جوسفالدو فيريرا بين الأسطورية و التهميش

لاحظت أن المدرب القدير البرتغالي جوسفالدو فيريرا مدرب السد القطري حاليا ومدرب بورتو وبعض أندية البرتغال والزمالك السابق لم يحظى بالتقدير اللازم إعلامياً وجماهيرياً سواء على مستوى السمعة أو على مستوى النقد، ومن جانبه فيعد المدرب المخضرم في فلاسفة التكتيك الذي يستحق أن نكتب فيه موضوع ولو مصغر لإيضاح قيمته الحقيقية أو جزء من قيمته الحقيقية، وبحكم تدريبه لنادي السد فسأتكلم عن المدرب في فترته الحالية مع كبير قطر، وقبله تعريف بسجل المدرب.

سجل جوسفالدو فيريرا التدريبى

فقد درب فيريرا العديد من الأندية القوية أبرزها نادى بنفيكا موسم 2002 ونادى سبورتينج براغا خلال الفترة من 2003 حتى 2006 ونادى بوافيستا عام 2006 ونادى بورتو خلال الفترة من 2006 حتى 2010 ونادى مالقا الأسبانى عام 2010 ونادى باناثانيكوس اليونانى خلال الفترة من 2010 حتى 2012 ونادى سبورتينج لشبونة البرتغالى عام 2013 وأخيراً نادى سبورتينج براغا موسم 2013/2014 .

وتعد فترة تولى جوسفالدو فيريرا مسئولية تدريب بورتو الأبرز في مشواره المهني حيث حقق معه لقب الدورى البرتغالى ثلاث مرات متتالية مواسم 2006/2007 و 2007/2008 و 2008/2009 كما حقق معه بطولة كأس البرتغال مرتين 2008/2009 و 2009/2010 وكذلك لقب السوبر البرتغالى موسم 2008/2009 .
كما حصل فيريرا على لقب أفضل مدرب في البرتغال ثلاثة مرات مواسم 2006/2007 و 2007/2008 و 2008/2009 .

وحصل فيريرا على لقب الدوري المصري والكأس أيضاً موسم 2014/2015 مع نادى الزمالك.
كما حقق كأس قطر مع السد سنة 2017 كما حقق كأس الشيخ جاسم في موسمي 2015 و 2018 وكأس الأمير في موسمي 2015 و 2017.

جوسفالدو فيريرا أكثر من مجرد مدرب

ومن يعرف المدرب القدير الأستاذ فيريرا جيدا لا يتعامل معه كما يتعامل مع باقي المدربين العاديين سواء الذين مروا على السد أو غيرهم بما فيهم المدرب الأسطوري خورخي فوساتي لأن فيريرا هو أكثر من مجرد مدرب فهو ناخب ومعلم وفيلسوف ومدرب، فيريرا معه شهادة فلسفة في علم التدريب والتكتيك، وهو معلم جوزيه مورينهو وكثير من المدربين .

وفيريرا جاء على فريق متهالك ومتدمر جدا، بعد أن دمره لحسين عموته ودمر أقوى الأجيال كمنظومة التي صنعها فوساتي، وأخذ ذلك منه جهداً ووقتاً طويلاً لنرى فريق متكامل جدا جدا إذ أسس فيه اللاعبين أساساً جيداً ونمى فيهم أساسيات كرة القدم وأمور إضافية كثيرة تتعلق بالتمركز والتكتيك .

نادي السد مع الفيلسوف البرتغالي يظهر بأفضل نسخة تكتيكية وإحترافية في آسيا، وعلى مستوى الدوريات العربية على الأقل في العقد الأخير، بالإنضباط والحفاظ على الشكل والعمل كمنظومة، والأفكار الواضحة، وقوة الشخصية، والإستحواذ والواقعية .

المدرب الأسطوري إمتاز بدعم الفريق في الجوانب الفنية بشكل كبير، فيريرا لم يعرف كبيراً أو صغيراً في الفريق فرأيناه يُخرج خلفان إيراهيم أسطورة الزعيم لأن مستواه لم يكن بقدر الطموح هذا على سبيل المثال، ورأيناه يجلب لاعبين مميزين ليحافظ على المنظومة الأقوى فرأيناه يجلب بوعلام وحامد وياسر أبو بكر وغابي وبغداد، ورأينا كيف تطور مستوى جميع الأفراد بدون إستثناء على رأسهم حارس المرمى سعد الشيب وكذلك حسن الهيدوس وسالم الهاجري وابراهيم ماجد وعلي أسد وعبدالكريم حسن، ورأيناه يسارع في تقوية أقوى خط في الملعب وهو خط الوسط لاسيما خط الوسط المحوري، برؤية كوكبة من اللاعبين الرائعين في هذا المركز مثل بوعلام وجونج وياسر وغابي، ورأيناه يحافظ على المنظومة لمدة طويلة بإستقرار رائع، جعل من السد المرشح الأول في جميع البطولات المحلية والقارية .

جوسفالدو حقق الإنجازات الكبيرة مع السد رغم الدعم الكبير الذي يجده النادي المنافس المصنوع دحيل مادياً وتحكيمياً إضافة الى الإستثناءات الكثيرة من الإتحاد القطري، وبالرغم من أنه كان سيء الحظ بإضاعة الفرص الحاسمة وركلات الجزاء في سنتين متتاليتين للتأهل للأبطال وكذلك في بعض مباريات الدوري، الا أنه جعل الفريق في مستوى تصاعدي بشكل كبير جدا، إلى أن بدأ يقطف ثمار ما زرع و أسس وبنى.

جوسفالدو فيريرا أسطورة تدريبية

الأسطورة التدريبية يمتاز بتحكم كبير على المستوى الإداري فإنه كان يتحكم في كل شيء يخص الفريق ويرفض تدخل الإدارات في عمله بل أحيانا كان يطرد الإداريين من التواجد في مركز التدريبات ويعاقب من اللاعبين من شاء متى شاء، وهذه كانت نقطة قوة مع نادي الزمالك المصري الذي كان يرأسه مرتضى منصور المعروف بكثرة تدخلاته الفنية، والذي من جانبه كان سبب لجعل فيريرا غير مرحب به، ومواقفه في المعسكرات الزمالكاوية أو السداوية لا تنتهي.

مدرب الزعيم السداوي عُرِفَ بميزة بث الروح القتالية والتنافسية وهذا ما يظهر الأندية التي يدربها بشراسة كبيرة بل أحيانا تصل الى الفتك، ولو كان أمام أندية قوية، وله مواقف رائعة في هذا الأمر كما حدث في في مباراة الإياب بين الزمالك والنجم الساحلي مثلا.

وعليه فإن المدرب القدير جيسفالدو فيريرا قد كان ولا يزال هو المدرب الأفضل لفريق بحجم السد القطري وهو الرجل الأهم لهذه المرحلة التي يطمح فيها السد لإكتساح الكرة القطرية محلياً و الكرة الأسيوية قارياً.