سورة الفاتحة لماذا هى أعظم سورة فى القرآن الكريم؟ ولماذا هى أم الكتاب؟
سورة الفاتحة هى سورة في القران ولكن هل تبادر في الذهن لماذا هي أول سورة ولماذا أطلق عليها أم الكتاب ولا صلاة لمن لا يقرأ الفاتحة في كل ركعة من الصلاة ؟
حتى انها أشيع استعمالها في بداية أي اتفاق للدلالة على حسن النية وضمان حدوث الأتفاق.
إنها حقا سورة مختلفة! ولذلك سوف أحاول استعرض بعض أسرار هذه السورة سورة الفاتحة التي تخفى على الجميع .
سورة الفاتحة فى الإجمال
سورة الفاتحة
أولا عدد الآيات اختلفت هل البسملة آيه من آيات سورة الفاتحة ام آية مستقلة في افتتاحية السور والراجح أنها آية وبذلك يكون عددها سبعة.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ(4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ.
عند النظر إلى آيات سورة الفاتحة فأنك سوف تجد كل كلمة جامعة شاملة .
ترتيب مذهل وترابط بينها وبين باقي القرآن.
والأن تعالى ندخل لهذا العالم المذهل رحلة مع آيات سورة الفاتحة.
رحلة مع آية (الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) من سورة الفاتحة
إذا نظرنا إلى الآية ترى أن الله سبحانه وتعالى يوصف بالحمد وأنه رب العالمين ويقصد بالعالمين أي الأنس والجن أو العالمين كل شيء سوى الله.
ولكن إذا نظرنا أكثر لماذا أستعمل الحمد فى سورة الفاتحة..؟
لأنها هي الكلمة الأكمل فلو حاولنا معرفة مرادف لها.
مثل قوله الشكر لله فالشكر يكون للفعل وليس لشخص في حد ذاته فأنت تشكر شخص على معروف فعله لك فلو استعملنا الشكر أصبحت ناقصة لأنها لا تقع إلا على النعمة.
ومن مرادف الكلمة الثناء لله أو المدح لكنها على الرغم من كونها تعبر عن ذات الشخص لكنها بدون نعمة وقد يكون الشخص الممدوح لا يستحق المدح.
ولكن عند استعمال الحمد لله فانت تحمده على الذات والنعمة معا.
استعمال الجملة الأسمية لكونها أثبت ولأن قولك أنا احمد لله قد يكون في قرار نفسك كاذب لكن عندما تقول الحمد لله فهو بالفعل الحمد لله سواء اقتنعت أم لا.
لماذا يحمد الله؟
لقد ذكر سبحانه وتعالى أنه هو الله أي المعبود المستحق العبودية والرب أي خالق كل شيء فهو يحمد على كونه الخالق خلق كل شيء والمعبود.
ولكن إذا نظرنا إلى باقي القرآن حول السور التي بدأت بالحمد لله وهى:
سورة الانعام ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ).
سُورة الكهف ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا).
سورة سبأ ( الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الْآَخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ).
سُورة فاطر ( الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
ترى تفصيل مذهل وكأن الحمد أجملت في الفاتحة ثم فصلت في السور الأخرى.
ففى سورة الأنعام تفصيل للخلق لكونه خلق السموات والأرض وهى تشمل كل ما فيهم.
وسورة فاطر أنه خلقهم على أحسن صورة وليس لهم مثيل في قوله فاطر ولكن قد يكون خلقهم وتركهم.
لكن في سورة سبأ (الذى له ) فقد خلقهم وقام على شئونهم إلى الأبد.
وفي سورة الكهف يحمد على نزول الكتاب وهو المنهج الذى سيتم من خلاله عبادته.
والأن ننتقل إلى آية أخرى لنستكمل هذه الرحلة العجيبة المليئة بالأسرار.
رحلة مع آية (الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) من سورة الفاتحة
هل هناك تكرار في المعنى وما الفرق بين الرحمن والرحيم؟..فى سورة الفاتحة.
عند العودة إلى صيغة المبالغة للرحمن هي فعلان مثل جوعان عطشان وهى تعبر عن تجدد الصفة والإتساع فأنت تجوع وتعطش باستمرار وصيغة المبالغة هذه تعبر عن أنك تحتاج كميات كبيرة.
أما رحيم فهي على وزن فعيل مثل قصير وطويل تعبر عن ثبات الصفة وإذا جمعنا الكلمتين نرى الرحمن الرحيم تعبر عن ثبات صفة الرحمة وإتساعها لتشمل كل الخلق وتجددها .
فكلما احتاجت للرحمة أعطاه الله لك.
وكذلك الرحمن لا يمكن وصف بها إلا الله واستعمال المبالغة لأنها تشمل كل الخلق في الدنيا.
والرحيم قد يوصف بها البشر وهى قاصرة على المؤمنين في الأخرة واستعملت بالمبالغة لأنها تعبر عن الدوام إلى الأبد.
وعندما ننظر إلى موقع الآية ترى قبلها رب العالمين وبعدها مالك يوم الدين فالله خلقنا برحمته وسوف يحاسبنا برحمته والأن نحمل الأمتعة وننتقل إلى سر جديد وآية اخرى.
رحلة مع آية (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) من سورة الفاتحة
قد قرأت في رواية أخرى ملك فهو مالك وملك لكن هل هناك فرق؟
فملك الشيء هو مالكه بالفعل أما الملك فليس بالضرورة أن يمتلك كل شيء ولكنه هو الحاكم المدبر المسيطر فهو يتمتع بالحكمة وحسن الادارة.
فالله سبحانه وتعالى هو مالك هذ اليوم وملكه أيضا تدل على كمال الصفة .
واستعمال كلمة الدين أي الجزاء لأن الخطاب فى القرآن لمن لهم تكليف من الجن و الإنس فلم يقل يوم القيامة لأنه يشمل قيامة كل شيء لكن هنا الأهم فى هذا المقام هو الجزاء والحساب للمكلفين.
أمازلت تقرأ ام أنك تركته فلتنتظر قليلا مازالت الرحلة .
رحلة مع آية (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) من سورة الفاتحة
استخدام إياك فى سورة الفاتحة تعنى أنه لا أحد سوى الله يستحق العبادة ولا معونة إلا بالله.
وقد قدم العبادة لكونها الغاية ثم الوسيلة و هي الاستعانة بالله.
وعندما تنظر إلى ترتيب الآيات ترى تنسيق عجيب ( لما كان هذا الأله خالق كل شيء ومتصف بالرحمة وصاحب يوم الجزاء والمسيطر عليه استحق العبودية والاستعانة به).
ولننتقل إلى تاج هذه السورة هذه الآية.
رحلة مع آية (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ) من سورة الفاتحة
نرى استخدام صيغة الجمع فى سورة الفاتحة على الرغم أنك تقرأها لوحدك لبيان أن قوة المسلمين في وحدتهم والحث على الجماعة.
ولكن أي هداية نطلبها الهداية في القران نوعان:
هداية البيان وهى هداية البلاغ وتوضيح المنهج.
فإذا امن الشخص منحه الله هداية أخرى وهى هداية المعونة.
فعندما يتكلم الله أنه يهدى من يشاء فما المقصود بالمشيئة مشيئة العبد أم مشيئة الله سبحانه وتعالى فهي مشيئة العبد على اختيار الهداية ولكنها لا تخرج عن مشيئة الله لأنه يعلم كل شيء.
ولنتعمق أكثر فأنت تطلب من الله الهداية على أمور لا تعلمها، والهداية على أمور تعلمها لكن على خلاف حقيقتها، والهداية على كونك تعلمها لكن لا تقدر على فعلها فتسأله السبل لفعلها.
والعجب كل العجب عندما تطلب ذلك ويأتي الرد سريعا فقد طلبت الهداية فأنظرا إلى سورة التي بعدها (الم ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين) سبحانك سريع الإجابة فإذا أردت الهداية فعليك بهذا الكتاب.
وقوله الصراط المستقيم فالخط المستقيم هو أقصر طريق فهذا يدل على قصر الطريق وسهولته ووضوحه فالدين واضح ليس فيه أسرار إختص بها الله أحد، دين يتعامل مع واقع.
رحلة مع آية (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)
واستخدام الصرط فى سورة الفاتحة تذكير بالأخرة والحساب ثم فصل أن هذا الصراط للمنعم عليهم وهم كل من التزم بالمنهج الصحيح.
وفصلت في قوله تعالى (أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آَدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرَائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّدًا وَبُكِيًّا).
الالتزام بالمنهج الصحيح يحتاج إلى علم صحيح وعمل صحيح على خلاف الطائفتين الأخرتين.
فالضالون الذين يعملوا ولكن عن جهالة والمغضوب عليهم يعلموا لكنهم لا يعملوا.
نهاية الرحلة فى سورة الفاتحة
من خلال سورة الفاتحة ترى المنهج مجمل ثم يأتي مفصل في باقي القران.
فالقرآن يتحدث عن ذات الله وصفاته بالتفصيل ولقد ألمح لبعض صفاته الجامعة فى الفاتحة كما فى قوله (رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ).
ويتحدث عن العبادة فى قوله إياك نعبد ثم فصلت في طريقة العبادة في باقي القرآن.
وعن يوم القيامة قد ذكر في يوم الدين والصراط.
وعن أنواع البشر وتاريخ الأمم السابقة في المنعم عليهم والمغضوب عليهم والضالين.
فكون هناك منعم ومغضوب عليهم يوحى بنزول العقاب والجزاء في الدنيا والاخرة.
أعتقد أنه قد انكشف بعض من أسرار هذه السورة إنها حقا أم الكتاب.
ما سبب تسمية هذه السورة بالفاتحة وماهي أسماؤها الأخرى؟
لقد تمت تسمية هذه السورة منذ زمن النبي صلى الله عليه وسلم نظرًا لأن القرآن الكريم بدأ بهذه السورة كتابة ولفظًا، وبسورة الفاتحة تبدأ الصلاة.
وكما يقال فإن سورة الفاتحة هي أول سورة نزلت كسورة كاملة من السماء، ولهذه السورة عدة أسماء تطلق عليها، وهي:
- سورة الحمد: وذلك لأنها بدأت ب (الحمد لله رب العالمين)، واحتوت على الحمد والثناء لله تعالى.
- السبع المثاني: وذلك لأن سورة الفاتحة عدد آياتها سبعة آيات.
- الشّافية: وذلك لأن في سورة الفاتحة العلاج والشفاء.
- أمّ القرآن: وذلك لأن سورة الفاتحة تُتعد أصل القرآن الكريم، وهذه السورة من أهم السور.
- وقد تضمنت سورة الفاتحة الأصول الأساسية للعقيدة الإسلامية.
- وبتطبيق الأحكام المذكورة فيها يتوصل المرء للصراط المستقيم.
- وقال النبي صلى الله عليه والسلم (أُمُّ القُرْآنِ هي السَّبْعُ المَثانِي والقُرْآنُ العَظِيم).
- الصلاة: وذلك حسب قول أبي هريرة رضي الله عنه (مَن صَلَّى صَلاةً لَمْ يَقْرَأْ فيها بأُمِّ القُرْآنِ فَهي خِداجٌ ثَلاثًا غَيْرُ تَمامٍ. فقِيلَ لأَبِي هُرَيْرَةَ: إنَّا نَكُونُ وراءَ الإمامِ؟ فقالَ: اقْرَأْ بها في نَفْسِكَ؛ فإنِّي سَمِعْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: قالَ اللَّهُ تَعالَى: قَسَمْتُ الصَّلاةَ بَيْنِي وبيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْن).
- فاتحة الكتاب: وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا صَلَاةَ لِمَن لَمْ يَقْرَأْ بفَاتِحَةِ الكِتَاب).
- الحمد لله رب العالمين: وذلك نسبة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني).
ما هو فضل أعظم سورة في القرآن الكريم؟
احتوت سورة الفاتحة على العديد من الفضائل، وسنذكرها كالتالي:
- انفردت سورة الفاتحة بشكل خاص عن باقي سور القرآن الكريم.
- حيث أن صلاة المرء لا تصح إلّا بتلاوتها، فهذه السورة تعتبر ركن من أركان الصلاة.
- وقد قال الكثير من العلماء بأن سورة الفاتحة هي أول سورة نزلت في القرآن الكريم بشكل كامل.
- سورة الفاتحة هي اعظم سور القرآن الكريم.
- وذلك حسب الكثير من الأحاديث التي وضّحت عظمة هذه السورة.
- سورة الفاتحة تتضمن الكثير من المعاني والدلائل فهي تحدثت عن الحمد لله والتقدير والثناء لله سبحانه وتعالى.
- وهو ما بدأت به هذه السورة، وأيضًا تحدثن عن توحيد الله تعالى بكل أقسامه.
- وأن الله سبحانه وتعالى هو وحدة المستحق للعبادة، وإخلاص العمل والعبادة لله سبحانه وتعالى.
- ووضحت هذه السورة أقسام الناس كل منهم وفق عمله، وتوضيح مصير الكافرين والمؤمنين.
- وطلب الهداية من الله سبحانه وتعالى من أجل الوصول إلى الطريق الصحيح وإلى الصراط المستقيم.
- إن سورة الفاتحة تعتبر من الرقية الشرعية.
- وذلك وفقًا للكثير من الأحاديث التي قالها النبي صلى الله عليه وسلم في سنّته الشّريفة.
- سورة الفاتحة تم وصفها بأنها نور تم تبشير النبي صلى الله عليه وسلم به عن طريق ملك منزل من السماء.
- وذلك وفقًا للحديث الذي رواه ابن عباس رضي الله عنه.
بهذا القدر من المعلومات نكون قد وصلنا إلي ختام مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على سورة الفاتحة لماذا هى أعظم سورة فى القرآن الكريم؟ ولماذا هى أم الكتاب؟.
اترك تعليقاً