلاثين مليون درهم فضة, ومائة وخمسين ألف دينار, إضافة إلى صدقات تقدر بقيمة مائتي ألف دينار» أحصاها خازنه بالإضافة إلى البيوت والدور التى تركها بمكة والمدينة.

حساب الثروة (بعد تحويل الدراهم لدنانير) :  3,5مليون دينارا = 14,875 مليون جرام ذهب.

وهو ما يساوى 595 مليون دولار بدون حسابات التضخم أو فارق العامل الزمنى.

ثانيا : طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه

كان دخله اليومي ألف درهم وزيادة.

وروى عن سخائه أنه سأله رجل أن يعطيه بما بينه وبينه من الرحم, فأعطاه أرضاً قيمتها ثلاثمائة ألف درهم, وقيل أكثر من ذلك!

وكان لا يدع أحداً من بني قرابته القريبة والبعيدة إلا كفاه حاجته وقضى دينه .

قدرت ثروته عند وفاته بـ «مليوني درهم, ومائتي ألف درهم, ومن الذهب مائتي ألف دينار وقومت أصوله وعقاره بثلاثين مليون درهم».

حساب الثروة 3,42 مليون دينارا =14,535 مليون جرام ذهب.

وهو ما يعادل 581,4 مليون دولار.

ثالثا : الزبير بن العوام رضي الله عنه

يقال أنه كان له ألف مملوك يعملون على تجارته وجمع ماله فربما جمعوا المال وتصدقوا به كله في اليوم الواحد فلم يدخل منه شىء إلى بيته.

وقد بلغت ثروته من قيمة العقار الذي ورَّثه أكثر من خمسين مليونا.

ودليل ذلك ما جاء في صحيح البخاري أن الزبير ــ رضي الله عنه ــ قتل ولم يدع دينارا ولا درهما إلا أرضين, منها الغابة (وكان الزبير اشتراها بسبعين ومائة ألف, فباعها ابنه عبد الله بعد وفاته بألف ألف وستمائة ألف, أي باعها بمليون وستمائة ألف)، وإحدى عشرة داراً في المدينة, ودارين في البصرة, وداراً في الكوفة, وداراً في مصر.

وكان للزبير أربع نسوة, ورفع الثلث – أوصى به لأولاد ابنه عبد الله – فأصاب كل امرأة ألف ألف ومائتا ألف.

ومن حرصه ــ رضي الله عنه ــ على إعادة الديون إلى أصحابها أنه وقف يوم الجمل, فدعا ابنه عبد الله, وقال: يا بني…, إن من أكبر همي لديني, أفترى يبقي ديننا من مالنا شيئا؟ فقال: يا بني بع مالنا, فاقض ديني…, فإن فضل من مالنا فضل بعد قضاء الدين, فثلثه لولدك…

اقرأ أيضا  وصف الجنة ألا إن سلعة الله غالية تعرف على نعيم الجنة واهلها..اعظمها رؤية الله عز وجل

وكان دينه الذي عليه أن الرجل كان يأتيه بالمال فيستودعه إياه, فيقول الزبير: لا, ولكنه سلف, فإني أخشى عليه الضيعة.

فبارك الله في عقاره الذي ورثه بسلامة نيته, وصدق أمانته, وتم بيعه بملايين الدراهم.

وحساب التركات فى الإسلام معروف:

لا توزع التركة إلا بعد سداد الدين وتنفيذ الوصية كما قال الله (من بعد وصية يوصى بها أو دين )، وكان دين الزبير حوالى 2,2 مليون درهم (الودائع المستودعة عنده).

حساب الثروة حوالى 57,6 مليون درهما على أقل الأقوال كما يلى:

(الزوجة الواحدة ورثت 1,2مليون درهما وأربع زوجات يحصلن على 4,8 مليون وهو الثمن، فتكون التركة 38,4 مليون ويضاف لها الثلث الوصية 19,2 مليون فيصبح المجموع 57,6 مليون درهما).

وهو ما يساوى 5,76 مليون دينارا = 24,48 مليون جرام ذهب.

وهو ما يساوى 979,2 مليون دولار.

الذهب عملة كل العصور

رابعا : عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه

كان تاجرا ماهرا كون ثروته من أقل القليل حتى أصبح أغنى الصحابة.

حينما هاجر للمدينة عرض عليه سعد بن الربيع الخزرجي ـ رضي الله عنه ــ أن يشاطره في نصف ماله مجاناً – وذلك حين آخى النبي ــ صلى الله عليه وسلم ـ بينه وبين سعد – فرفض عبد الرحمن بن عوف هذا العرض وقال: «بارك الله لك في أهلك ومالك, دلني على السوق, فربح شيئا من أقط وسمن..».

وابتدأ بهذا الربح البسيط ثم أصبح ذلك التاجر الثرى فى غضون سنين قليلة.

روى أحمد في مسنده من حديث أنس ــ رضي الله عنه ــ (أن عبد الرحمن أثرى، وكثر ماله، حتى قدمت له مرة سبعمائة راحلة تحمل البر والدقيق).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وكان عامة ماله من التجارة. ففتح الله عليه في التجارة, كما فتح الله عليه في الصدقة.

ومن أوجه الصدقة التي بذلها  أنه:

  • باع مرة أرضا بأربعين ألف دينار، فتصدق بها.
  • أوصى لمن شهد بدراً بأن يعطى كل واحد منهم أربعمائة دينار، فوجدوا مائة رجل بدري (أي أوصى لهم بأربعين ألف دينار).
  • أوصى بألف فرس في سبيل الله.
  • أوصى لأمهات المؤمنين بحديقة، فقدرت بمائة ألف دينار.

وتقدر ثروته عند وفاته بـ «ثلاثة ملايين ومائتي ألف دينار»، وهذا حسب الاحتمال الذي ذكره الحافظ ابن حجر في الفتح، حيث قال:

(جميع تركة عبد الرحمن بن عوف ثلاثة آلاف ألف ومائتي ألف (أي ثلاثة ملايين ومائتا ألف).

مع العلم أن بعض الرواة ذكر أنه ترك أيضا كنزا من ذهب قسم بالفئوس!!!حتى مجلت منه أيدى الرجال (أى تعبت أيديهم من كثرة الضرب فيه).

اقرأ أيضا  خباب بن الأرت رضي الله عنه

ورجح أغلب الرواة أنه كان أغنى الصحابة ولهذا سنعتبر أن هذا الرقم المذكور هو الأموال السائلة فقط وأن العقار والأراضى ومصادر الدخل الأخرى تساوى نفس القيمة،  فتكون ثروته ضعف هذا الرقم على الأقل.

حساب الثروة : 6,4 مليون دينار = 27,2 مليون جرام ذهب.

وهو ما يساوى 1088 مليون دولار.

ولكن ذلك ليس كل شىء ، فهذا هو الحد الأدنى من الثروة لهؤلاء العظام المبشرين بالجنة (أى أن ثروتهم أكبر من ذلك فعليا ).

لكى نقيم ثرواتهم بشكل صحيح يجب أن نضع فى حسابنا بعض المتغيرات مثل :

  • ندرة الموارد فى البيئة المحيطة.
  • سيطرة دول أخرى على تصنيع العملات المتعارف عليها (الفرس والروم ).
  • الغزوات والجهاد المستمران، والإنفاق المستمر على ذلك.
  • قلة مصادر الثروة (محدودية الزراعة والصناعة ونوعيات التجارات ) وغيرها.

كما  أن عليك أن تقيس الفرق بين معدلات التضخم الحالية وكيف تؤثر على القوة الشرائية   للعملات فمثلا:

  • عمر بن الخطاب وابنه عبدالله قد قاما برحلة الحج معا فى خلافة عمر وتكلفا 16 دينارا فى رحلة لمدة شهر تقريبا (أى أن الفرد تكلف تقريبا 8 دينارات = 34 جرام ذهب =1360 دولار ).
  • إذا حاولت تكرار التجربة الآن من المدينة لمكة على جمل وبنفس الظروف ونفس المدة فستجد التكلفة ضعف هذا الرقم ثلاث مرات على الأقل.
  • مثال آخر وهو سعر البقرة (4- 5 دنانير = 17- 21,25 جرام  ذهب =680 – 850 دولار)، والإبل ضعف هذا الرقم (من 1380 – 1700 دولار) ، أما الآن فسعرها ضعف هذه الأسعار على الأقل.
  • معدلات التضخم فى القرنين التاسع عشر والعشرين ترفع قيمة الثروة عشرين ضعفا على الأقل.

وبناءا على ماسبق فإن القيمة العادلة  لثروة هؤلاء الصحابة بحساب الزمن  ستجعلها تتضاعف عشرين أو ثلاثين مرة على الأقل.

أى أن القيمة المساوية لثرواتهم تعدل مليارات الدولارات بحساب العصر الحديث .

القيمة الحقيقية لثروة الصحابة المبشرين بالجنة

أما القيمة الحقيقية لهذه الثروات تأتى من فهمهم العميق لقول النبى ( …… وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه ).

فلقد اكتسبوه من الحلال المصفى (بلا احتكار أو سرقة أو اختلاس أو….).

أنفقوه فى كل ما يرضى الله  عز وجل من جهاد وصدقات وبر وغيره.

أعطونا صورة حية للمسلم الصادق الغنى المتصدق الزاهد العابد.

فالإسلام لا يحبب الفقر إلى الناس، وليس معنى الزهد أن تكون محتاجا، أو أن الثراء جريمة أخلاقية.

فليس أدل على ذلك من المبشرين بالجنة، مليارديرات الصحابة..

فى نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا على المليارديرات المبشرين بالجنة : الصحابة الذين تتخطى ثرواتهم المليار دولار.


ردان على “المليارديرات المبشرين بالجنة : الصحابة الذين تتخطى ثرواتهم المليار دولار”

  1. الصورة الرمزية لـ غانم جنجار
    غانم جنجار

    كثير من ادعياء النقد السياسي والأيديولوجي يعيبون على سادتنا الصحابة اغتناءهم، وثرواتهم المشروعة بفضل انشطتهم، وبقولنين تشريعية رسمية كلمتيازات للعامة. والسؤال المطروح ماذا نريد من الفرد المسلم؟ لابد ان يعيش صعلوكا؟ حتى يتكفف الناس؟ثم لا يتابع هؤلاء المعترضون رجالات الغرب والشرق ممن استولوا على اموال الشعوب عنوة ويتحراوا على نقدها؟ام حلال هليهم حرام علينا؟

  2. الصورة الرمزية لـ غانم جنجار
    غانم جنجار

    ثم ننظر في القضية من زاوية مصير ومآلات هذه الاموال الطائلة. هل كانت كنوزا مكدسة، واصحابها همهم الجمع والمنع فقط. ام تنافسوا في صرفها على وجوه حددها الشرع الحنيففاغنوا ونفعوا بها المسلمين؟ إن التعاطي في رأيي الشخصي مع كامل الاحترام للمخالفين انهم يعالجون القضايا بشجاعة المعارض التقليدي بخلفية النقيض.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *