جراحة الغدة الدرقية : متى يتم استئصال الغدة الدرقية و ماهى مضاعفات الجراحة ؟
تعد الغدة الدرقية من أهم الغدد الصماء بالجسم، و التى تؤثر على الحالة العامة للجسم بشكل كبير.
كما تعتبر أمراض الغدة الدرقية من أكثر أمراض الغدد الصماء انتشارا بعد مرض السكرى.
و لهذا نشأت الحاجة إلى جراحة استئصال الغدة الدرقية كجزء من علاج أمراضها المتنوعة ( تضخم الغدة أو التهابها أو الأورام أو زيادة نشاطها).
الغدة الدرقيةسنحاول معا فى هذا المقال الإجابة على بعض الأسئلة التى تدور فى ذهن المرضى عن هذه الجراحة بشكل ميسر يساعد المرضى على فهمها.
متى يتم عمل جراحة استئصال الغدة الدرقية ؟
يتخذ قرار الجراحة بناءا على عدة عوامل منها شكوى المريض نفسه، و رؤية الجراح للحالة، بالتزامن مع نتائج التحاليل و الفحوصات الخاصة.
و يمكن إجمال دواعى الجراحة كالتالى:
الأورام الخبيثة ( سرطان الغدة الدرقية).
نشاط الغدة الدرقية المفرط ( تسمم الغدة الدرقية ) و خاصة بعد فشل العلاج الطبى.
تضخم الغدة الدرقية الحميد إذا تسبب فى بعض المضاعفات مثل صعوبة البلع أو التنفس أو تغير صوت المريض.
تأثر شكل الرقبة للمريض ( يحددها المريض نفسه).
تضخم الغدة الدرقية
هل هناك تحضير خاص قبل جراحة الغدة الدرقية ؟
يحتاج المريض لعمل فحوصات روتينية قبل الجراحة مثل صورة الدم و وظائف الكلى و الكبد وسيولة الدم، و ذلك مثل أى جراحة أخرى.
كما يتم عمل وظائف الغدة الدرقية قبل الجراحة، و تحديد نسبة الكالسيوم فى الدم.
و يحتاج مريض نشاط الغدة إلى تضبيط نسبة الهرمونات الدرقية قبل الجراحة مع تنظيم معدل ضربات القلب باستخدام بعض الأدوية مثل الإندرال.
أما مريض السرطان فيتم عمل أشعات مقطعية و مسح ذرى و دلالات أورام درقية قبل الجراحة، والتى تستخدم للمقارنة بعد الجراحة فى تحديد خطة العلاج.
و يفضل فحص الحنجرة قبل الجراحة و التأكد من حالة و وضع الأحبال الصوتية، إما باستخدام منظار الحنجرة أو باستخدام المرايا العاكسة.
و ذلك لأنه يوجد نسبة من الأشخاص العاديين مصابين بشلل فى أحد الأحبال الصوتية قبل الجراحة، بدون ظهور أعراض على الشخص أساسا، وهذا الجزء من المرضى قد يكون عرضة لبعض المضاعفات بعد الجراحة.
كما ينبغى عمل المنظار الحنجرى للمرضى الذين عانوا من تغير فى الصوت مؤخرا بعد ظهور ورم بالغدة الدرقية ، لاحتمال إصابة أحد أعصاب الحنجرة المتحكمة فى صوت المريض.
كيف يتم عمل جراحة استئصال الغدة الدرقية ؟
يخضع المريض للتخدير الكلى لأداء الجراحة.
يتم عمل الجراحة من خلال جرح أسفل العنق يسهل الوصول للغدة و ما حولها.
مكان جرح استئصال الغدة الدرقيةحيث يقوم الجراح باستئصال الغدة الدرقية من فوق مجرى الهواء مع الحفاظ على أعصاب الحنجرة و الغدد الجاردرقية المسئولة عن مستوى الكالسيوم فى الجسم.
يظل المريض فى المستشفى لمدة يوم أو يومين ويخرج بعد الاطمئنان على الجرح وعلى الحالة العامة له.
ما هى المضاعات المتوقعة بعد جراحة استئصال الغدة الدرقية ؟
قد تحدث بعض المضاعفات الواردة بعد الجراحة نظرا لطبيعة الجراحة و مكانها و دقتها.
و قد تحدث بعض هذه المضاعفات فورا بعد الجراحة أو بعدها بمدة طويلة.
من أمثلة هذه المضاعفات ما يلى :
- النزيف
غالبا ما يحدث فى أول يوم بعد الجراحة وقد يحتاج لتفريغ التجمع الدموى فى غرفة العمليات، لاحتمال اختناق المريض بسببه.
- تورم الحنجرة
غالبا ما تتحسن الحالة مع الوقت و مع بعض العلاجات الدوائية.
قد تحتاج بعض الحالات القليلة جدا وضع أنبوبة حنجرية للمريض للحفاظ على مجرى الهواء.
- تغير فى الصوت نتيجة إصابة أعصاب الحنجرة المسئولة عن الصوت
قد تتغير نغمة الصوت و تظهر بحة جديدة فى الصوت ( عند إصابة العصب الراجع الحنجرى).
أو ربما يصبح الشخص غير قادر على التكلم بنبرة حادة أو مرتفعة ( عند إصابة العصب الحنجرى العلوى).
تتحسن الكثير من الحالات بعد عدة أيام أو أسابيع مع بعض العلاجات و التمارين الصوتية.
فى بعض الحالات النادرة يسوء الوضع وقد يصاب المريض بالاختناق بعد الجراحة، نتيجة إصابة الأعصاب على الناحيتين.
فى هذه الحالة قد يحتاج المريض لعمل شق حنجرى أو إدخال أنبوبة حنجرية للحفاظ على مجرى التنفس.
- نقص الكالسيوم بعد الجراحة
يكون ذلك بسبب تأثر الغدد الجاردرقية بالجراحة أو تأثر الإمداد الدموى الخاص بها.
أغلب الحالات تتحسن تلقائيا مع مرور الوقت.
بعض الحالات قد تحتاج لتناول أقراص الكالسيوم و فيتامين د كعلاج لمدة أسابيع بعد الجراحة.
تظهر الأعراض على شكل تنميل فى الأطراف و فى الوجه و حول الشفتين، وفى أسوأ الحالات قد تسبب تشنجات عضلية عنيفة فى اليدين.
أعراض نقص الكالسيومفى الحالات الشديدة قد يحتاج المريض للحجز بالمستشفى لإعطاء العلاجات عن طريق الوريد.
- التهاب الجرح أو الإصابة بالعدوى أو التئام الجرح بشكل سيىء
من المضاعفات نادرة الحدوث، و تتحسن مع العلاجات الموضعية.
- ارتجاع تسمم الغدة أو الورم مرة أخرى
قد تحتاج لإزالتها جراحيا مرة أخرى.
- خمول الغدة الدرقية
يحدث هذا الخمول بسبب عدم التزام المريض بالعلاج بالجرعة المحددة، وعدم المتابعة الجيدة بعد الجراحة.
المتابعة بعد الجراحة
يحتاج المريض بعد الاستئصال الكامل للغدة إلى متابعة مستوى الهرمونات كل فترة ( هرمون الدرقين )، مع ضبط جرعة الدواء التعويضى حسب احتياج الجسم.
غالبا ما تؤخذ جرعة الدواء صباحا قبل الإفطار.
يجب تحليل الغدة الدرقية المستأصلة باثولوجيا، وفى حالات السرطان يخضع المريض لعلاجات خاصة مثل العلاج باليود المشع أو العلاج بهرمون الدرقين عالى الجرعة.
ينبه على أن مضاعفات هذه الجراحة ممكنة الحدوث بنسب تتراوح من 1 – 5 % لكل منها على حدة.
و تقل هذه النسبة مع الجراحين المتخصصين فى جراحات الغدة الدرقية وجراحات الرقبة.
كما أن أغلب مضاعفات الجراحة يمكن التعامل معها إن شاء الله، وتتحسن مع الوقت.
يجب مراعاة رأى الطبيب المختص قبل و بعد الجراحة، حيث أن لكل مريض خصوصية فى العلاج.
اترك تعليقاً