رحلة العائلة المقدسة في مصر.. مسار العائلة المقدسة في مصر.. رحلة شرفت بها مصر

رحلة العائلة المقدسة في مصر أو مسار تلك الرحلة الكريمة في مصر.. هي رحلة شرفت بها مصر دون غيرها.



و أيما شرف هذا أن تطأ قدم السيدة مريم العذراء و المسيح عليه السلام أرض مصر المباركة.

حينما هربت السيدة البتول بولدها من بطش الرومان و على رأسهم الملك هيرودوس الذي ابى الا و ان يقتل المسيح عليه السلام.

خاف ذلك الملك البغيض على دوام ملكه بعد ميلاد السيد المسيح.

فأرسل جنوده في كل حدب و صوب بحثا عن ذلك الطفل النذير، و الذي يهدد ميلاده عرش الإمبراطورية الرومانية.

لم تستقر رحلة العائلة المقدسة في مكان واحد بل في أماكن متعددة في ٢٥ مسار.

منها ما قضوا فيه ايام قليلة و منها من طالت فيها فترة إقامتهم إلى شهور.

بين البداية و العودة يمكن تقسيم رحلة العائلة المقدسة إلى ثلاث مراحل نتحدث عنها بالتفصيل.

و استغرقت تلك الرحلة عامين و ستة أشهر و عشرة أيام.

خلفت وراءها العديد من الكنائس و الاديرة إلى جانب الكثير من الأيقونات و المخطوطات.

كما كانت هناك الكثير من الدلالات المباركة مثل انحناء الأشجار لتظل العائلة المقدسة أو تفجر أبار المياه تحت أقدامهم.

اختارت السيدة العذراء أن تهرب بولدها بعيدا، بصحبة يوسف النجار.

فأتى الأمر أن تتجه لمصر و تبعد بالطفل المبارك عن المخاطر حتى تزول تلك الغمة.

و هي لم تسلك أيا من الطرق المعروفة سواء كانت تجارية أو حربية بل تحركت في مسارات مختلفة من خلال طرق وعرة امعانا في تضليل متتبعيها.

بداية رحلة العائلة المقدسة :

بعد أن أتى الأمر الإلهي بالرحيل من فلسطين، بدأت رحلة العائلة المقدسة إلى مصر من بيت لحم في فلسطين.

اقرأ أيضا  المسيح الدجال..الأعور الدجال اعظم فتنة فى الكون..علامة من علامات الساعة الكبرى كيف تحمى نفسك من هذه الفتنة

منها إلى غزة و منها محمية الزرانيق الفلوسيات غرب مدينة العريش بما يقرب من ٣٥ كيلومتر.

رحلة العائلة المقدسة المرحلة الأولى :

ثم إلى الفرما أو بلوزيوم الواقعة بين بورسعيد و العريش و الاسم مشتق من اللفظ برما اي العلاج بالزين حيث كان يستخدم لعلاج العديد من الأمراض.

و بعدها الإسماعيلية، ثم غربا إلى الطليمات، إلى مكان قرب ابو صير حاليا يسمى هيرون بوليس.

اتجهت بعد ذلك إلى القصاصين ثم لفنتير و هي بر رمسيس القديمة و هناك مكثت ثلاثة أيام.

كانت قبلتهم بعدها في ضيافة احد سكان منطقة صفط الحنا و بعدها إلى تل بسطا.

و رفض اهل الأخير تزويدهم بالمياه، و لما رسم عيسى عليه السلام على الأرض بيديه الكريمتين تفجر نبع في هذا المكان و من ثم بنيت كنيسة هناك.

اما عن تل بسطا فهو يعرف قديما بأرض جاثان التي أقام بها بنو اسرائيل في عهد يوسف عليه السلام و تسمى تلك المدينة بأرض الآلهه و تقع بجوار مدينة الزقازيق حاليا.

اتجهوا بعد ذلك إلى بلبيس حيث استراحوا تحت شجرة جميز و التي ظل الناس يحجون إليها حتى عام ١٨٥٠.

قيل أن نابليون بونابرت أثناء حملته على مصر زار تلك المنطقة ليتبرك بها.

ثم دخلوا بعد ذلك حدود ما يعرف بمحافظة الغربية الآن بمدينة سمنود المعروفة قديما ب ” دب نتر”.

و أقاموا هناك حوالي اسبوعين، تحت شجرة جميز بني كنيسة في ذات مكانها بعد ذلك في القرن الرابع الميلادي.

و هي كنيسة العذراء و الشهيد ابانوب، و التي يوجد بجوارها بئر و ماجور قيل أن السيدة العذراء خبزت فيه.

و هناك أيضا كنيسة القديس أبنوب البهنسي التي يحج إليها سنويا في الواحد و الثلاثين من يوليو في كل عام.

اقرأ أيضا  المسيح الدجال..الأعور الدجال اعظم فتنة فى الكون..علامة من علامات الساعة الكبرى كيف تحمى نفسك من هذه الفتنة

بينما يحج أيضا في الثاني و العشرين من مايو في كنيسة أخرى في سخا.

و تعرف سخا قديما ب” خا ست “و سميت أيضا ب ” بيخا اليوس” اي كعب يسوع، حينما تركت قدميه الكريمتين أثرا على بقايا احد الأعمدة هناك.

الاتجاه غرب النيل:

ثم عبرت العائلة المقدسة النيل غربا عند مدينة دسوق الحالية متجهة جنوبا البحيرة قرب قرية الخطاطبة.

منها إلى وادي النطرون في برية شيهيت (تعني أرض الآلهه” ، حيث أقيم ما يقرب من ٥٠٠ دير و لم يتبق منهم سوى أربعة.

و هي القديس ابو مقار _ الأنبا بيشوي_ السريان_ البراموس.

و بعدها عبروا النيل جنوبا حتى القناطر الخيرية. لتنتهي بذلك المرحلة الأولى من رحلة العائلة المقدسة في مصر.

رحلة العائلة المقدسة – المرحلة الثانية:


كانت البداية من هليوبوليس، عين شمس التي كان يسكن فيها أكثر من ٢٠٠٠ يهودي في ذلك الوقت.

و هنا كسر المسيح عصا يوسف النجار و قسمها إلى عدة أجزاء و عرسها في الأرض و طلعت المياه لتنبت بعد ذلك نبات البلسان الذي يستخرج منه زيت الباسم ذو الرائحة الطيبة.

و مازالت بقايا ذلك موجودة في متحف شجرة مريم.

و يعرف ان جنود الحملة الفرنسية المصابين بالرمد الصديدي قاموا بالاغتسال بتلك المياه بغرض الاستشفاء، و سجلوا أسماءهم هناك بعد ذلك.

كما يوجد هناك أيضا المزود الذي حممت فيه السيدة مريم العذراء المسيح عليه السلام.

اتجهت العائلة المقدسة بعد ذلك إلى باب زويلة عند حصن بابليون بمصر القديمة حيث يقام احد الأعياد هناك في العشرين من يونيو.

و أقاموا هناك ما يقرب من سبعة أيام.

و هناك توجد كنيسة ابو سرجة الأثرية المعروفة باسم الشهيدين سرجيوس و واخيس.

بعد ذلك عبروا نهر النيل بالمركب ليصلوا إلى المعادي حيث توجد كنيسة العذراء الان.

اقرأ أيضا  المسيح الدجال..الأعور الدجال اعظم فتنة فى الكون..علامة من علامات الساعة الكبرى كيف تحمى نفسك من هذه الفتنة

ثم اشنين النصارى بمركز مغاغة ( اشنين كلمة قبطية تعني البستان).

و توجد هناك كنيسة تتميز بقبابها الاثنى عشر بعدد تلاميذ المسيح.

رحلة العائلة المقدسة – المرحلة الثالثة:

و هنا بدأ التوجه إلى صعيد مصر و وجهها القبلي بداية بمدينة منف ( أو ميت رهينة بالقرب من البدرشين).

ثم البهنسا لمدة أربعة أيام و هناك دير الجرنوس و كنيسة مريم.

ثم بعدها لجبل الطير حيث أسس دير العذراء و هناك انحنت شجرة العابد تحية للمسيح.

و بجوار جبل الكف نحتت تلك الكنيسة في الصخر و يحتفل بهذه الكنيسة سنويا أيضا.

و هناك حدثت احد معجزات المسيح حينما منع صخرة كانت قد أوشكت على السقوط.

بعدها كانت وجهتهم للاشمونيين غرب النيل ثم ديروط إلى القوصية.

ثم الإقامة الأكبر وقتا و الأكثر أهمية في دير المحرق عند جبل قسقام لمدة ٦ شهور و عشرة أيام.

حيث أسست هناك اول كنيسة في مصر و العالم أجمع.

و يوجد بها حاليا دير العذراء و بقايا الكنيسة الأثرية.

لتنتهي الرحلة اخيرا عند جبل درنكة و الذي يوجد به المغارة المنحوتة و يبدأ مشوار العودة.

رحلة العائلة المقدسة – العودة:

من القوصية ثانية إلى المعادي ثم حصن بابليون، منها إلى مسطرد( عرفت قديما بمدينة سرد و معناها المحطة اي مكان الاستحمام حيث قامت العذراء بأن حممت المسيح و غسلت ملابسه )، ثم بلبيس.

اتجهوا بعد ذلك إلى القنطرة ليمروا بعدها بسيناء الطاهرة إلى غزة و ينتهي بهم المطاف في الناصرة.


قدرت المسافة التي قطعت في رحلة العائلة المقدسة في مصر بما يقرب من ٢٠٠٠ كم.

هنيئا لمصر بهذا الشرف العظيم و التي شرفت بالكثير غير ذلك من بركات و صلات بالانبياء و المرسلين و لله الحمد.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *