معركة بلاط الشهداء نقطة فاصلة فى تاريخ الأندلس ضد الفرنجة.. لماذا؟ ومن هو عبد الرحمن الغافقى؟




معركة بلاط الشهداء  تعالوا نتعرف متى وأين حدثت وما كان حال الأندلس قبلها وما حالها بعدها.
فى المقال السابق تكلمنا على فتح الأندلس على يد طارق بن زياد وموسى بن النصير وانتهت مرحلة الفتح .

وبدأ عهد جديد وهو عهد الولاة يكون فيها حاكم الأندلس تحت لواء الخلافة الأموية فى دمشق.

وكان أول حاكم هو عبد العزيز بن موسى بن النصير.

عهد الولاة يمتد من 714 إلى 755 م

تعاقب على حكم الأندلس عشرون وليا .

لماذا هذا العدد الكبير فى هذه المدة الصغيرة ؟

لقد كان كل والى لا يحكم أكثر من سنتين أو ثلاثة فى معظم الاحوال.

مما كان له تأثير سلبى على بلاد الأندلس لكن كان يرجع السبب إلى استشهاد كثير من الولاة فى الفتوحات.

وكذلك كثرة المكائد والإنقلابات فى أواخر هذا العهد الذى تميز بالضعف.



بما يتميز هذا العهد ؟

  • بداية نشر الإسلام وتعليم الناس مبادىء وأركان الإسلام وفى خلال مدة قليلة تحول غالبية أهل الأندلس إلى الإسلام.
  • وظهور جيل جديد مزيج ما بين العرب المسلمين والبربر وأهل الأندلس واطلق عليه جيل المولدين.
  • الغاء الطبقية وحرية العقيدة.
  • بداية تأسيس الحضارة الإسلامية فى الأندلس
  • تأسيس الإدارة وبناء العمران من مساجد وقصور وكبارى والقناطر وأشهرها قنطرة قرطبة.
  • وكذلك بناء السفن ودور الاسلحة.
  • ومن أهم الاحداث نقل العاصمة من طليطلة إلى قرطبة .

لماذا تم نقل العاصمة؟

لأن طليطلة فى الشمال وقريبة من بلاد الفرنجة فهى غير آمنة ومصدر خطر عليهم تم نقلها إلى قرطبة التى تقع فى الجنوب وقربية من المغرب العربى.

أهم الولاة الذين حكموا الأندلس

السمح بن مالك الخولانى

هى الولاية الرابعة للأندلس تم ولايته من قبل الخليفة عمر بن عبد العزيز.

وكان قائد ربانى نشر العدل والأمان فى بلاد الأندلس وبدأ استكمال الفتوحات فقام بفتح كل الجنوب الغربى لفرنسا.

اقرأ أيضا  طارق بن زياد فاتح الأندلس كيف تم الفتح؟ وهل حقا أمر طارق بحرق السفن؟

وأسس مقاطعة اسمها سبتمانيا واستمر فى الجهاد إلى أن لقى ربه شهيدا فى معركة تولوز يوم عرفة سنة 721 م.

عنبسة بن سحيم

كان قائد تقيا ورعا حكم بلاد الأندلس أربع سنوات من 721 إلى 725.

وكان مثل سابقيه محب للجهاد فاستمر حتى وصل إلى مدينة اسمها سانس تبعد ثلاثين كيلوا مترا عن باريس عاصمة فرنسا.

فقد اصبحت 70% من اراضى فرنسا إسلامية وتوغل فى فرنسا حتى عبر نهر الرون.

واصيب إصابات بالغة فى الفتوحات حتى استشهد فى طريق عودته إلى الاندلس عام 725م.

ولاية عبد الرحمن الغافقى رضى الله عنه

إنها الولاية الاهم لقد كانت الحد الفاصل لتوقف الفتوحات بعد معركة بلاط الشهداء .

لكن من هو عبد الرحمن الغافقى؟

ينتسب إلى قبيلة غافق وهى فرع من قبيلة عك باليمن وهو أحد التابعين رضى الله عنهم.

ولد فى اليمن ورحل إلى افريقية وتولى الشاطىء الشرقى من الأندلس.

كان عبد الرحمن الغافقى صالحا جميل السيرة فى ولايته.

مرت الأندلس قبل توليه بصراعات وانقسامات استطاع أن يوحد الأندلس تحت ولايته.

و استكمل توغل المسلمين فى فرنسا ففتح مدينة بودو، وطلوشة، وتور وبواتيه وهى المدينة التى تسبق باريس.

معركة بلاط الشهداء لماذا سميت بذلك؟

فى مدينة بواتية عسكر فى منطقة بها قصر مجهور ولذلك اطلق عليها بلاط .

معركة بلاط الشهداء تعرف عليها

بعد أن استقر عبد الرحمن الغافقى فى هذه المنطقة بدأ بتجميع جيش لملاقاة الفرنجة.

وكان عدد الجيش خمسين ألف مقاتل وهى أكبر حملة منذ فتح الأندلس.

وكان تعداد جيش الفرنجة اربعمائة ألف مقاتل بقيادة شارل مارتل استمرت المعركة عشر ايام.

فى أول تسعة ايام كان القتال سجال بين المسلمين والفرنجة.

فى اليوم العاشر كاد ان يتحقق الانتصار إلى المسلمين.

لكن فرقة من الفرنجة استطاعت ان تصل إلى مخزن الغنائم الموجودة خلف الجيش الإسلامى.

اقرأ أيضا  عمر بن عبد العزيز … خامس الخلفاء الراشدين .. أعدل حكام الدولة الأموية

فلما علم الجيش الاسلامى تخلت فرقة من الجيش عن القتال واتجهت إلى الغنائم لدفاع عنها مما ادى إلى اهتزاز قلب الجيش الإسلامى.

واختلاله فحاول عبد الرحمن الغافقى جمع الجيش لكنه استشهد فاصبحت مصيبتين مصيبة الارتباك ومصيبة استشهاد قائد الجيش.

فاستغل جيش الفرنجة وهزم المسلمون واستشهد كثير من المسلمين.

ولذلك اطلق عليها معركة بلاط الشهداء وكانت آخر حملة اتجاه باريس.

وبذلك توقف الزحف نحو أوروبا فلولا الهزيمة فى معركة بلاط الشهداء لاستمرت الفتوحات.

واصبحت أوروبا بأكملها مسلمة لكنها ارادة الله.

لماذا حدثت الهزيمة فى معركة بلاط الشهداء؟

لو نظرت جيدا ترى هناك تشابه ما بين معركة بلاط الشهداء.

وغزوة أحد ففى غزوة احد كاد المسلمين ينتصرون بقيادة رسول الله.

لولا مخالفة الرماة أمر رسول الله طمعا فى الغنائم وكذلك اشيع استشهاد رسول الله.

كذلك فى معركة بلاط الشهداء استشهد القائد عبد الرحمن الغافقى.

وكذلك ترك جزء من الجيش لدفاع عن الغنائم إنها سنة الله حب الدنيا.

المسلمون لا ينتصرون الا بحب الجهاد مع أخذ بالاسباب لا ينتصرون بالعدد والعتاد.

لكن عندما يتعلقون بحب الدنيا يهزمون كما كان الحال فى غزوة أحد ومعركة بلاط الشهداء.

بعد فاجعة معركة بلاط الشهداء واستشهاد عبد الرحمن الغافقى .

وصل الأمر إلى الخليفة هشام بن عبد الملك أمر بولاية عبد الملك بن قطن الفهرى.

وما كان همه الا تثبيت دعائم المدن التى فتحها عبد الرحمن فى فرنسا.

لكنه كان فظا عنيفا وكثرة الشكوى منها فتم عزله وتولية عقبة بن الحجاج من 734 إلى 741 م.

واستطاع أن يعيد مجد المسلمين فى الأندلس ويثبت أركان الدولة وظل مجاهدا حتى استشهد عام 741.

فترة الضعف  فى عهد الولاة

من 741 حتى 755 سادت الصراعات وظهر النزعة القومية ما بين البربر (الامازيغ) والعرب.

حيث استطاع فكر الخوارج يتغلغل ما بين البربر فخرجوا بقيادة زعيمهم ميسرة المطغرى على حاكم طنجة وقتلوه.

اقرأ أيضا  عبد الرحمن الداخل..صقر قريش..مؤسس الإمارة الأموية فى الأندلس، كيف تأسست بعد سقوط الدولة الأموية فى الشرق ؟

وبدأوا فى الزحف إلى بلاد السوس فى المغرب.

فما كان من عبيد الله بن الحبحاب حاكم افريقية الا أن جهز جيش من العرب ليقابل البربر عند وادى شليف.

اطلق عليها معركة الاشراف لكنه هزم هزيمة منكرة ولما بلغ الخليفة اشتد غضبه وعزل عبيد الله.

وبعث كلثوم بن عياط على رأس جيش قوامه ثلاثين ألف مقاتل لكن هزم وقتل كلثوم بن عياط.

وكان قد اعاد عبد الملك بن قطن واليا على الأندلس ولما استتب الأمر للبربر فى المغرب.

اتجهوا إلى الأندلس فى ثلاث حملات الى قرطبة وطليطلة والمنطقة الخضراء جنوب الأندلس.

لكنه استطاع هزيمتهم واخماد ثورة البربر بمساعدة قائد عظيم وهو بلج بن بشر الذى تولى الجيش من قبل الخليفة بعد مقتل كلثوم بن عياط.

بعد النصر ظهر صراع ما بين عبد الملك بن قطن وبلج بن بشر الذى رفض العودة إلى المغرب العربى.

انتهى بمقتل عبد الملك بن قطن فثار أهل الأندلس على بلج وقتل.

كارثة معركة بلاط الشهداء وانتشار الصراعات كادت تؤدى الى سقوط الأندلس 

استمر الصراع ما بين العرب والبربر وتعاقب الولاة واصبحت الأندلس فى حالة من الضعف كما حال الخلافة الاموية فى الشرق صراعات وضعف.

فى خلال هذه الفترة فقد المسلمون كثير من المدن فى فرنسا وظهر مملكة فى الشمال.

وهى مملكة ليون والتى ستكون فيما بعد ذلك أول مسمار فى نعش سقوط الاندلس.

أعلن يوسف بن عبد الرحمن الفهرى انفصال اقليم الأندلس عن الخلافة.

سقوط الخلافة الاموية على يد العباسين سنة 750م.

كادت أن تسقط الأندلس لولا معجزة إلهية بفضل الله ورحمته.

وظهور بطل جديد دخل الأندلس وهو عبد الرحمن بن معاوية بن هشام بن عبد الملك الاموى فى عام 756 م.

وبداية عهد جديد هو عهد الامارة سوف نتعرف عليه فى المقال القادم.

تابعونا اسبوعيا ارجوا أن اكون قد وفقت .



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *