التسويق الشبكى .. مفهوم و أنواع و حكم التسويق الشبكى و المزيد.

( أنا : آلو

 واحدة صحبتى جدا : – بصوت يملئه حيوية وحماس-  “سمسم حبيبتى واحشانى عايزة اشوفك ، فى شغل حلو جدا عايزاكى معايا فية “

أنا : وانتِ كمان ،تمام نتقابل ياحياتى ) .

غالبا ما يصل إليك  التسويق الشبكى بهذة الطريقة أو عن طريق الإنترنت  ، أحد أصدقاءك يحدثك بحماس أنه وجد عمل ، وهذا العمل يدر عليه مبالغ طائلة ، ويبدأ يحدثك عن مدربه (الكوتش بتاعه ) والذى يعمل فى هذا المجال منذ سنة واحدة أنه يحصل على 180 ألف جنية شهرياً  ، والمدرب الأعلى منه  الذى لم يعمل فى المجال إلا منذ ثلاث سنوات فقط دخله الشهرى أكثر من مليون وربع ! .

ويخبرك أنه يريد الخير لك ، وأنك شريك نجاحه ، وانكما سوف تحققان كل أحلامكما معا ؛ وأنه سيحاول أن يحدد لك موعد مع مدربه فى أقرب فرصه – رغم انشغاله الشديد – اذاً تسأله بكل أمل  ماهو هذا العمل ؟ يقول لك أنه يسمى التسويق الشبكى .



التسويق الشبكى ؟؟؟

ماهوالتسويق الشبكى ؟

مفهوم التسويق الشبكى ؟

متى بدأ؟

ما هى أنواع التسويق الشبكى ؟

وما هى علاقة التسويق الشبكى بالبيع المباشر والتسويق الهرمى ؟

هل هو حلال ..ام حرام  ولماذا .. وماذا عن الشركات التى تعمل فى هذا المجال  ؟

هذة الأسئلة تخطر فى بال من يُعرض علية العمل فى التسويق الشبكى ، فى هذا  المقال ستجد كل ماتبحث عنه  حول التسويق الشبكى مدعماً بأحدث الإحصاءات والأدلة.

مفهوم التسويق الشبكى

هو أحد أنواع البيع المباشر ، ويُعرف أيضا بالتسويق متعدد المستويات ، وإن كان البيع المباشريعتمد على بيع المنتجات  بشكل مباشر إلى  المستهلك مقابل عمولة محددة ، إلا أن قوة التسويق الشبكى تزيد عنه بأنك لا تكتفى فقط بالحصول على عمولات من مبيعاتك الشخصية ؛ بل تتعداها إلى الحصول على عمولات من فريق البيع الذى اشترك فى الشركة عن طريقك فيما يعرف بالشبكات التسويقية  .

أهم مصطلحات التسويق الشبكى فى السوق العالمية

Network Marketing

Multi- Level- Marketing

ويرمزاختصارا له “MLM “

متى ظهر التسويق الشبكى ؟

فكرة التسويق الشبكى  بشكلها الحالى بدأت منذ عام 1945م بشركة تدعى  نيوتريلايت (Nutrilite).

هذة الشركة تأسست عام 1934م ، وكانت تعرف فى البداية بإسم (The California Vitamin )، ثم غيرت اسمها إلى نيوتريلايت  (Nutrilite) سنة 1939م .

بدأت فكرة التسويق الشبكى عندما انتبهت هذة الشركة إلى أن الكثير من عملائها جاوءا عن طريق أقارب ومعارف العاملين بها  ، وذلك عن طريق شرحهم وإظهارهم  لفوائد ومزايا المنتج للأقارب والأصحاب والمعارف .

وبالتالى ظهرت الفكرة لمديرى المبيعات وقتها وقاموا بإدخال أول خطة تعويض متعددة المستويات ، لتكن بذلك نواة لما يُعرف بإسم التسويق الشبكى الآن ، وهذا فى عام 1945م.

بداية الظهور الحقيقى للتسويق الشبكى

ظهر التسويق الشبكى بشكل أكبر ، واعتبره البعض هو الظهورالأول  للتسويق الشبكى عن طريق شركة تسمى أم واى  Amway ، وكان ذلك عن طريق اثنين من أقوى المسوقين لشركة  Nutrilite)) وهما Jay Van Andel &Rich De Voss  ، وذلك عام 1959م؛  معلنين بذلك البداية الحقيقية لعصر التسويق الشبكى فى العالم .

بداية انتشار التسويق الشبكى

ترجع بداية الإنتشار الحقيقى لشركات التسويق الشبكى لعام 1979م ، وذلك بعد أن ربحت شركة Am Way القضية المرفوعة عليها من ال(FTC) Federal Tread Commission ، وذلك بعد (4) سنوات فى المحاكم اثبتت خلالها الشركة أنها شركة بيع مباشر تعمل وفقا للقانون ، وتربح أموالها نتيجة بيع المنتجات وليس عن طريق إدخال  آخرين فى الشبكات التسويقية  .

وبذلك اثبتت الشركة أنها تتبع نظام التسويق الشبكى ،وليس نظام التسويق الهرمى  ، وأن هناك فرق بين التسويق الشبكى وبين التسويق الهرمي ، ومن هنا بدأت شركات التسويق الشبكى فى الإنتشارفى العالم  .

مراحل تطور التسويق الشبكى 

لخص المؤلف ريتشارد بول فى كتابه الموجة الرابعة Wave4 (التسويق الشبكى فى القرن ال21) ، مراحل تطور التسويق الشبكى الى 4 مراحل هم :

  • مرحلة ماتحت الأرض1945-1979)   )The underground phase
  • مرحلة ماقبل الإنتشار The proliferation phase (1980- 1989)
  • مرحلة التسويق والإنتشار The mass market phase (1990- 1999)
  • مرحلة الإنتشار العالمى 2000- Now   .

أنواع التسويق الشبكى …. الدارجة فى السوق العالمى

تختلف خطط التسويق الشبكي وتتعدد صوره تبعا لسياسات الشركات التسويقية وأهدافها الترويجية، ومن خططه الشائعة:

  • النظام الثنائى :  (Binary system )

(و يشترط فيه تحقيق التوازن من الجانبين لكل عميل)

هذا النوع منتشر فى كثير من شركات التسويق الشبكى  العالمية والمحلية ،وهو  يعتمد على التوازنات فى الشبكات ،  فتنقسم الشبكات التسويقية الى نصفين يمين ويسار ، والمطلوب منك أن تحافظ دائما على التوازن بين الطرفين  ؛ لكى تكسب  المزيد من العمولات والأرباح  .

فمثلا اذا كان المطلوب منك أن تسوق ل6 أشخاص بالتوازن ، فيجب أن يكون هناك 3 على  اليمين و3 على اليسار وهكذا ، كما فى الشكل التالى :

التسويق الشبكى الثنائى

وهنا لابد أن نذكر نقطة  هامة للغاية ، وهذة النقطة لايتحدث عنها الكثير من أصحاب شركات التسويق الشبكى التى تعمل بهذا النظام ، وهى إن احضرت شخص واحد ناحية اليسار  و10000 شخص ناحية اليمين  فلن تربح شيئاً ، وذلك لأنك لم توازن بين الطرفين (يمين ويسار ) .

  • نظام المصفوفة (الماتركس ) Matrix system

وهو خطة المستويات متعددة الأعضاء،  ولا يشترط فيها التوازن العددي

ما سبق شرحه هو أشهر أنظمة التسويق الشبكى ، لكن هناك أنواع أخرى للتسويق الشبكى متعدد المستويات ، ويتم كل فترة ابتكار الكثير والكثير من الاشكال ، فهذ العالم ملئ بالجديد يوميا  .

       


        

ما علاقة التسويق الشبكى بالبيع المباشر والتسويق الهرمى ؟

ماهو البيع المباشر ؟

اقرأ أيضا  التسويق الشبكى حقيقة أم نصب و احتيال (نظرة محايدة و تحليل عميق)

عرفت جمعية البيع المباشر الأوربية (The European Direct Selling  Association )

البيع المباشر بأنه طريقة لتسويق السلع والخدمات وتجارة التجزئة بشكل مباشرة إلى المستهلكين ، سواء فى منازلهم أو أى مكان آخر، وذلك بعيدا عن أماكن البيع بالتجزئة الدائمة .

إحصاءات رسمية عن البيع المباشر

ماهو عدد العاملين فى البيع المباشر ؟

كما ورد فى التقرير السنوى للإتحاد العالمى لجمعيات البيع المباشر (WFDSA) ، الصادر فى شهر يونية 2016م ، والذى يتم العمل بة إلى شهر يونية 2017م .

فإنه يصل عدد العاملين فى البيع المباشر إلى اكثر من (103) مليون شخص حول العالم ، منهم 51  مليون فى آسيا ، وأكثر من 35 مليون فى الأمريكتين ، منهم 20 مليون شخص فى الولايات المتحدة الأمريكة وحدها ، وأكثر من 14  مليون فى أوروبا ، بينما عدد العاملين فى إفريقا والشرق الأوسط مليون و700 ألف فقط ، الشرق الأوسط منفردا عدد العاملين به 123 ألف شخص فقط ، منهم 26  ألف فى إسرائيل !.

أين نحن من حجم صناعة البيع المباشر فى العالم ؟

المخطط التالى يوضح حجم البيع المباشر على مستوى القارات ، وذلك وفقا لإحصاءات الإتحاد العالمى لجمعيات البيع المباشر .

فى هذا المخطط نجد أن قارة أفريقا والشرق الأوسط والدول العربية مجتمعة لا تمثل سوى 1%  فقط من حجم البيع المباشر حول العالم !

وعلى الجانب الآخر نجد أن أكبر القارات حجما فى البيع المباشر هى قارة آسيا وذلك بنسبة 46% ، تليها أمريكا (الشمالية والوسطى والجنوبية) بنسبة 34%، ثم بعد ذلك تأتى أوربا بنسبة 19% ، وفى النهاية تأتى أفريفا والشرق الأوسط بنسبة 1% .

ماهى أكبر 10  دول فى العالم من حيث حجم صناعة البيع المباشر بها ؟

نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتى فى المركز الأول بنسبة 20%، تليها الصين بنسبة 19%، تليها كوريا بنسبة9%، ثم تأتى بعد ذلك ألمانيا واليابان بنسبة 8%، ثم البرازيل بنسبة 5%، ثم المكسيك بنسبة 4%، ثم فرنسا وماليزيا والمملكة المتحدة (بريطانيا ) وذلك بنسبة 2%، ثم فى النهاية تأتى باقى الدول مجتمعة بنسبة 20% .

ماهى حجم مبيعات البيع المباشر على مستوى العالم ؟

بحسب الإحصاءات وصل حجم مبيعات البيع المباشر حول العالم فى عام  2015إلى 183.729  ميلون دولار .

من هم الأكثر عملا فى هذا المجال … النساء أم الرجال ؟؟

بحسب أحدث الإحصاءات فإن النساء هن الأكثر عملا فى البيع المباشر وذلك بنسبة 75.8% على مستوى العالم ، وترتفع هذة النسبة فى أمريكا لتصل إلى أكثرمن 81%، بينما ترتفع أكثر فى أوربا لتصل إلى 82.7% .

فكرة البيع المباشر

ببساطة تقوم فكرة البيع المباشر على إختصار  سلسلة البيع التقليدية ( والتى تتكون من سلسلة من الحلقات بين المصنع والمستهلك ) لجعلها مختصرة بشكل كبير ، لتكون فى النهاية من المصنع إلى المستهلك .

على سبيل المثال فإن السلسلة التقليدية تكون كالتالى  :

المصنع         الموزع الإقليمى     الموزع المحلى     تاجر التجزئة     المستهلك

بالإضافة إلى الدعاية والإعلان ، وقد تزيد هذا السلسلة أو تقل عنصر .

اما فى البيع المباشر فتكون :

                       المصنع                 المستهلك

اذا فكرة البيع المباشر هى أن يذهب المنتج أوالسلعة أو الخدمة من الشركة أو المصنع إلى المستهلك مباشرة ، ويتم توفير الأموال التى يتم صرفها على التسويق والدعاية لتذهب على هيئة عمولات مجزية مقابل بيع المنتج ، فإذا اعطت الشركة نسبة  55% على كل منتج يتم بيعه فهى لاتبالغ فى إعطاء الأرباح ، وذلك لأنها كانت تصرف بالفعل 75% من المبلغ على تلك السلة ، بل على العكس فى هذة الحالة تكون حققت ربح أكثر بكثير مما حققته اذا باعت المنتج بالطريقة التقليدية ، فهنا تكسب هى أرباح كثيرة وتسوق منتجاتها بشكل أسرع بكثير ، ويربح أيضا  العاملون المستقلون فى مجال البيع  .

ماسبق كان عن البيع المباشر …. اذا ماعلاقته بالتسويق الشبكى ؟؟

العلاقة هى أن التسويق الشبكى نوع من أنواع البيع المباشر .

اذا كل الإحصاءات السابقة كانت عن البيع المباشر والذى جزء منه التسويق الشبكى ، لكن عندما تسمع من يروج لك التسويق الشبكى (لإحدى الشركات ) يخبرك بهذة الإحصاءات بإعتبارها خاصة بالتسويق الشبكى ، وليس بالبيع المباشر ككل ، واالذى جزء منه التسويق الشبكى !.

وبالطبع هنال فرق بين الأثنين ، كما عرفنا كلاً منهما سابقا .

فهذا التعريف للتسويق الشبكى يوضح الفرق بينه وبين البيع المباشر ، فقد عرفناه بإنه

(أحد أنواع البيع المباشر ، ويُعرف أيضا بالتسويق متعدد المستويات ، وإن كان البيع المباشريعتمد على بيع المنتجات  بشكل مباشرإلى  المستهلك مقابل عمولة محددة ، إلا أن قوة التسويق الشبكى تزيد عنه بأنك لا تكتفى فقط بالحصول على عمولات من مبيعاتك الشخصية بل تتعداها إلى الحصول على عمولات من فريق البيع الذى اشترك فى الشركة عن طريقك فيما يعرف بالشبكات ، فقوة التسويق الشبكى تكمن فى قوة التضاعف (2,4,16,32, 64, … )  .


ما هى علاقة التسويق الشبكى والبيع المباشر بالتسويق الهرمى ؟

التسويق الهرمى (المخططات الهرمية ) Pyramid Schemes

هذة القضية من أكثر القضايا المثيرة للجدل فى مجال التسويق الشبكى ، وهى قضية التسويق الهرمى  أو الهرم الاحتيالى ، وتلك القضية مثارة عالميا منذ عشرات الأعوام وليست وليدة اليوم .

ماهو المخطط الهرمى أو  ماهو التسويق الهرمى ؟

هل التسويق الشبكى هو تسويق هرمى ؟ ولماذا الخلط والتشابك بينهما ؟

تعريف المخططات  الهرمية   Pyramid Schemes

اذا قمنا بتعريف المخطط الهرمى فإننا لن نعرف شكلا معينا لمخطط ما أو شكل هندسى كما قد يظن البعض ، بل سنقول أن المخطط الهرمى هو فكرة تندرج أسفلها أكثرمن فكرة ، فهو يهدف لأن يكون مَن فى قمة الهرم يربحون دائما أكثر ممن هم فى قاع الهرم .

اقرأ أيضا  التسويق الشبكى حقيقة أم نصب و احتيال (نظرة محايدة و تحليل عميق)

كما أن المخططات الهرمية بدأت فكرتها الأصلية بربح المال بالمال ، فأنت تدفع مالا من أجل أن  تسوق بعدها الفكرة للآخرين لكى يدفعوا مالا أيضا ، لكى تربح  منهم وهكذا ، فلا منتج ولا خدمة ولا هدف إلا المال ، وكلما كبرت المخططات الهرمية من اسفلك تربح  المزيد من المال حتى تصبح مليونيرا .

لذا فهى محرمة على النطاق الدولى ، ومحرمة ايضا فى العديد من دول العالم .

اذا لماذا الخلط بين التسويق الشبكى والهرمى ؟

يأخذ التسويق الهرمى أشكال متعددة ، ويتشابك فى أحيان كثيرة  مع التسويق الشبكى (نجد أن بعض الشركات يقوم نظام عملها الأساسى على التسويق الهرمى ، ولكنها تصدر لك انها تعمل فى التسويق الشبكى ) ويأخذ شكل الأنظمة الشبكية أو أن الأنظمة الشبكية تأخد شكل الأنظمة الهرمية  ، وهنا يحدث اللغط والتشابك بين التسويق  الهرمي  والتسويق الشبكى .

الفرق بين التسويق الشبكى والتسويق  الهرمي

الجدول التالى يلخص لك أبرز وأهم الفروق فى 5 نقاط:


لكن هنا دعنى أخبرك بحقيقة

أن معظم الشركات أو الأفراد العاملين بالنظام الهرمى لايذكرون ذلك ،بالطبع هم لايقولون لك نحن شركة احتيالية تعمل بالمخططات الهرمية المحرمة دوالياً ، لكنهم يقومون بالعمل تحت مسمى التسويق الشبكى ، ومن هنا يأتى الخلط والإشتباك فى التعريف وفى القوانين المنظمة لعمل شركات التسويق الشبكى .

فشركات التسويق الشبكى اياً كان نظام العمل بها ، سواء كان بايرنى (النظام الثنائى ) أو ماتركس قد تصبح شركات ذات مخطط هرمى إحتيالى ، اذا لم تراعى الفروقات بينهما .

         


هل التسويق الشبكى حلال ام حرام … ولماذا ؟

لا يوجد خلاف على إجازة التسويق الشبكى بين أهل العلم ؛ وذلك اذا كان خالين من أمرين هما:

الأمر الأول : يتعلق بأصل المعاملة

وهو الشراء مقابل الحصول على العمولة (الحافز التسويقى ) ، فمن الطبيعى أن يحصل أى مسوق على عمولة نتيجة لتسويقه منتج معين ، وهذة سمسرة مشروعة فى الإسلام .

الأمر الثانى : يتعلق بالمنتج نفسه

وهو أن لا يكون به مايخالف الشرع الإسلامى .

اذا أين الخلاف ؟ أين موضع التحريم ؟ لماذا هذا الجدل حول حِل أو حرمانية التسويق الشبكى ؟

من أكثر أسباب الإختلاف بين أهل العلم فى هذا النوع من المعاملات (التسويق الشبكى ) هو :

ماهو مقصد المعاملة (مقصد المشترين المسوقين ) ؟ هل هو المنتج أم العمولة ؟

أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تحرم فيها التسويق الشبكى بناء على عدد من الحيثيات ،حيث أنه بعد عدة إجتماعات تبين للأمانة الآتى :

  • أنه بحسب آراء الخبراء الإقتصادين ، فإنه تصعب التفرقة بين التسويق الشبكى والتسويق الهرمى .
  • أن التسويق الشبكى أحد الأفكار الحديثة ، والواقع يقول أنه ليس معاملة واحدة ، وإنما له أكثر من صورة ؛ وإن اتفقوا فى النهاية فى المعالم الرئيسية ، اذا فالحكم الشرعى فيها لابد أن يكون على وقائع وتفاصيل محددة .
  • أن التسويق الشبكى هو مجرد وسيلة لكسب المال السريع لا أكثر ، وذلك بالنسبة لصاحب الشركة أو للعملاء المسوقين ؛ وذلك لأن السلعة هنا لم تعد هى المقصد ، وإنما المقصد هو العمولة من وراء هذة السلعة ؛ فأصبح وجود السلعة هنا وجود صورى .
  • بناء على ماسبق فإن هذة المعاملة (التسويق الشبكى ) حرام شرعا ، لإشتماله على ماسبق ، بالإضافة إلى أن هذا النوع من التسويق يدفع الأفراد إلى الكذب والخداع ، واستخدام المسوق لألوان من الجذب يمكن أن تمثل عيبا فى إرادة المشترى ؛ كالتركيز على العمولة (الربح المادى ) وإغفال الحديث عن العقد الأساسى وهوشراء المنتج أو الخدمة ، حيث يكون الهدف من شراء السلعة هو الدخول فى عملية التسويق الشبكى ، وهنا السلعة صارت مجرد وسيلة للإشتراك فى النظام وليست مقصودة لذاتها وهو لايحتاج إليها بالفعل .

كما اصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية فتوى تحرم فيها التسويق الشبكى ، ومفاد هذة الفتوى أن :

التسويق الشبكى محرم ، وذلك لأن مقصد المعاملة هنا هو العمولات وليس المنتج ، فالعمولات هنا تصل إلى الألآف ،بينما المنتج لا يتجاوز ثمنه بضع مئات ؛ لذلك تعتمد هذة الشركات على العمولات لتسوق لمنتجاتها ، فهى تبرز الأرباح والعمولات الكبيرة لتسوق لمنتجها ، فالمنتج هنا مجرد ستار وذريعة للحصول على العمولات والأرباح .

ولما كان التسويق الشبكى على هذا النحو ؛ فهو محرم شرعاً لعدة أسباب هى :

  • أن التسويق الشبكى به ’’ربا‘‘ لأن المشترك (المشترى المسوق ) يدفع مبلغا قليلا من المال على أن يحصل علية مبلغاً كبيراً ،والمنتج ماهو إلا ستار .
  • أن التسويق الشبكى به ’’غرر‘‘ وهذا محرم شرعاً؛ وذلك لأن المشترك هنا لايعرف هل يستطيع الحصول على العدد المطلوب منه التسويق له ام لا ، وأنه سيتوقف مهما استمر.

وأن المشترك لايدرى حين إنضمامه هل سيكون فى قمة الهرم فيربح الكثير ، ام فى قاعه فيكون من الخاسرين ، والواقع أن جُل أعضاء الهرم هم خاسرون .

  • أن هذة الشركات العاملة فى مجال التسويق الشبكى تأكل أموال الناس بالباطل ، وهذا الذى جاء النص القرآنى بتحريمه ، وذلك فى قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( ياأيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ) .
  • أن التسويق الشبكى يشتمل عل الغش والتدليس على الناس ؛ وذلك لأنه يظهر المنتج وكأنه هو المقصد ولكن الأمر خلاف ذلك ، ومن ناحية أخرى يغرى الناس بالعمولات الكبيرة وهى لا تتحقق غالباً ؛ وهذا بالتأكيد محرم شرعاً .
  • القول بأن التسويق الشبكى من السمسرة

هذا غير صحيح ؛ لأن السمسرة عقد يحصل السمسار بموجبه على أجر أو عمولة مقابل بيع السلعة ، أما فى التسويق الشبكى فإن المشترك هو الذى يدفع لتسويق المنتج ، والهدف من التسويق الشبكى هناهو تسويق العمولات وليس تسويق السلعة كما فى السمسرة الشرعية .

  • القول بأن العمولات فى التسويق الشبكى من باب الهبة ، ليس هذا بصحيح ، ولو سلمنا بذلك فليس كل هبة جائزة شرعاً ؛ فالهبة على القرض ربا .
اقرأ أيضا  التسويق الشبكى حقيقة أم نصب و احتيال (نظرة محايدة و تحليل عميق)

اذا هذة العمولات وجدت من أجل الإشتراك فى التسويق الشبكى ، فمهما اختلفت أسمائها ؛ فلا يغير ذلك من حقيقة حكمها الشرعى .


لكن ماذا عن رد شركات التسويق الشبكى على مَن يحرم التسويق الشبكى ؟

بينما من الناحية الأخرى ترد إحدى شركات التسويق الشبكى على موقعها الرسمى على من يحرم التسويق الشبكى بالتالى :

يقول أحد العاملين بهذة الشركة أنه بعد تجربته العملية فى مجال التسويق الشبكى ؛ سيخبرنا بالسبب الرئيسى الذى يجعل الكثيرين يعتقدون أن التسويق الشبكى حرام .

فهيا بنا نكتشف هذا السبب الرئيسى ، والأسباب الفرعية الأخرى :

  • أنه عندما تصل الأشياء إلى روعتها ، فإن المتشائمين يشعرون بأن الأمر به شبه ، وهو واضح كالشمس .
  • أن كثير من الناس انبهروا من فكرة التسويق الشبكى ، كما انبهروا قديما بفكرة إختراع الطائرة وقالو ( لا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة)
  • أن الأصل فى الأشياء هو إباحتها وليس تحريمها ، فكل شئ حلال فى ديننا ، إلا أشياء قليلة محرمة ، لذلك مَن يقول على شئ أنه محرم ؛ لابد أن يكون ذلك بحجة دامغة من الكتاب والسنة النبوية الشريفة ، فهناك قاعدة فقهية أخرى تقول ( أن البينة على مَن ادعى ) ، بالإضافة إلى أن هناك حديث شريف للرسول (ص) يقول (إنَّ اللهَ لا يَقبِضُ العِلْمَ انْتِزاعًا يَنتزِعُهُ مِنْ قُلوبِ العِبادِ ولَكِنْ يَقْبِضُ العِلْمَ بقَبضِ العُلماء، حتّى إذا لم يُبْقِ عالِمًا اتّخَذ الناس رؤساء جُهّالاً فأفتَوهم بغير علم فضَلُّوا وأضلُّوا” رواه البخاري ومسلم

وهذا الحديث يدل على أن هناك أناس يفتون دون علم ، والقليلين هم الذين يفتون على أسس سليمة وعن علمى حقيقى .

  • أن هناك قاعدة فقهية تقول : (أن الحكم فرع من تصوره )

ومعنى ذلك أن تحليل شئ ما أو تحريمه إنما يتوقف على تصور المفتى لهذا الشئ ، فإذا كان تصور المفتى خطأ (مبنى على معلومات مغلوطة ) فبالتالى يكون الحكم خطأ.

لذلك لا تبالى بكثرة الفتاوى التى تحرم التسويق الشبكى لأن المفتون يفتون دون أن تصل إليهم صورة التسويق الشبكى الحقيقية .

لذلك عزيزى القارئ ( الذى تريد أن تعمل فى التسويق الشبكى ) القواعد السابقة قواعد بسيطة من السهل أن يدركها كل مسلم لكى يحمى نفسه من شر الفتن ، وشر الذين يفتون بغير علم ، وعلى هذا الأساس يمكنك الرد على مَن يحرم التسويق الشبكى بالآتى :

  • مَن يحرم التسويق الشبكى بإعتباره ’’ربا ‘‘

من المعروف أن الربا حرام ، لكن المشكلة هنا ليست فى الربا ؛ ولكن فى إسقاط حكم الربا على التسويق الشبكى  ، أين الربا فى التسويق الشبكى ؟ ، فالشركة تعطيك منتج لتسوقه لأصدقاءك ومعارفك ، فهى لاتأخذ منك مبلغاً من المال عل أن تعيده لك بزيادة بعد فترة معينة ، وأيضا لا تعدك بإرجاع المبلغ الذى دفعته ، وإنما تعطيك عمولة على مبيعاتك وعلى مبيعات الشبكة التى تعمل تحت منك   ، وهذة العمولة متفق عليها .

  • الرد على مَن يقول أن التسويق الشبكى ليس بسمسرة :

مَن قال أنه سمسرة أساساً؟!

فلا علاقة للتسويق الشبكى بالسمسرة ، وإنما التكييف الفقهى للتسويق الشبكى هو ’’الهبة المشروطة ‘‘ حيث أن الشركة تهبك مبلغ 200 دولار اذا مثلا أدخلت 6 أشخاص ثلاثة عن يمينك وثلاثة عن يسارك .

  • مَن قال أن التسويق الشبكى فية تغرير : ببساطة التسويق الشبكى لا يوجد به تغرير ، وتعريف التغرير هو ’’ إظهار الشئ بمظهر غير حقيقى ، مع إعطائه صفة ليست به ، لإستثارة الطرف الآخر ، لكى بيرم العقد .

وبالتالى فإن طريقة شرح التسويق الشبكى هى التى تحدد اذا كان تغرير ام لا .

على سبيل المثال : اذا قولت لك انضم إلينا وأنا أضمن لك دخل معين شهرياً ، فلاشك أن هذا تغرير

لكن اذا قولت لك : أن هذا العمل يعتمد على ماتعطيه له من وقت وما تبذله فيه من مجهود ، وأنى لا أستطيع أن اضمن لك دخلاً معيناً ، وانما بالصبر والعمل الجاد تستطيع تحقيق مبالغ مجزية .. فأين التغرير هنا ؟! .

دعنى فى الخاتمة أُلخص لك ماسبق وهو :

أن التسويق الشبكى بإختصار شديد أنك تقوم بتسويق منتج معين أو سلعة معينة لأصدقائك ومعارفك وذلك نظير عموله محددة ، على أن يقوموا هم بدورهم بتسويق ذلك المنتج أو الخدمة إلى أصدقائهم ومعارفهم ؛ لكى يحصولوا على عمولة وهكذا.

أن التسويق الشبكى بصورته السابقة يعتبر أحد أنواع البيع المباشر ، والذى تقوم فكرته الأساسية على أن يذهب المنتج من المصنع أو الشركة إلى المستهلك مباشرة .

أنه يوجد خلط وتشابك كبير جدا بين التسويق الشبكى والتسويق الهرمى ؛ حيث أن كلاهما من الممكن أن يأخذ من الآخر .

وانه بكل بساطة يمكن للشركات العاملة فى التسويق الشبكى أن تتحول إلى التسويق الهرمى اذا لم تراعى الفروق بينهما .

أنه لايوجد خلاف بين أهل العلم على إجازة التسويق الشبكى ؛ اذا انتفت المحاذير والتى أهمها أن يكون المقصد هو السلعة وليس العمولة

ولكن اذا إشتمل على المحاذير فإنه يتم تحريمه للأسباب السابق ذكرها فى المقال .

 


 

المراجع التى استندت عليها فى هذا المقال (للإستزادة منها ):

  • كتاب أسرار وخفايا التسويق الشبكى (كتاب الكترونى )
  • الجمعية الاوربية للبيع المباشر SELDIA) ) http://www.seldia.eu/
  • الإتحاد العالمى لجمعيات البيع المباشر
    wfdsa.org
  • التسويق الشبكي تحت المجهر ،  زاهر سالم بلفقيه
    balfaqeh@windowslive.com
  • دار الإفتاء المصربة http://dar-alifta.org.eg/AR/ViewFatwa.aspx?sec=fatwa&ID=11618
  • اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء http://www.alifta.net/Search/ResultDetails
  • http://uniway-egypt.blogspot.com.eg/2015/08/blog-post.html

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *