أخيل – أخيليس – أكيليس

الوتر الأقوى بجسم الإنسان كيف تحدث إصابته أو قطعه و كيف يتم علاجها ؟

و ما علاقته بأسطورة طروادة ؟



يعتبر وتر أخيل – أخيليس -أكيليس واحد من أقوى و أمتن الأوتار بجسم الإنسان.

تؤثر إصابة وتر أخيل على المشي و الحركة إذا ما تعرض للتمزق أو القطع.

باللغة العربية يسمى وتر أخيل بالوتر العرقوبي أو العقبي.

تعتبر من أشهر إصابات الأوتار في الجسم البشري.

نسبة الإصابة في الرجال أكبر بكثير منها في الإناث.



سر تسمية وتر أخيل بهذا الإسم:

يرجع سر تسمية هذا الوتر بهذا الإسم لأسطورة إغريقية قديمة.

و تحكي هذه الأسطورة عن البطل أخيل.

أرادت أم أخيل أن تمنحه القوة و الحياة الأبدية.

فقامت بغمر جسمه بالكامل في أحد الأنهار ( و هو نهر ستيكس ) لتهبه الخلود.

و لكنها و أثناء غمره في الماء كانت قد أمسكته من منطقة العرقوب و أصبحت هي نقطة ضعفه.

فلما قامت الحرب بين الإغريق و أهل طرواده و إستمرت هذه الحرب لعدة سنوات.

و ظهر فيها كأحد أبطال و أساطير هذه الحرب.

و لكن رماه أحد جنود الأعداء بسهم في عرقوبه.

مات على الفور من بعدها.

و من هنا أتت التسمية لوتر العرقوب بوتر أخيل.

ما هو وتر أخيل؟

هو الوتر الناتج عن التحام وتري عضلة السمانة في باطن الساق.

إذ أن عضلة السمانة في باطن الساق تتكون من رأسين.

و لكل رأس منهما وتر فيلتقيان قبل نهاية الساق مع عضلات بطن الساق لتكوين وتر أخيل.

و يبدأ الوتر في التكون في منطقة نصف الساق تقريبا.

وينتهي وتر أخيل في عظمة الكعب من الخلف.

لا يحاط وتر أخيل بغشاء خارجي مثل باقي الأوتار.

وتر أخيل هو المسئول عن رفع مشط القدم لأعلى و بالتالي فهو له دور في المشي، القفز و الركض.

حيث يساهم في رفع الكعب عن الأرض.

يبلغ طوله في البالغين ما يقرب من ١٥ سم.

كيف تتم إصابة أو قطع وتر أخيل؟

هناك نوعان من الإصابات التي يمكن أن يضر من خلالها الوتر.

قد تكون إصابة مغلقة دون حدوث جروح في الجلد.

يحدث ذلك عن طريق التمدد و الشد الزائد للوتر.

و كثيرا ما يحدث ذلك لدى العدائين عند وضع الإستعداد للجري مع الإندفاع المفاجيء.

أو الإلتواء الشديد في عكس إتجاه حركة الوتر أو عن طريق الإصابة المباشرة للوتر.

في حالة وجود تاريخ سابق للحقن بالأدوية الاستيرودية ( الكورتيزون ) في منطقة العرقوب فإن هذا قد يزيد من إحتمالية قطع الوتر من خلال حركات بسيطة.

كما لوحظ أن المرضى المتعاطين لعقار الكينولون و مشتقاته تزيد لديهم احتمالية الإصابة أيضا.

أو أن تكون الإصابة مفتوحة و مصحوبة بجروح أيا كانت نوعها سواء كانت هرسية أو حادة.

و يحدث ذلك كما في حوادث الدراجات و السيارات أو التعرض لإطلاق النار من الخلف أو الإصابة بأدوات حادة.

تشخيص قطع وتر أخيل:

إذا ما كانت الإصابة مفتوحة فيكون التشخيص غالبا بالفحص و العين المجردة.

أما في حالة الإشتباه في القطع أو التمزق المقفول فيمكن الآتي:

١) عمل الأشعة بالموجات فوق الصوتية قد يكون كافيا و هذا يستلزم الخبرة لتشخيصه عن طريق طبيب الأشعة.

٢) أشعة الرنين المغناطيسي كافية تماما لإتمام التشخيص.

٣) أثناء فحص المريض باليد فعند مرور إصبعيك على وتر أخيل من أعلى لأسفل ستجد فجوة.

و هذه الفجوة هي مكان التمزق أو القطع.

٤) لفحص المريض جيدا يجب أن تكون الساق المصابة غير مدعومة و حرة الحركة بعيدة عن اتجاه الجاذبية.

٥) يحدث ذلك من خلال أن يستلقي المريض على بطنه مع ثني الركبة بحيث يكون باطن القدم في مواجهة وجه الطبييب.

٦) أو عن طريق سحب المريض لأسفل سرير الفحص بحيث تكون الساق غير مستندة على شيء.

٧) و بعدها يقوم الفاحص بالضغط عل. عضلة السمانة بكلتا اليدين و ينظر لرد فعل القدم.

٨) إذا لم تتحرك القدم فهذا يعني وجود قطع أو تمزق بالوتر.

٩) و إذا ما تحرك مشط القدم لأعلى فهذا يعني أن الوتر سليم.

الصورة الإكلينيكة لقطع وتر أخيل:

عدم القدرة على تحريك مشط القدم لأعلى.

فجوة في منطقة القطع أو التمزق.

وجود ألم في مكان القطع عند محاولة الضغط على القدم لأعلى.

سماع صوت أشبه بالفرقعة عند حدوث القطع.

صعوبة شديدة في المشي.

علاج قطع وتر أخيل:

في حالة وجود قطع جزئي أو تمزق بسيط بالوتر فيمكن علاجه تحفظيا.

و يشمل العلاج التحفظي عمل تثبيت لمفصل الكاحل سواء كان بجبس أو جبيرة جاهزة الصنع.

و يجب وضع القدم في وضع  متجه للأسفل بزاوية تقرب إلى ١٣٥ درجة مع الساق لمدة أسبوعين.

و بعد مرور الأسبوعين يتم تغييرها و وضع القدم في وضع معتدل بزاوية ٩٠ درجة مع الساق.

أما إذا كان القطع أو التمزق كاملا فلابد من التدخل الجراحي لتصليح قطع وتر أخيل.

و يستثنى من ذلك الحالات التي لا يمكن تخديرها لأسباب صحية أخرى.

في هذه الحالات أنت مجبر على استخدام الطرق التحفظية حيث تتعذر الجراحة.

الجراحة:

و هذا ينطبق على كلا الحالتين سواء كان القطع مفتوح أو مقفول كما شرحنا من قبل.

يتم التصليح من خلال عمل غرز جراحية.

و يفضل استخدام الخيوط التي لا تذوب لضمان التئام الوتر.

يتم تثبيت مفصل الكاحل و القدم لأسفل (زاوية ١٣٥ درجة مع الساق) لمدة أسبوعين على الأقل بالجبس.

و ذلك لضمان تقريب طرفي القطع لبعضهما البعض و عدم الشد عليهما.

و ذلك حتى نضمن الالتئام المبدئي للوتر.

ثم بعدها يتم رفع الجبس الأولي و عمل جبس جديد و يوضع الكاحل و القدم في الوضع المعتدل (زاوية ٩٠ مع الساق) لمدة ثلاثة أسابيع أخرى.

و يحتاج المريض لإجراء جراحة أكثر تعقيدا إن القطع عند نهايته مباشرة بعظمة الكعب.

فهو هنا لا يحتاج لإجراء تقريب و ربط طرفي الوتر المقطوع فقط.

هو يحتاج لإعادة تهيئة نهاية جديدة للوتر المقطوع في عظام الكعب.

و يقوم بذلك من خلال تخريم عظم الكعب حتى يتمكن من ربط الوتر بالكعب ثانية من خلال استخدام الخيوط التي لا تذوب.



كما أنه قد يلجأ الطبيب المعالج لأخذ رقعة من أحد العضلات في حالة حدوث فقدان لجزء من الوتر.

قد يحتاج المريض لعمل جلسات علاج طبيعي بعد رفع الجبس.

و الهدف من العلاج الطبيعي فك أي إلتصاقات داخلية أثناء عملية الإلتئام قد تؤثر على مجال الحركة.

تقوية الوتر و عضلات الساق التي قد تضعف نتيجة لعدم الإستخدام لفترة طويلة.

قد يحتاج المريض لتناول بعض المسكنات و مضادات التورم لتخفيف الألم و الورم.

حاولنا بقدر المستطاع إيصال المعلومة للقاريء بأقصى قدر من البساطة.

و أن نبتعد عن المصطلحات الطبية الضخمة و المعقدة.

وفقنا الله و إياكم لما فيه الخير و عافانا الله و إياكم من كل سوء إن شاء الله.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *