يوسف السباعي .. جبرتي هذا العصر و فارس الرومانسية

يوسف السباعي أو جبرتي هذا العصر؛ هكذا أطلق عليه الأديب و الروائي الكبير نجيب محفوظ.



لم يصفه محفوظ بذلك من فراغ؛ بل كان ذلك لكون يوسف السباعي مؤرخا لثورة يوليو منذ بدايتها من خلال أعماله و كتاباته.

أما عن فارس الرومانسية؛ فكان شابا حالما محبا للحب و السلام كما كان خريج الكلية الحربية و قائد لفرقة من فرق الفروسية بعد تخرجه.

و سماه توفيق الحكيم ب ” رائد الأمن الثقافي “؛ حيث تقلد يوسف السباعي مناصب رئاسية لأكثر من جمعية و مجلس عمل فيها كلها على إعلاء كلمة الفن و الثقافة.

هو يوسف محمد محمد عبدالوهاب السباعي، المولود في الدرب الاحمر بالقاهرة في يونيو عام 1917.

هو الابن الأكبر للأديب محمد السباعي الذي لطالما ارسل ابنه للمطابع بالكتابات الخاصة به.

فزرع في ولده حب الأدب و الثقافة و تأثر كثيرا الفتى ذو الرابعة عشر عاما بوفاة والده و أصيب بصدمة نفسية شديدة.

لكن لم ييأس الكاتب الصغير و أصر على أن يمشي على نفس الدرب، حتى أنه أكمل لوالده قصة الفيلسوف التي فارق الحياة قبل اكمالها.

تجلى شغفه بالأدب منذ الصغر و بدأ يكتب في مجلة المدرسة و أعجبت إدارة مدرسته بأعماله كثيرا و قاموا بنشر كتاباته و تولى هو أمور تلك المجلة.

وكان هو المسئول عن تحرير هذه المجلة حتى أنهى دراسته الثانوية بمدرسة شبرا الثانوية.

و مثلما تولى المسئولية في صغره، سار في نفسالطريق عندما كبر.

فكان يوسف السباعي من أكثر من تولى مناصب قيادية من أدباء عصره.



أما ماذا بعد ثانوية يوسف السباعي :

بعد أن أنهى المرحلة الثانوية إلتحق يوسف السباعي بالكلية الحربية.

الحق بسلاح الصواري و تولى قيادة إحدى فرق الفروسية.

كما عمل أيضا كمدرس لمادة التاريخى العسكري بالكلية.

و مديرا للمتحف الحربي بعدها.

و أنهى خدمته و هو على درجة عميد.

العمل في خدمة الأدب و الثقافة:

خلال فترة حياته تولى يوسف السباعي العديد من المناصب كرس وقته كله في خدمة الأدب و الثقافة من خلال تلك المناصب.

أنهى حياته كوزيرا للثقافة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات رحمهما الله.

حصل يوسف السباعي على دبلوم معهد الصحافة من جامعة فؤاد الأول بالقاهرة.

كما كان قد سبق و تولى رئاسة تحرير كلا من الأهرام و آخر ساعة و المصور.

كما تولى أيضا رئاسة نادي القصة و جمعية الأدباء.

و ترأس أيضا المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب و العلوم الاجتماعية.

كل ذلك بالإضافة لتوليه منصب نقيب الصحفيين المصريين.

كم كان ايضا سكرتيرا لمنظمة تضامن الشعوب الإفريقية والآسيوية.

كما ترأس مجلس إدارة مؤسسة (روزاليوسف) الصحفية.

و عين رئيسا لمجلس إدارة دار الهلال و رئيسا للمجلس الأعلى لإتحاد الإذاعة والتليفزيون.

من أعمال يوسف السباعي الادبية:

له حوالي 22 مجموعة قصصية و ما يقرب من 16 رواية أدبية.

من أبرز تلك الأعمال العمر لحظة، أرض النفاق، أم رتيية، رد قلبي، نادية و نحن لا نزرع الشوك.

و كلها أعمال تم استخدامها في السينما و التليفزيون.

هذا إلى جانب الآتى:

نائب عزرائيل – يا أمة ضحكت – إني راحلة – السقامات – بين أبو الريش وجنينة ناميش – الشيخ زعرب وآخرون – فديتك يا ليل – البحث عن جسد.

بين الأطلال – طريق العودة – جفت الدموع – ليل له آخر – أقوى من الزمن – لست وحدك – ابتسامة على شفتيه – أطياف – أثنتا عشرة امرأة – خبايا الصدور.

اثنا عشر رجلا – في موكب الهوى – من العالم المجهول – هذه النفوس – مبكى العشاق – هذا هو الحب.

اغتيال يوسف السباعي :

كان قد ذهب يوسف السباعي مع الرئيس السادات في زيارته التاريخية لإسرائيل و كان عين وزيرا للثقافة.

و غادر القاهرة متجها لقبرص لحضور فعاليات مؤتمر التضامن الأفروآسيوي الذي يرأسه.

و يفاجأ الجميع باثنين من المتطرفين يقوما باغتيال يوسف السباعي بل و احتجاز الرهائن.

و طلبا من الحكومة القبرصية توفير طائرة خاصة للهروب بها و استجابت الحكومة القبرصية لهما.

و كانت قد توجهت فرقة من القوات الخاصة المصرية للتعامل مع الوضع.

و غادرت الطائرة الأراضي القبرصية و رفضت العديد من الدول استقبالها و هبطت اضطراريا في جيبوتي.



ليسدل الستار و تنتهي قصة فارس الرومانسية الذي حفر اسمه جنبا لجنب مع كبار عصره من الكتاب أمثال يوسف ادريس، نجيب محفوظ و احسان عبدالقدوس.

فارق يوسف السباعي الحياة و هو لم يتجاوز الستين من عمره و لكن بعد أن ترك اسما بارزا في تاريخ الأدب المصري؛ أبدا لن يمحوه شيء.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *