صحَّك مش صحِّى .. و العكس صحيح

الفيل و العميان - arrahiq.com

رحالة .. ملل .. روتين !

السفر .. الإنطلاق .. المغامرة .. الحرية .. المتعة، كل يوم مختلف لا يشبة اليوم الذى سبقه ولا اليوم الذى يليه،  كل يوم فى حاجة جديدة .. كل يوم الدم يجرى فى عروقى؛ أريد أن أشعر به .. كل يوم فى بلد مختلف؛ اكتشف أشياء جديدة؛ عادات جديدة، طرق عيش مختلفة.

رحالة .. فالحياة العادية لا تناسبنى؛ لا استطيع أن أتخيل نفسى أذهب إلى نفس مكان العمل كل يوم ، نفس مكان العيش، أعيش عمرى كله فى مكان واحد؛ وكل همى فى الحياة إنى اربى العيال وخلاص .. ملل .. روتين .. دة هو الموت بالحيا بعينه .. هم ازاى الناس عايشين كدة ؟!

95 % من الشعب المصرى عايش كدة .. عيش عيشة أهلك

البيت .. العيال، القعدة قدام التلفزيون مع الفول السودانى واللب أو صنية البسبوسة، والعيال بيطنططوا حواليا وصوتهم جايب أخر الشارع؛ وأنا عمال أقول بس يابت بس ياد، أو وهم راكبنى حصان، وطبعا مشاكلهم وطلباتهم اللى مابتخلصش والمرتب اللى مابيكفيش حاجة ، والمصيف فى اسكندرية أو راس البر، ولو الظروف تسمح ممكن نروح الغردقة ..هكذا تكون الحياة مش أضيع عمرى فى السفر؛ هو ازاى حد مكن يضيع عمره كله رحالة من بلد لبلد ؟!

الفلوس

فلوس كتير .. عربية ع الزيرو وياريت لو فيرارى وكمان بسواق .. فيلا أو بيت حلو.. لبس كتير كله براندات .. كل يوم أكل فى مطعم مختلف .. عايز فلوس كتير، أهم حاجة فى الشغل انه يجيب فلوس كتير؛ انت بالفلوس تقدر تجيب كل اللى عايزه أو معظمه فى أضيق الحدود،الفلوس كمان ممكن تطلعك من أى مشكلة ؛ الناس بتَقدر اللى معاه فلوس كتير؛ وبعدين انت بالفلوس ممكن تشترى منصب، تعمل بريستيج .. مكانة إجتماعية .. شهرة لو عايز؛ تقدر تسخر أى حد أو اى حاجة انت عايزها  .. انها الكلمة السحرية التى تغير أى شئ لصالحك ، وتجعل الجميع يطلب ودك … الفلوس.. باقى الأشياء ماهى إلا مكملات يمكن شرائها بالفلوس .

اقرأ أيضا  ‏العلاقات العاطفية نفق مظلم يبحث عن ضوء رادع

المكانة الإجتماعية

المكانة الإجتماعية .. العلاقات .. وفلوس حلوة كمان، أهم حاجة الناس تحترمنى، انت عارف لما اكون ماشى فى الشارع أو فى المستشفى والناس تندهلى وتقولى يادكتور .. قمة السعادة بالنسبالى … الناس بتحترم وتقدر الدكاترة جدا كأنهم جاين من كوكب تانى .. مخلوقين من طينة مختلفة طينة أرقى شوية عن باقية الناس ، نظرة الإعجاب اللى بشوفها فى عيون الناس .. لا تقدر بثمن … الآخرين ينقصهم الكثير .

الحب .. الروقان

حد أحبه ويحبنى ونعيش سوا فى بيت ريفى صغير حواليه أرض زراعية وياريت لو على النيل، أنا وهو بس، نزرع اللى يكفينا من الخضار والفاكهة ، وكمان نربى حيوانات وطيور علشان اللحوم والألبان والبيض وكمان نخبز العيش فى الفرن فى البيت ؛ يعنى مانِشتريش حاجة من برة إلا نادراً، ومش مهم يكون عندنا عيال؛ المهم نكتفى ببعض ويكون لينا مكان خاص بعيدا عن صخب العالم ودوشة المدينة والحياة ، طول اليوم نشتغل فى الزرع وأخر اليوم نقعد قدام البيت نتفرج على النجوم ونستمتع بالنيل مع صوت الست وهى بتقول ” ياحبيبى .. الليل وسماه ونجومه وقمره، قمره وسهره،وانت وأنا ياحبيبى أنا ..ياحياتى أنا، كلنا كلنا فى الحب سوا، والهوا أه منه الهوا، آه منه الهوا ،آه منه الهوا،سهران الهوا، يسيقنا الهنا ويقول بالهنا، ياحبيبى يالا نعيش فى عيون الليل ..ونقول للشمس تعالى تعالى يا شمس تعالى بعد سنة مش قبل سنة؛ دى ليلة حب حلوة بألف ليلة وليلة ألف ليلة وليلة بكل العمر.. هوالعمر اية غير ليلة زى الليلة..  زى الليلة .. الليلة..زى الليلة “

الله هو فيه احلى من كدة ، هعوز أيه تانى من الدنيا؛ لاتقولى فلوس كتير .. هتعملى أيه الفلوس الكتير لو عندى كام مليون فى البنك وأنا مش سعيد ..أية لازمتهم ؟ ولا تقولى مكانة إجتماعية وبرستيج .. أنا مالى بالناس ؛ يعنى هم اللى هيسعدونى، دول عيون بتبص عليك وواقفالك على الواحدة أو مستنية منك حاجة .. معظمهم أصبحوا مرضى واعتزالهم واجب .

اقرأ أيضا  إشارات تدل على أنك في علاقة عاطفية ناجحة .. ما هي أساسيات علاقات الحب الناجحة

الله

نحن فى لذة لو عرفها الملوك لنازعونا عليها بالسيوف؛ الله هو الحق .. هو المعشوق .. هو المنتهى .. مادونه الباطل .. هذه دنيا زائلة..نحن فيها عابرى سبيل؛ أنا لا افهم على الاطلاق كم الصراع والتكالب عليها والجرى وراء أشياء زائفه وزائلة مثل الفلوس أو المناصب أو المكانة الاجتماعية ، كل شئ زائل إلا وجهه … أصبحنا أهل غفلة وغرتنا الحياة الدنيا.

أنا شخص بحب السفر واختبار أشياء لم أختبرها من قبل؛ لا أرى للحياة معنى بغير ذلك.

 أنا الحياة بالنسبة لى تعنى الإستقرار وتكوين أسرة والبيت والعائلة وأن الله استخلفنا فى هذه الأرض كى نعمرها؛ ولا تستقيم الحياة بغيرذلك .

الفلوس بالنسبة لى هى الحياة، هى الكلمة السحرية لأى شئ ، الجميع يجرى وراءها .

لا تستقيم الحياة بدون المكانة الإجتماعية وأن يكون لك وضعك الإجتماعى بين الناس .

الحياة يعنى الحب والتفاهم والروقان والعودة إلى الطبيعة بسحرها الآخذ ، ماعدا ذلك صخب ، وأشياء ابتكرها الإنسان لإسعاده ورفاهيته؛ لكنه وهو فى طريقه لذلك فقد شئ مهم.. فقد الفطرة ، فقد القدرة على الإستمتاع بالحياة .

الله .. هو المبتدى والمنتهى؛ وليس دون المنتهى راحة .. الحياة هى الفناء فيه .

صحَّك مش صحِّى: طيب .. فين المشكلة فى كل ده ؟

المشكلة عندما تتوهم أن الوجهة التى ترى بها الحياة هى الوجهة الأفضل على الإطلاق؛ وأن على البشر اتباعها دون غيرها وتحاول فرض ذلك عليهم؛ وتستغرب جداً عندما يفعلون غير ذلك، وتتهمهم بعدم الفهم الصحيح للحياة؛ وأنك الأذكى وأنك أوتيت مجامع الحكمة.

الحقيقة الواضحة وضوح الشمس فى الحياة أننا- نحن البشر- مختلفون عن بعضنا البعض وأن لكل منا احتياجات مختلفة عن الآخر،  وهو يسعى طول عمره لتلبية هذه الإحتياجات سواء بالسفر أو بتكوين الاسرة أو بالفلوس أوبالمكانة الإجتماعية أو بمحاولة العودة إلى الطبيعة والإستمتاع بها أو باللجو إلى الله؛ فلكلا وجهة هو موليها، ولا توجد وجهة صحيحة مئة بالمائة ، وبالطبع لاتوجد وجهة خاطئة مئة بالمئة ؛ وبالتبعية ليس من حق أى أحد أن يفرض وجهته فى الحياة على أحد آخر .. من حق أى شخص أن يختار وجهته فى الحياة من حقه أن يختار الحياة التى يريد أن يعيشها وليس من حق أى شخص آخر أن يعلق على هذا الإختيار .

اقرأ أيضا  تشعر أنك تتنفسه 

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *