غضروف الركبة.. تآكل غضروف الركبة.. تمزق و قطع غضروف الركبة.. ما هو و كيف نتعامل معه؟




غضروف الركبة هو الغضروف الموجود بين أسفل عظمة الفخذ و أعلى عظمة القصبة اللذان يشكلان سويا مع عظمة الرضفة مفصل الركبة.

إصابة غضروف الركبة واحدة من أشهر إصابات الغضاريف في الجسم.

هي إصابة معروفة للكثيرين كما هو الحال مع غضروف الظهر الذي لطالما يشتكي منه الكثيرون أيضا.

فالكثير منا يسمع عن قطع غضروف الركبة أو تمزقه أو يسمع عن تآكل غضروف الركبة.

ربما يسمع عنه من الطبيب المعالج له أو من شخص قريب له و يشتكي من أعراض مشابهه لحالته.

بمجرد أن يشعر الشخص بألم في ركبته يتبادر لذهنه أنه يعاني من مشكلة ما في غضروف الركبة.

مما يدفعه لتناول المسكنات بشكل كبير لتقليص الألم.

يدفعه ذلك القلق للتوجه للطبيب المختص للإطمئنان و معرفة ما يحدث.

ذلك حيث يؤثر ألم الركبة،  أيا كان مصدره، بشكل كبير على النشاط اليومي للشخص.

لنتعرف بشكل مبسط على غضروف الركبة و مشاكله و كيف يمكن التعامل معها؟




ما هو غضروف الركبة؟ 

في الحقيقة هو ليس غضروفا واحدا بل هما زوجان من الغضاريف بكل ركبة.

يتواجد أحدهما في الجزء الداخلي لمفصل الركبة و الآخر في الجزء الخارجي.

كلاهما على شكل هلال و لكن الغضروف الداخلي الركبة أكبر قليلا من الخارجي و الخارجي أكثر إستدارة من الداخلي.

و الأطراف الخارجية لكلا الغضروفين تكون أكثر إلتصاقا بالعظام من الأطراف الداخلية لها و ذلك عن طريق ما يسمى بالأربطة الناحية للغضروف.

الغضروف الخارجي له مساحة من الحركة أكثر مما هو متاح للغضروف الداخلي.

ينقسم كل غضروف لثلاثة أجزاء: جزء (قرن)  أمامي، جزء (قرن) خلفي و جزء أوسط (جسم الغضروف).

يتكون غضروف الركبة من غضاريف و ألياف و يحتوي بشكل أساسي على مادة الكولاجين التي يحتاجها لإكسابه القدر المطلوب من المرونة.

يكون توصيل الدم لكلا الغضروفين الداخلي و الخارجي جيدا من الأطراف الخارجية لهما بينما يضعف كثيرا في الأطراف الداخلية لهما.

يتحمل الغضروف الداخلي ما يقرب من ٥٠% من الوزن الواقع على الجانب الداخلي للركبة.

بينما يتحمل الغضروف الخارجي ما يقرب من ٨٠% من الوزن الواقع على الجانب الخارجي للركبة.

تتضاعف القوى الساقطة على الغضاريف ٢-٤ مرة أثناء المشي و ٦-٨ مرات أثناء الجري و القفز و الأنشطة الأخرى.

لهذا فبدون غضاريف الركبة تتزايد القوى الواقعة على سطح عظمة القصبة العلوي مما يزيد من فرص حدوث الخشونة مبكرا.

اقرأ أيضا  العضلة الضامة .. الإصابة و العلاج

أهمية و وظيفة غضروف الركبة :

١) العمل على ثبات مفصل الركبة و تلائم شكل طرفي المفصل (أسفل الفخذ و أعلى القصبة).

٢) التحكم في حركة مفصل الركبة الدائرية و كذلك الحركة الإنزلاقية المفصل.

٣) توزيع القوى الساقطة على مفصل الركبة، فأثناء فرد المفصل يتحمل الغضروف ٥٠% منها و أثناء ثنيه يتحمل ٩٠% من تلك القوى.

٤) إمتصاص الصدمات المختلفة الواقعة على المفصل أثناء الأنشطة اليومية مثل المشي، الركض و إستخدام الدرج.

أيهما أكثر عرضة للإصابة، غضروف الركبة الداخلي أم الخارجي: 

الغضروف الداخلي هو الأكثر عرضة للإصابة.

ذلك كونه أكثر ثباتا و أقل حركة من الخارجي.

غضروف الركبة الداخلي أكثر إلتصاقا لغشاء المفصل و الرباط الداخلي للركبة.

بينما الغضروف الخارجي لا يرتبط بالرباط الخارجي للركبة و لهذا فله حرية كبيرة في الحركة.

إلى جانب أن مساحته أكبر من مساحة الغضروف الخارجي.

حيث أن سطح عظمة القصبة المواجه الغضروف الداخلي أكبر حجما من ذاك المواجه الخارجي.

إصابات و أمراض غضروف الركبة: 

تنقسم إصابات و أمراض غضروف الركبة إلى قسمين:

١) إصابات حادة:

كتمزق و قطع غضروف الركبة نتيجة لثني مفصل الركبة أو إلتواءه الحاد حينما تكون الساق في وضع يقع عليها في وزن أثناء ممارسة أحد الأنشطة.

هو أكثر شيوعا مع الشباب وصغار السن خاصة الرياضيين.

٢) تآكل غضروف الركبة:

و هذا هو الأكثر شيوعا مع كبار السن.

٦٠% ممن قد تجاوزوا الخامسة و الستين من العمر يعانون من هذه المشكلة.

ذلك حيث تقل ليونة و مرونة الغضروف مع تقدم العمر و يفقد الكثير من الماء و الكولاجين بداخله.

معلومات عن تمزق غضروف الركبة الحاد و التآكلي: 

– غالبا ما يحدث في المحور الطولي و ليس العرضي الغضروف.

– أغلب القطع و الفصل الحادث لجزء من الغضروف يحدث بشكل رأسي و ليس أفقي.

– في حالة ما أن إنفصل جزء من الغضروف و ظل ملتصقا بالعظام من طرفيه الأمامي و الخلفي تسمى هذه الإصابة ب “يد الدلو” فهي تشبهه كثيرا.

– إذا ما كانت الإصابة في أحد الأطراف الحرة الغضروف فإنها تترك قطع يشبه اللسان ممتدا للأمام أو الخلف على حسب مكانه هل في الجزء الأمامي أم الخلفي الغضروف.

– إذا ما كان الجزء المقطوع أو المتمزق في منتصف الركبة فإن هذا يؤدي لغلق مفاجيء لمجال الحركة (locking).

اقرأ أيضا  الرباط الصليبي الأمامي و الخلفي .. ما هي اعراض الرباط الصليبي ؟ .. ما تريد أن تعرف عن عملية الرباط الصليبي

– الإصابات الأفقية في الغضروف غالبا ما تكون تآكلية و ليست حادة.

– تآكل غضروف الركبة من الممكن أن يصاحبة تكيسات مفصلية.

– نظرا لضعف توصيل الدم لل غضروف فإن الإلتئام التلقائي لإصاباته غير وارد إلا في الثلث الخارجي فقط منه.

حيث يعتمد هذا الجزء على تغذية دموية من الغشاء المحيط بالمفصل و الغشاء السينوفي.

تقسيم تمزق غضروف الركبة بناء على مكانه: 

– الغضروف الداخلي أو الخارجي.

– الجزء الأمامي، الأوسط أو الخلفي من الغضروف في المحور الأمامي الخلفي المفصل.

– الثلث الأول (الطرفي) ،  الثاني (الأوسط), الثالث (الداخلي) في القطاع العرضي للغضروف.

و الأخير هو الذي يحدد إمكانية الإصلاح من عدمه طبقا للتغذية الدموية كما تكلمنا عليها من قبل.

– طبقا لشكل القطع أو التمزق:

طولي- يد الدلو (و قد تكون مفصولة بشكل كامل) – أفقي – ما يشبه منقار الببغاء – شكل قطري – تآكل غير منتظم – معقد (يأخذ أكثر من شكل في نفس القطع).

– قطع كامل أو قطع جزئي.

– قطع ثابت أو غير ثابت.

الصورة الإكلينيكية (أعراض قطع الغضروف): 

– يحدث التمزق التآكلي غالبا مع كبار السن.

– التمزق الحاد يحدث في سن الشباب نتيجة لإلتواء المفصل خاصة أثناء ممارسة الرياضة.

– الألم و التورم.

– حدوث ما يشبه غلق لحركة المفصل أثناء الثني الجزئي المفصل.

– غلق المفصل يعني عدم القدرة على فرد المفصل بشكل كامل (خاصة مع تمزق الغضروف الذي يشبه يد الدلو).

– يحدث ضعف لعضلات الفخذ على المدى البعيد.

– تقل الأعراض بالراحة و تزيد بالمجهود.

– يزداد الألم مع أنشطة معينة مثل صعود و نزول الدرج، وضع السجود في الصلاة و وضع القرفصاء (يحدث ذلك بشكل واضح مع التآكل في كبار السن).

تشخيص قطع و تمزق غضروف الركبة:

– أشعة X:  تساعد في التشخيص إلى حد ما فقد تعطي نظرة عن حالة العظام.

– الرنين المغناطيسي هو الأكثر دقة في التشخيص.

الرنين المغناطيسي ذو حساسية عالية من الناحية التشخيصية في حالة تمزق غضروف الركبة.

– المنظار التشخيصي:

قد يضطر الطبيب المعالج لعمل منظار تشخيصي للركبة لإستكشاف المفصل و ما به من إصابات.

إصابات أخرى بمفصل الركبة تعطي صورة إكلينيكية مشابهة لتمزق الغضروف: 

– قطع الرباط الصليبي.

– قطع الرباط الخارجي لم فصل الركبة.

– كسر بنتوء أعلى سطح عظمة القصبة.

اقرأ أيضا  الخشونة مرض الشيخوخة العنيد (خشونة المفاصل-خشونة الركبة-آلام المفاصل)

– خلع الرضفة المتكرر.

– تكون أجسام و زيادات عظمية داخل المفصل كما يحدث مع الخشونة.

علاج تمزق غضروف الركبة: 

١) العلاج التحفظي: 

– في حالات تآكل الغضروف الغير صالحة للتدخل الجراحي لوجود موانع صحية أخرى.

– في حالات التمزق الحاد بالثلث الطرفي الغضروف، من الممكن إعطاء الفرصة للإستشفاء دون تدخل جراحي.

و في حالة عدم التحسن يجب التدخل جراحيا.

– إستخدام المسكنات دون الإفراط في ذلك.

– عمل جلسات العلاج الطبيعي لتقليل الألم و العمل على تقوية عضلة الفخذ لتقليل الحمل الواقع على المفصل.

– في حالة قفل او غلق مفصل الركبة نتيجة لتمزق الغضروف يمكن محاولة فردها عن طريق ثني الركبة مع حركة دائرية بسيطة.

في حالة فشل تلك الطريقة يمكن التدخل جراحيا.

٢) التدخل الجراحي: 

– دواعي التدخل الجراحي بالمنظار:

قفل الركبة – تكرار الأعراض و فشل الطرق التحفظات – تداخل الألم مع النشاط اليومي للمريض و عدم قدرته على التعايش معه.

– يمكن إصلاح قطع و تمزق الغضروف بالمنظار في حالة أن كان في الثلث الطرفي الخارجي من الغضروف حيث توجد تغذية دموية جيدة.

– بخلاف ذلك يتم إستئصال الجزء المصاب من غضروف الركبة.

– قد يؤدي الإستئصال الكامل الغضروف إلى عدم ثبات المفصل و خشونة المفصل.

– تتزايد نسبة حدوث الخشونة في حالة وجود إصابات مصاحبة لقطع الغضروف مثل قطع الرباط الصليبي.

– التدخل الجراحي الصريح دون إستخدام المنظار أصبح من التدخلات الجراحية النادرة الإستخدام.

حيث أصبح إستخدام المنظار في إصابات الركبة هو الحل الأمثل في الحالات التي تحتج لتدخل.

فالمنظار يعتبر من الجراحات البسيطة التي لا تحتاج سوى فتحتين صغيرتين في الركبة دون الحاجة لفتح جراحي كبير.

بالتالي فإنه يمكن تفادي مضاعفات كثيرة للجراحة.

– في حالة ظهور الألم و التيبس بعد التدخل بالمنظار من الممكن اللجوء المسكنات و العلاج الطبيعي و تمارين مفصل الركبة.



المضاعفات: 

– مضاعفات التدخل الجراحي الوارد حدوثها و أهمها العدوى البكتيرية داخل المفصل.

يمكن تجنب ذلك بإتباع التعليمات الخاصة بالتعقيم و مكافحة العدوى.

خشونة المفصل.

– عدم ثبات المفصل.

– ضعف في العضلات و يجب التعامل مع ذلك من خلال العلاج الطبيعي و التمرينات المطلوبة للتأهيل.

حاولنا بقدر الإمكان الحديث عن غضروف الركبة و إصابته بشكل بسيط و مختصر، عافانا الله و إياكم من شر و سوء.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *