إحسان عبدالقدوس بين روز اليوسف و الشيخ رضوان

إحسان عبدالقدوس أحد أهم و أبرز كتاب الرواية في العصر الحديث، و من أكثر من حولت كتاباتهم لأعمال درامية.



فله أكثر من 70 قصة و رواية ظهرت على شاشات السينما و التليفزيون.

و هو كان على عكس غيره من الكتاب أمثال نجيب محفوظ فلم يرفض ابدا فكرة التدخل لعمل سيناريو و حوار لإحدى قصصه أو رواياته اذا ما تحولت لعمل درامي.

من أكثر ما وجه له من نقد أو إتهام كان اتهامه بأنه يميل للجنس في كتاباته.

و هو لم ينكر ذلك ابدا و لم يعتبر كتاباته عن الجنس فيها ما يعيبه.

بل دافع عن نفسه مرارا و تكرارا بأنه لم يضعف مثل غيره من الكتاب.

فهم تراجعوا عن مثل هذا النوع من الكتابة لمجرد توجيه نقد لهم.

و وصل به الأمر أن أرسل للرئيس الراحل جمال عبدالناصر رسالة يرد على اعتراضه على رواية البنات و الصيف.

و برر موقفه أمام عبدالناصر أن كتاباته واقعية تماما و مستوحاة من قلب المجتمع المصري.

إحسان عبدالقدوس كان كاتبا جريئا و لم يتنصل مما يكتب؛ عرضه ذلك للكثير من النقد بل و لمحاولات اغتيال أكثر من مرة.

هو لم يتحدث عن الحب الرومانسي كما فعل غيره.

بل تناول ذلك الحب الذي تسوقه الشهوة و لم يكن أبدا الحب في قصصه عذريا بل كان صريحا في كل مشاعره.

ولد إحسان عبدالقدوس في الأول من يناير عام 1919 لتبدأ قصة مثيرة أخرى من قصص رواة مصر.



إحسان عبدالقدوس ابن النقيضين:

أمه هي السيدة فاطمة اليوسف تلك الفتاة اليتيمة اللبنانية المنشأ تركية الجذور.

لم تتربى في أسرة دافئة مثل غيرها من الأطفال بل تولى أمرها أسرة لبنانية أخرى نظرا ليتمها.

و حينما قررت تلك الأسرة الهجرة لأمريكا تنازلت عن الطفلة الصغيرة.

تنازلت عنها لأحد مؤسسي الفرق المسرحية أثناء التواجد في الإسكندرية خلال الرحلة.

لتبدأ تلك الفتاة مشوارها الفني داخل مصر و يبدأ مشوار جديدا نتج عنه روائيا كبيرا فيما بعد.

و الأب هو المهندس بالطرق و الكباري محمد عبدالقدوس العاشق للفن هو الآخر.

و كانا قد تقابلا في إحدى الحفلات و تعرفا على بعضهما وقررا الزواج.

لم يكن هذا الزواج مباركا من ناحية الجد الشيخ رضوان.

و هو الرجل الأزهري المعروف عنه الالتزام و التمسك بالعادات و التقاليد.

فكيف لابنه أن يتزوج من ممثلة و هو من كان يمنع أهل بيته من الخروج بدون حجاب أو حتى أن تطل إحداهن من الشرفة بدونه.

فاحدث هذا الزواج صدعا كبيرا بين الأب و الابن أدى إلى القطيعة.

و كان ذلك أيضا صدعا في شخصية إحسان عبدالقدوس التي ظهرت مشوشة في البداية بسبب تلك المتناقضات.

فتارة في حلقات العلم و الدين مع الجد و تارة أخرى مع الأم في الجلسات الثقافية و الأدبية التي يحضرها من هم منفتحين كثيرا على العالم الخارجي فكريا و ثقافيا.

ظلت تلك الشخصية حائرة بين المتناقضات حتى اعتادت على الأمر لتتبلور شخصية مستقلة ذات صفات حيادية بين هذا و ذاك.

أما عن الحياة المهنية:

بعد أن أسست روز اليوسف أو فاطمة اليوسف جريدة باسمها و تولى ابنها رئاسة التحرير لم يعجبه الوضع كثيرا و قدم استقالته.

و أثبت نفسه في مكان آخر في جريدة الأخبار حيث عمل كرئيسا للتحرير و رئيسا لمجلس الإدارة.

إحسان عبد القدوس و أهم الاعمال:

صانع الحب، بائع الحب، ابي فوق الشجرة، إمبراطورية ميم، لن أعيش في جلباب ابي.

يا عزيزي كلنا لصوص، الرصاصة لا تزال في جيبي.

لا انام، الراقصة و السياسي، لا تسألني من انا، حتى لا يطير الدخان، أين عقلي.

بئر الحرمان، في بيتنا رجل، انا لا تكذب و لكني أتجمل.

و تاهت بعد العمر الطويل، الراقصة و الطبال، أنف و ثلاثة عيون، إضراب الشحاتين، هذا أحبه و هذا اريده و ونسيت اني امرأة.

وصل عدد ما كتب إحسان عبدالقدوس من قصص و روايات لحوالي 600 عمل.

و أكثر من شخص أدواره في السينما و التليفزيون هما سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة.

كما تميزت الفنانة نبيلة عبيد بشكل كبير في أداء أدوار شخصيات روايات إحسان عبدالقدوس.

لطالما تعرضت أعمال إحسان عبدالقدوس للتدخل الرقابي سواء كان للاعتراض على الأحداث أو الأسماء أو حتى النهايات.

مثل ما حدث في البنات و الصيف، يا عزيزي كلنا لصوص و لا انام.

نعم كان خريج الحقوق محاميا فاشلا لكنه كان أديبا رائعا.

نعم انتقدوه بسبب تصريحه بالجنس في كتاباته و لكن هذا لا ينفي ابدا الإبداع في الكثير من الكتابات الأخرى.



و توفى إحسان عبدالقدوس في مثل هذه الأيام في الثاني عشر من يناير 1990 عن عمر يناهز الواحد و السبعين عاما.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *