أنيس منصور .. الأديب الذي أبهر الأدباء



أنيس منصور واحد من رواد الأدب و الصحافة في مصر و العالم العربي.

يعتبر أنيس منصور من أهم من أمسك بالقلم و خط بيده في علم الفلسفة و الوجودية تحديدا.

له من الكتب ما يجعله أميرا للأدباء و الفلاسفة في عصره و إلى وقتنا هذا.

نعم إشتغل أنيس منصور بالصحافة لكنه أبدا لم يحبها حبه للفلسفة و الكتابات الأدبية.

وصفه الأديب العالمي ” طه حسين ” بأنه ” أكبر قاريء في الوطن العربي “.

أجاد أنيس منصور العديد من اللغات منها الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية و الروسية.

كما كان له باعا طويلا في أدب الرحلات و كتب فيه العديد من الكتب التي تخلد إسمه لوقتنا هذا.

كما كتب العديد من الكتب في الفلسفة الوجودية.

و لم يترك أيضا ما وراء الطبيعة التي ألف فيها العديد من الكتب الشيقة.

سنتكلم قليلا عن بعض النواحي الخاصة بحياة الأديب الفليسوف الصحفي أنيس منصور.



نشأة أنيس منصور:

ولد أنيس منصور بإحدى قرى مدينة المنصورة عام ١٩٢٤.

حفظ القرآن الكريم و هو في التاسعة من عمره.

تفوق على أقرانه دراسيا حتى أصبح الأول في الثانوية العامة.

إختار هو بنفسه دخول كلية الآداب قسم الفلسفة بجامعة القاهرة.

حصل على الليسانس عام ١٩٤٧.

عين مدرسا للفلسفة في جامعة عين شمس و عمل بها حتى عام ١٩٦٣ و إنقطع بعدها فترة عن التدريس ليتفرغ للكتابة و لكنه عاد ثانية عام ١٩٧٥.

كما عمل صحفيا في واحدة من أكبر المؤسسات الصحفية في الشرق الأوسط ” مؤسسة أخبار اليوم “.

حياته المهنية و الأدبية:

بعد أن عمل أنيس منصور كاتبا صحفيا في أخبار اليوم لفترة طويلة تركها عام ١٩٧٦.

شغل بعدها منصبا رفيعا آخر، حيث عينه السادات رئيسا لمجلس إدارة دار المعارف.

اقرأ أيضا  ارواح و اشباح .. ما وراء طبيعة أنيس منصور .. الباراسيكولوجي

أصدر بعدها مجلة الكواكب و ترأس تحريرها.

كما عمل أنيس منصور أيضا في أكبر المؤسسات الصحفية الأخرى مثل الأهرام، الهلال، آخر ساعة.

ترأس أيضا تحرير مجلة أكتوبر التي طلب منه السادات إنشائها بعد إنتصار أكتوبر المجيد.

أشخاص أثروا في أنيس منصور:

يأتي على رأس هؤلاء العملاق الكبير ” عباس محمود العقاد ” و في هذا الشأن ألف كتاب بعنوان ” في صالون العقاد كانت لنا أيام “.

كما تأثر و تتلمذ على يد الأخوين على و مصطفى أمين أثناء فترة عمله بأخبار اليوم.

و كان للكتاب الذي حفظ فيه القرآن الأثر البالغ في تكوين شخصيته و لم ينس ذلك أبدا و تحدث عنه في كتاب ” عاشوا في حياتي “.

كما أثر في تكوين شخصيته الأدبية أستاذه الجامعي ” عبدالرحمن بدوي “.

السادات و أنيس منصور:

كان أنيس منصور أحد المقريين من الرئيس السادات رحمه الله بل أصبح جزءا لا يتجزأ من برنامج السادات اليومي.

حتى خاف المقربين للأديب الكبير من هذا القرب لأن للسياسة وهج قد يؤذي من يقترب منه أكثر من اللازم.

و من أهم الدلائل على إقتراب أنيس منصور كثيرا من السادات أنه كان أحد أعضاء الوفد المصري المسافر لإسرائيل عام ١٩٧٧.

بعد الحرب طلب منه السادات أن يؤسس مجلة أكتوبر و عينه رئيسا لمجلس الإدارة.
طلب أنيس منصور ذات يوم من الرئيس السادات أن يطلع على الملف الأمني الخاص به و وافق السادات.

يحكي منصور بعدها أنه وجد فيه العديد من النكات المنسوبة له بالخطأ.

كما وجد أيضا العديد من العلاقات العاطفية التي خاضها مسجلة في ملفاته.

زواج أنيس منصور:

تزوج أنيس منصور من السيدة رجاء منصور و التي كان خاليها من الضباط الأحرار.

بارك له هذا الزواج و تدخل فيه محمد حسنين هيكل الكاتب الكبير لإتمامه.

اقرأ أيضا  مثلث برمودا .. الغموض الكاذب

كان ذلك على الرغم من معارضة الرئيس عبدالناصر لهذا الزواج.

و قرر عدم الإنجاب و وافقته زوجته على ذلك و لكنهما إنفصلا فيما بعد.

أسرار في حياة أنيس منصور:

كان يكتب فقط عند الفجر في الرابعة صباحا و لا يكتب طيلة النهار.

كان يخشى المياه و لا يجيد السباحة و يرجع ذلك لتعرضه للغرق حينما كان طفلا.

كذلك كان نباتيا لا يأكل اللحوم و حكى عن ذلك أنه إستيقظ ذات يوم على ضجيج أمام منزله في صغره ليفتح الياب و يتلطخ وجهه بالدماء أثناء ذبح أحدهم لخروف أمام المنزل.

عانى أنيس منصور كثيرا من الأرق، حتى أنه يقول أنه لم ينم في حياته أكثر من أربعة ساعات إلا مرة واحدة نام فيها من شروق الشمس حتى غروبها.

كان ذلك أثناء زيارته لإحدى الدول الآسيوية و يقول هو نفسه لا يعرف كيف حدث ذلك؟

كان دائما ما يكتب و هو حافي القدمين مرتديا البيچاما.

حاوره ذات مرة الكاتب اليهودي في مصر ” عاموس إيلون ” ليخرج بعدها معجبا أشد الإعجاب بهذا الرجل و يكتب عن ذلك في كتابه ” رحلة إلى مصر”.

حكي عنه أنه حاول الإنتحار بعد نجاحه في الثانوية العامة، فهو لم يجد من يهتم بنجاحه، فأمه مريضة و والده دائم الترحال.

فذهب مكتئبا ليحاول الإنتحار و ما أنقذه إلا جارته التي سألته عن والدته المريضة لتعطيها الحقنة فذهب معها و نسي أمر الإنتحار.

و تمر الأيام و ينقذه القدر من موت محقق حينما حجز الطائرة للسفر و تستأذنه الفنانة كاميليا في حجز المقعد بدلا منه لضرورة سفرها.

تنفجر الطائرة بعد الإقلاع بقليل و تموت كاميليا في هذا الحادث الأليم و ينقذه القدر مرة أخرى.

من مكتبة أنيس منصور:

من أهم المقالات و الأعمدة اليومية كان ” مواقف ” الذي ظل يكتبه في الأهرام على مدار السنين.

اقرأ أيضا  ارواح و اشباح .. ما وراء طبيعة أنيس منصور .. الباراسيكولوجي

له ما يقرب من ٢٠٠ كتاب.

لمع نجم أنيس منصور في أدب الرحلات و من كتبه فيه:

– حول العالم في ٢٠٠ يوم.

– بلاد الله لخلق الله.

– غريب في بلاد غريبة.

أما عن ما وراء الطبيعة فله في هذا النوع من الأدب ما تنبهر به مثل:

– الذين هبطوا من السماء.

– الذين عادوا إلى السماء.

– لعنة الفراعنة.

– أرواح و أشباح.

من المسرحيات و الأعمال التي تم صياغتها تليفزيونيا:

– حلمك يا شيخ علام.

– من الذي لا يحب فاطمة.

– هي و غيرها.

– عندي كلام.

كتب أيضا:

– عاشوا في حياتي.

– الحب و الفلوس و الموت و أنا.

– مذكرات شاب غاضب.

– مذكرات شابة غاضبة.

– ثم ضاع الطريق.

– يا صبر أيوب.

– الرئيس قال لي و قلت أيضا.

– وجع في قلب إسرائيل.

– يوم بيوم.

ترجم العديد من الكتب منها ما ترجم للكاتب فريدريك دورينمات مثل:

– زيارة السيدة العجوز بعنوان ” الزيارة إنتهت “.



جوائز أنيس منصور:

– جائزة الدولة التقديرية في الآداب.

– جائزة الدولة التشجيعية في الآداب.

– جائزة الإبداع الفكري لدول العالم الثالث.

– جائزة الفارس الذهبي من التليفزيون المصري.

– الدكتوراة الفخرية من جامعة المنصورة.

– له تمثال ضخم بأحد ميادين مدينة المنصورة.

هكذا يكون نجاح المبدعين بلا شك و لا يأتي من فراغ إنما يأتي بعد تعب و معاناة لا يثابر عليها إلا هواة النجاح.

و في ذكرى وفاة الكاتب الكبير أنيس منصور التي تحل علينا في الحادي و العشرين من أكتوبر كان لزاما علينا أن نتذكره و نلقي الضوء على حياته المليئة بالنجاح و التميز.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *