الالتهاب الخلوى : ما هى أعراض الالتهاب الخلوى و أسبابه و كيفية علاج الالتهاب الخلوى ؟

يعد الالتهاب الخلوى من أشهر المشكلات الصحية التى تقابل أطباء الجراحة و الجلدية.

كما أنه يتزامن حدوثه مع العديد من الأمراض المنتشرة كمرض السكرى أو بعد العديد من الجراحات الشائعة.

نتعرف معا فى هذا المقال على هذه المشكلة بشكل سهل و ميسر إن شاء الله تعالى.

ما هو الالتهاب الخلوى ؟

هو التهاب أنسجة الجلد و ما تحته من أنسجة نتيجة انتشار العدوى البكتيرية بهذه الطبقات.

التهاب خلوى غالبا ما يحدث فى الأطراف و خصوصا الطرف السفلى. فى بعض الأحيان يصاحبه شقوق فى الجلد ( جرح أو إصابة أو مكان للحقن)

ما هو التهاب النسيج الخلوي؟

يتكون الجلد من عدة طبقات متراصة فوق بعضها، تبدأ من الأعلى بالبشرة من ثم الأدمة وأخيرا ما يعرف بالنسيج تحت الجلد كما وتتكون هذه الطبقة من خلايا شحمية بالإضافة لبعض الخلايا الأخرى.

ويمكن تعريف حالة التهاب النسيج الخلوي أو كما تسمى التهاب الهَلَل، أنها عدوى جرثومية تنتشر في الجلد والنسيج تحت الجلد وقد تمتد للطبقات الأعمق، وقد تصل هذه العوامل من خلال أي جرح أو شق موجود في الجلد.

كما قد تظهر في أي جزء من الجسم إلا أنها أكثر شيوعاً في القسم السفلي من الساقين.

إن أي شخص معرض للإصابة بهذه الحالة وبكل الأعمار، إلا أنه في إحدى الدراسات لوحظ وجود زيادة في نسبة الإصابة كلما تقدم العمر. وذلك دون وجود فروق في النسبة بين الذكور والإناث، أي احتمال اصابة أي من الجنسين متساوٍ.

أسباب الالتهاب الخلوى و المرضى الأكثر عرضة له

تعتبر الإصابة بالبكتيريا هى السبب الرئيسى لظهور الالتهاب الخلوى ( بكتريا عنقودية أو مكورة).

اقرأ أيضا  الجروح بعد الجراحة : كيفية الاعتناء بالجروح بعد الجراحة و كيف يلتئم الجرح؟

يوجد بعض العوامل التى تتسبب أو تساعد على انتشار المرض مثل:

  • نقص المناعة ( كمرض الإيدز أو بسبب بعض الأدوية كمثبطات المناعة).
  • الإصابة بمرض السكرى.
  • جراحات استئصال الغدد الليمفاوية مثل جراحات الثدى أو جراحات أورام القدمين.
  • الإصابة ببعض الفيروسات مثل فيروسات الكبد.

أعراض الالتهاب الخلوى

تظهر بعض الأعراض على منطقة الجلد المصابة مثل:

  • احمرار الجلد.
  • ارتفاع حرارة الجلد أو دفئ الجلد عن المنطقة المحيطة به.
  • تورم المنطقة المصابة.
  • ألم فى الجزء المصاب و خصوصا عند الضغط عليه.

كما قد يصاحب الالتهاب الخلوى أعراض عامة مثل الحمى أو الإعياء العام.

علاج الالتهاب الخلوى

يشتمل العلاج على شقين أساسيين، و هما العلاج العام و الموضعى

العلاج العام يشتمل على:

المضادات الحيوية

  • المضادات الحيوية عن طريق الفم ( و ربما يحتاج المريض للمضادات الحيوية عن طريق الوريد فى الحالات الشديدة).
  • مضادات الالتهاب و التورم : قد تستخدم فى بعض الحالات.
  • خافضات الحرارة فى حال وجود حمى بعد عمل كمادات الثلج أو الماء البارد.
  • الإكثار من السوائل و العصائر.

العلاج الموضعى و يشتمل على:

  • عمل كمادات خلات الرصاص أو البيتادين على طول المنطقة المصابة ( من مرة إلى  3 مرات يوميا).
  • وضع الذراع أو القدم مرفوعا قليلا أو على وسادة لتخفيف الألم و تقليل التورم.

رفع الطرف المصاب بالالتهاب الخلوى

كيف يُمكن تشخيص الالتهاب الخلوي؟

من المحتمل أن يكون طبيبك قادرًا على تشخيص الالتهاب الخلوي، ولكنه سيجري اختبارًا جسديًا لتحديد مدى حالتك.

قد يكشف هذا الاختبار عن:

  • تورم في الجلد.
  • احمرار المنطقة المصابة.
  • تورم الغدد.

اعتمادًا على شدة الأعراض قد يرغب الطبيب في مراقبة المنطقة المصابة لبضعة أيام لمعرفة إذا كان الاحمرار أو التورم منتشرًا.

في بعض الحالات قد يقوم الطبيب بإجراء سحب الدم، أو أخذ عينة من الجرح لاختبار وجود البكتيريا.

اقرأ أيضا  هل توجد مخاطر من تناول المضادات الحيوية: 8 خرافات لا يجب أن تصدقها

ملاحظات هامة مع علاج الالتهاب الخلوى

مدة العلاج تترواح من عدة أيام لعدة شهور !!! و خاصة فى حالات البكتريا المستعصية.

مع بدء العلاج قد ترتفع الحرارة قليلا أو تزداد المنطقة الحمراء لمدة يوم أو يومين، ثم يبدأ التحسن بعد ذلك.

قد يحدث ذلك بسبب انطلاق بعض السموم الناتجة عن استخدام المضاد الحيوى و أثره القاتل على البكتريا.

يفضل الذهاب للطبيب لاستكمال الفحص و العلاج و خاصة فى الحالات الآتية:

  • عدم الاستجابة للعلاج المبدئى.
  • بقاء بعض الأعراض لمدة طويلة.
  • وجود آلام شديدة بالقدم.
  • بقاء الألم بعد زوال باقى الأعراض ( لاحتمال وجود أسباب أخرى كالكسور فى العظام أو التهابات فى الأنسجة الأعمق).
  • تدهور الحالة الصحية العامة ( لاحتمال انتشار العدوى لمناطق أخرى من الجسم).

مضاعفات التهاب النسيج الخلوي

في بعض الأحيان يمكن أن ينتشر الالتهاب الخلوي في جميع أنحاء الجسم، ويدخل العقد الليمفاوية ومجرى الدم، وفي حالات نادرة يُمكن أن يدخل في طبقات أعمق من الأنسجة.

تشمل المضاعفات المحتملة التي يُمكن أن تحدث ما يأتي:

  • عدوى الدم.
  • عدوى العظام.
  • الغرغرينا.

تشخيص التهاب النسيج الخلوي

تعتبر حالات التهاب النسيج الخلوي سهلة التشخيص، حيث إنها لا تحتاج سوى لنظرة من قبل الطبيب بالإضافة لتفاصيل شكوى المريض، لتحديد الحالة المسببة للأعراض.

يعتمد الطبيب في الفحص السريري على إيجاد العلامات التالية:

  • الاحمرار والإيلام والوذمة مكان الإصابة
  • تسريب للقيح في حال كان هناك خراج محتمل
  • ضخامة العقد اللمفاوية في المنطقة المجاورة للإصابة
  • قد يقوم برسم حدود الاحمرار الموجود لتقييم شدة وامتداد الآفة خلال الأيام التالية

اعتماداً على شدة الإصابة، قد يطلب الطبيب مجموعة من الفحوص الإضافية، والتي تشمل:

  • تعداد دم وصيغة (CDC)
  • زرع الدم لتحديد العامل المُسبب
  • زرع أي سائل يخرج من منطقة الإصابة
  • أخذ خزعة في حالات محددة، لنفي أمراض أخرى محتملة
اقرأ أيضا  عملية تقشير الرئة بالمنظار، وأهم المعلومات.. مخاطر تقشير الرئة بالمنظار

الوقاية من التهاب النسيج الخلوي

يمكن عبر عدة إجراءات وتوصيات تقليل فرص الإصابة بالتهاب النسيج الخلوي. وتتضمن التوصيات ما يلي:

  • ارتداء أدوات الحماية اللازمة عن ممارسة الرياضة في الخارج، تجنباً لأي جرح محتمل.
  • يُفضل ارتداء ملابس طويلة الأكمام عند الخروج للتنزه في الغابة أو حديقة الحيوان أو المصانع وذلك للحماية من حدوث خدوش.
  • عدم التجول عراة الأقدام
  • تجنب السباحة في حال وجود شقوق أو جروح في مناطق الجسم سواء كانت السباحة في المياه المالحة أو العذبة
  • العناية الجيدة بالجروح عند الإصابة بها مثل التنظيف وتطبيق مرهم الصادات وتبديل الضمادت بشكل يومي أو عند اتساخها
  • العناية بالنظافة الشخصية
  • مراجعة الطبيب في حال التعرض لجرح كبير أو كان المتسبب حيوان

مما سبق يتضح للقارىء بعض المعلومات الهامة عن هذه المشكلة المنتشرة و التى من الممكن تلافيها بالتشخيص الصحيح و اتباع التعليمات والإرشادات.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *