نجيب محفوظ .. اولاد حارتنا – الثلاثية – الحرافيش و روائع أخرى
نجيب محفوظ عبدالعزيز إبراهيم أحمد الباشا.
و للعلم نجيب محفوظ إسم مركب، و نسبه والده للطبيب نجيب باشا محفوظ الذي باشر ولادته و التي كانت ولادة متعسرة.
هو الحائز على جائزة نوبل في الأدب، لا؛ بل نوبل هي من حازته و تشرفت بدخوله قائمتها.
نشأ في الحارة و كتب عنها و تأثر بها في كل كتاباته، فهو واقع عاشه و من ثم كتبه و أبدع في وصفه و كتابته؛ أنت لا تقرأ عن الحارة بل هو يجعلك تعيش فيها.
ولد العالمي نجيب محفوظ في القاهرة بحي الجمالية عام 1911.
له أكثر من 40 كتاب و أكثر من 30 رواية و العديد من المقالات و الحوارات الصحفية.
كذلك كان له ما يقرب من 13 مجموعة قصصية و قد يصل عدد القصص المكتوبة على صفحات الصحف و المجلات إلى 50 قصة.
تعلم نجيب محفوظ الكثير من شخصين كانا لهما أثر كبير في حياته هما المفكر سلامة موسى و الشيخ مصطفى عبدالرازق.
عرابي، ريش، الفيشاوي؛ تلك كانت أهم الأماكن التى اعتاد أن يجلس فيها نجيب محفوظ لفترات طويلة من عمره.
و من هنا أيضا استلهم محفوظ الكثير من الحكايات من داخل القهاوي المصرية.
وهناك تعود الأديب الكبير على مقابلة أصدقائه الذين أطلقوا على نفسهم لقب ” الحرافيش “.
نجيب محفوظ لم يكن مجرد كاتب بل كان معجونا بالروح المصرية الأصيلة.
التدرج الوظيفي في حياة نجيب محفوظ:
حصل نجيب محفوظ على ليسانس الآداب و الفلسفة عام 1934.
ثم عمل كسكرتير في وزارة الأوقاف في الفترة بين 1938 و حتى 1945.
ثم عمل كمدير لمؤسسة القرض الحسن في وزارة الأوقاف حتى عام 1954.
ثم مديرا لمكتب وزير الإرشاد و بعدها رئيسا لهيئة الرقابة على المصنفات الفنية.
و استمر المشوار الوظيفي إلى أن انتهى به الحال كرئيس للمؤسسة العامة للسينما.
نجيب محفوظ و أولاد حارتنا:
أولاد حارتنا هي الرواية الأبرز في تاريخ نجيب محفوظ الأدبي.
و لعبت تلك الرواية دورا كبيرا في حصوله على جائزة نوبل.
لكنها أيضا أثارت الكثير من الجدل حوله، و كانت زريعة قوية لإنتقاده من الكثيرين و اتهموه بسببها اتهامات خطيرة.
و أكثر من انتقده كان من رجال الدين حيث اتهموه باستخدام الرمزية بشكل لا يليق و أتهم بالتطاول على الذات الإلهية.
الامر الذي أدى في النهاية لتعرضه لمحاولة اغتيال.
صدرت تلك الرواية عام 1967 لكنها صودرت و منعت من النشر حتى وقت قريب داخل مصر.
و للتوضيح كانت تلك الرواية بدأت على هيئة حلقات في الأهرام عام 1950 و ما هي إلا أيام و أوقف إصدارها في الجريدة.
و في 1995 تعرض نجيب محفوظ للطعن على يد شابين بتهمة الخروج عن الملة و تم إعدام الشابين فيما بعد.
نجيب محفوظ و الثلاثية :
هناك ثلاثيتان لنجيب محفوظ؛ إحداهما تاريخية و الأخرى واقعية.
و الثلاثية التاريخية هي الأسبق و هم ثلاث روايات: عبث الاقدار، رادوبيس و كفاح طيبة.
تناقش الأولى قضية بناء هرم خوفو و ما صار من أحداث داخل الأسرة الحاكمة.
بينما رادوبيس هي أسطورة فرعونية اقتبس منها قصة سندريلا.
أما عن كفاح طيبة فهي تتناول طرد الهكسوس من مصر.
و الثلاثية الأخرى هي ثلاثية مستوحاة من قلب الحارة المصرية و تحكي عن قصة حياة رجل شرقي يعيش حياته كما يحلو له و ليس لغيره حقوق و هو السيد أحمد عبدالجواد.
ثم يتناول بشكل مفصل حياة ابنه كمال في مراحل حياته المختلفة.
و الثلاثية تكونت من ثلاثة أجزاء هي بين القصرين، قصر الشوق و السكرية.
من مكتبة نجيب محفوظ :
لنجيب محفوظ عدد كبير من القصص و الروايات و التي تعتبر من اجمل ما كتب في الأدب الروائي العربي.
تميزت معظمها بالواقعية، مع قليل من الوجودية في كتاباته، و هي مستوحاة من واقع الحارة المصرية التي تربى فيها نجيب محفوظ.
من أهم ما كتب زقاق المدق، بداية و نهاية، السراب، خان الخليلي و القاهرة الجديدة.
و له أيضا السمان و الخريف، الكرنك، الحب تحت المطر،ميرامار، ثرثرة فوق النيل، اللص و الكلاب، حضرة المحترم و حديث الصباح و المساء.
و إجمالي كتاباته وصل إلى حوالي 375 ما بين كتاب رواية و قصة و مسرحية.
و هو أكثر من تم تمثيل أعماله على شاشات السينما و التليفزيون بين الأدباء.
زواج نجيب محفوظ :
تزوج نجيب محفوظ مرة واحدة فقط و كانت من السيدة عطية الله إبراهيم.
و أنجب منها ابنتين هما أم كلثوم و فاطمة.
و الغريب أيضا أن نجيب محفوظ كان قد أخفى خبر زواجه عن المحيطين به لفترة طويلة.
عن نجيب محفوظ:
لم يكن أبدا محفوظ محبا للسفر خاصة و إن كان خارج مصر؛ و قد عرف عنه أنه لم يغادر مصر إلا مرتين طول حياته.
حتى استلامه لجائزة نوبل؛ لم يذهب هو لاستلامها بل ارسل إحدى ابنتيه لاستلام الجائزة.
من رواياته التي تحولت لافلام: الثلاثية، السمان و الخريف، الفتوة، القاهرة 30، التوت و النبوت، الحب فوق هضبة الهرم و الحرافيش.
كان يهوى كرة القدم كما كان ذو مهارة عالية في تلك اللعبة.
كان رجلا يعشق النظام و لا يحب التغيير كثيرا و كان يضع روتينا ليومه لا يحيد عنه.
توفى في 29 أغسطس عام 2006 عن عمر يناهز 95 عام.
الأديب و الروائي نجيب محفوظ واحد من ألمع و أبرز كتاب الأدب الحديث بلا شك.
اترك تعليقاً