يوم عاشوراء فى القرآن الكريم و فضل صيام عاشوراء فى السنة المطهرة

يعد يوم عاشوراء من أعظم الأيام الفاصلة فى التاريخ الإنسانى بين الحق و الباطل. كيف لا وهو اليوم الذى نصر الله فيه كليمه موسى عليه السلام على عدوه الطاغية فرعون. يوم أهلك الله فيه من نسب لنفسه الألوهية و استجبر هو و جنوده فى الأرض بغير الحق، فاستحقوا العقاب و النكال. كان يوما من أيام الله، انتهى بأية من أعظم المعجزات ..

روى البخاري، ومسلم في صحيحيهما واللفظ لمسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما:

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فوجد اليهود صياماً يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما هذا اليوم الذي تصومونه؟”

فقالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه، وأغرق فرعون وقومه، فصامه موسى شكراً، فنحن نصومه.

فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “فنحن أحق وأولى بموسى منكم”، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.

لنتأمل معًا ذكرى هذا اليوم المهيب فى القرآن الكريم

يوم عاشوراء فى القرآن الكريم

شق البحر

وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ  ( 50) (البقرة)

فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ  (136) وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ  (137) (الأعراف)

وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ  (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ  (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ  (92) (يونس)

فَأَرَادَ أَنْ يَسْتَفِزَّهُمْ مِنَ الْأَرْضِ فَأَغْرَقْنَاهُ وَمَنْ مَعَهُ جَمِيعًا  (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا  (104) (الإسراء)

وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا لَا تَخَافُ دَرَكًا وَلَا تَخْشَى  (77) فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ فَغَشِيَهُمْ مِنَ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ  (78) وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى  (79) (طه)

لنستكمل الرحلة القرآنية الأخاذة عن يوم عاشوراء

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ  (52) فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ  (53) إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ  (54) وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ  (55) وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ  (56) فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ  (57) وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ  (58) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ  (59) فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ  (60) فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ  (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ  (62) فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ  (63) وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ  (64) وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ  (65) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ  (66) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ  (67) وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ  (68) (الشعراء)

وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لَا يُرْجَعُونَ  (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ  (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ  (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُمْ مِنَ الْمَقْبُوحِينَ  (42) (القصص)

فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ  (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ  (55) فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفًا وَمَثَلًا لِلْآخِرِينَ (56) (الزخرف)

فَدَعَا رَبَّهُ أَنَّ هَؤُلَاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ  (22) فَأَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ  (23) وَاتْرُكِ الْبَحْرَ رَهْوًا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ  (24) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (25) وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ  (26) وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ  (27) كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ (28) فَمَا بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ وَمَا كَانُوا مُنْظَرِينَ  (29) (الدخان)

وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ  (38) فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ وَقَالَ سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ  (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ  (40) (الذاريات)

وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ  (41) كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُقْتَدِرٍ  (42) (القمر)

غرق فرعون

ومضات قرآنية سريعة من ذكرى يوم عاشوراء

  • من أسباب هلاك الأمم الظالمة ( كذبوا بآياتنا و كانوا عنها غافلين ) ( و ظنوا أنهم إلينا لا يرجعون ).
  • من أسباب النصر و التمكين فى الأرض ( بما صبروا ).
  • الإيمان لا ينفع بعد فوات الوقت ( حتى إذا أدركه الغرق …).
  • ليس كل كبير أو معظم يطاع ( يقدم قومه فأوردهم النار) ( و أضل فرعون قومه و ما هدى).
  • هلاك الأمم السابقة و الإعلام به للاتعاظ و أخذهم مثلا ( سلفا و مثلا للآخرين ) ( فانظر كيف كان عاقبة الظالمين ).
اقرأ أيضا  آية الكرسي .تفسير آية الكرسي .من خواطر الإمام الشعراوي رحمه الله

خير ما يقال في يوم عاشوراء

يوم عاشوراء من البداية للنهاية

  • يبدأ المشهد المهيب ليلا ( فأسر بعبادى ليلا إنكم متبعون).
  • تحرك الظالمون خلفهم بعد أن جمعوا عدتهم و لحقوا بهم مع الشروق ( فأتبعوهم مشرقين) أو أنهم تحركوا ناحية الشرق.
  • يتأزم الوضع و تتقارب المسافة بين الإيمان و الكفر ( تراءى الجمعان)، حتى يرى كل فريق منهم الآخر.
  • ذروة المشهد الرهيب تتشكل بين جماعتين إحداهما قليلة العدد مستضعفة ( لشرذمة قليلون). والأخرى جيش مسلح كثيف ( فأرسل فرعون فى المدائن حاشرين). فى موقف تقف معه أسباب الدنيا عاجزة عن نصرة أهل الحق. وتنهار المعنويات و تبلغ القلوب الحناجر ( إنا لمدركون) فماذا يبقى ؟
  • يبقى ثبات و ثقة أولى العزم من الرسل ( كلا إن معى ربى سيهدين)
  • ثم تأتى المعجزة المبهرة بفلق البحر ( فكان كل فرق كالطود العظيم).
  • لقد كانت هذه المعجزة وحدها كافية لأن يؤمن فرعون و قومه، و لكنه الكبر و الجحود ( فأتبعهم فرعون و جنوده )، مع أنه حتى كان من الممكن أن يتركهم ولا يتبعهم و بهذا يتخلص منهم، و لكن ….
  • الحقد وغشاوة الكفر لا تترك للعقل مكانا للعمل، فتكون النتيجة الحتمية ( فكان من المغرقين) ( فأغرقناهم أجمعين) ( أخذ عزيز مقتدر).
  • وأما من صبروا ( كذلك و أورثناها قوما آخرين ) ( و تمت كلمة ربك الحسنى على بنى إسرائيل).
  • ومن تمام فضل الله على موسى و بنى إسرائيل أن أهلك عدوهم أمام أعينهم ( و أنتم تنظرون).
  • إن التأمل و التدبر فى آيات الله يفتح أفاق العلم و المعرفة، ويفتح القلوب و يطلق الروح و ينزل السكينة على المؤمنين، فلله الحمد على نعمة كتابه الكريم.

أحب الأعمال في يوم عاشوراء

حكم صيام عاشوراء دون تاسوعاء

فضل يوم عاشوراء و صيام عاشوراء فى السنة النبوية

صيام يوم عاشوراء

  • صيامه يكفر السنة الماضية:

ففي صحيح مسلم أن رجلا سأل رسول الله عن صيام عاشوراء فقال: “أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”.

والمراد أنه يكفر الصغائر، وهو على نصف فضل يوم عرفة؛ لأن يوم عرفة سنة المصطفى صلى اللّه عليه وسلم، ويوم عاشوراء سنة موسى عليه السلام.

فجعل سنة نبينا  صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم تضاعف على سنة موسى في الأجر.

  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يتحري صيام هذا اليوم:

فقد روى ابن عباس قال: “ما رأيت النبي يتحرى صوم يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم يوم عاشوراء” [البخاري].

  • وقوع هذا اليوم في شهر الله المحرم الذي يسن صيامه:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أفضل الصيام بعد صيام رمضان شهر الله المحرم” [الترمذي وقال: حديث حسن].

  • و يفضل أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع” [مسلم ].

وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب :

  1.  صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها .
  2.  صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث .
  3.  صوم العاشر وحده، ولا يكره على الصحيح إفراد اليوم العاشر بالصوم كما قال العلماء.

ومن اللمحات اللطيفة عن يوم عاشوراء هو اهتمام النبى صلى الله عليه وسلم بحدث عظيم نصر الله فيه المؤمنين من مئات السنين ، وفيه تتجلى أخوة الأنبياء و وحدة دعوتهم على مر التاريخ و أحقية هذه الأمة بكل الأنبياء.

فلا تضيع يا أخى هذه الفرصة العظيمة من المنح الإلهية غفر الله لنا و لكم

قول الفقهاء في صوم عاشوراء 

أي يوم هو عاشوراء ؟

  • قال ابن قدامة رحمه الله في المغني ( 4/441 ) :فإن عَاشورَاءَ هوَ الْيَوْم الْعَاشِر مِنْ الْمحَرَمِ . وَهَذَا قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ , وَالْحَسَنِ ; لِمَا رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ , قَالَ : ” أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِصَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، يوم الْعَاشِرِ ” . رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ( 759) وَقَالَ : حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ انتهى .
  • قلت : والحديث صححه الألباني ، وهو قول جمهور العلماء . وَجاء عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ : هو التَّاسِعُ ، وَروى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَصُومُ التَّاسِعَ . أَخْرَجَهُ الترمذي . والأول أصح وأشهر ومقتضى اللغة ، وأن التاسع هو تاسوعاء  .

استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء

  • روى عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال : حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ. قَالوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ. إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ ” قَالَ : فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . رواه مسلم (1916) .
  • قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون : يستحب صوم التاسع والعاشر جميعا ; لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر , ونوى صيام التاسع .
  • وعلى هذا فصيام عاشوراء يصوم  أن يصام وحده ، والأفضل أن يصام التاسع معه ، وكلّما كثر الصّيام في محرّم كان أفضل وأطيب .
اقرأ أيضا  طريقة تسجيل طالب جديد في نظام نور 1445، التسجيل في نظام نور التعليمي وشروطه

لقول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرّم ، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل ” رواه مسلم .

الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء

ما الحكمة من استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء ؟

قال النووي رحمه الله : ذَكَرَ الْعُلَمَاءُ مِنْ أَصْحَابِنَا وَغَيْرِهِمْ فِي حِكْمَةِ اسْتِحْبَابِ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ أَوْجُهًا :

أَحَدُهَا : أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ مُخَالَفَةُ الْيَهُودِ فِي اقْتِصَارِهِمْ عَلَى الْعَاشِرِ , وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ …

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : نَهَى صلى الله عليه وسلم عَنْ التَّشَبُّهِ بِأَهْلِ الْكِتَابِ فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ مِثْلُ قَوْلِهِ .. فِي عَاشُورَاءَ : ” لَئِنْ عِشْتُ إلَى قَابِلٍ لأصُومَنَّ التَّاسِعَ ” .

( الفتاوى الكبرى ج6 : سد الذرائع المفضية إلى المحارم ) .

وقال ابن حجر رحمه الله في تعليقه على حديث : ” لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع ” : ما همّ به من صوم التاسع يحتمل معناه : أن لا يقتصر عليه بل يضيفه إلى اليوم العاشر . إما احتياطا له ، وإما مخالفة لليهود والنصارى ، وهو الأرجح ، وبه يشعر بعض روايات مسلم . الفتح (4/245)

إفراد عاشوراء بالصيام

لا مانع من إفراد عاشوراء بالصيام ، كما مر معنا صيام النبي صلى الله عليه وسلم له وحده ، وصيام يوم معه مستحب لأجل المخالفة لأهل الكتاب .

قال شيخ الإسلام : صِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ ، وَلا يكْرَهُ إفْرَادُهُ بِالصَّوْمِ ..  ( الفتاوى الكبرى : ج5 ) .

حكم عاشوراء لو وافق الجمعة أو السبت : قد ورد النهي عن إفراد يوم الجمعة بالصوم ، والنهي عن إفراد يوم السبت بالصوم ، لكن تزول هذه الكراهية إذا صامهما بضمّّ يوم معها ، أو إذا وافق ذلك يوما مشروعاً صومه ، كصوم يوم وإفطار يوم ، أو وافق نذرا ، أو وافق صوما طلبه الشارع كعرفة وعاشوراء ، أو الأيام البيض ونحوها .

قال الإمام الطحاوي رحمه الله : وَقَدْ أَذِنَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَحَضَّ عَلَيْهِ. وَلَمْ يَقُلْ : إنْ كَانَ يَوْمَ السَّبْتِ فَلا تَصُومُوهُ ، فَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى دخولِ كُلِّ الأَيَّامِ فِيهِ .

وَقَدْ يَجُوزُ عِنْدَنَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ ،إنْ كَانَ ثَابِتًا – أي النهي عن صيام السبت – أَنْ يَكُونَ إنَّمَا نُهِيَ عَنْ صَوْمِهِ , لِئَلا يَعْظمَ بِذَلِكَ. فَيمْسَكَ عَنْ الطَّعَامِ وَالشَّرَابِ وَالْجِمَاعِ فِيهِ , كَمَا يَفْعَلُ الْيَهُودُ .

فَأَمَّا مَنْ صَامَهُ لا لإِرَادَةِ تَعْظِيمِهِ , وََلا لِمَا تُرِيدُ الْيَهودُ بِتَرْكِهَا السَّعْيَ فِيهِ ، فَإِنَّ ذَلِكَ غَيْرُ مَكْرُوهٍ .. (مشكل الآثار : ج2 باب صوم يوم السبت ) .

وقال البهوتي رحمه الله : ( وَ ) يكره تعمد ( إفْرَادِ يَوْمِ السَّبْتِ ) بِصومٍ لِحَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِسْرٍ عَنْ أختِهِ : ” لا تَصوموا يَوْمَ السبْتِ إلا فِيمَا اُفترِضَ عَلَيْكُمْ ” رَوَاهُ أَحمَدُ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ وَالْحَاكِمُ وَقَالَ : عَلَى شرطِ الْبُخَارِيِّ . وَلأَنَّهُ يَوْمٌ تعَظِّمهُ الْيَهُودُ فَفِي إفْرَادِهِ تَشَبُّهٌ بِهِمْ ..( إلا أَنْ يوافِقَ ) يَوْمُ الْجمعَةِ أَوْ السبْتِ ( عَادَةً ) كَأَنْ وَافَقَ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ عَاشُورَاءَ ، وَكَانَ عَادَتَهُ صَوْمهُمَا فَلا كَرَاهَةَ ; لأَنَّ الْعَادَةَ لَهَا تَأْثِيرٌ فِي ذَلِكَ . (كشاف القناع : ج2 : باب صوم التطوع ) .

ما لا يجب فعله في عاشوراء

واتباعا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يظل الصيام والقدرة على إحياء الليل بالذكر وقراءة القرآن. مع التوسعة على الأهل والأقارب، والاختفال بما يبهج ويتناسب مع شرع الله.

في حين يبدو الإتيان بالأفعال المعروفة عن الشيعة من ضرب وإسالة للدماء وإهانة للنفس البشرية وإيذاء للجسد، فهو ما لا يجب فعله يوم عاشوراء ويجب تجنبه والتخلي عنه، لنشوزه عن شرع الله.

ما هي السور المستحب قراءتها في يوم عاشوراء؟

لا يوجد في السنة النبوية أو السلف الصالح ما يشير إلى وجود آيات وسور بعينها يمكن قراءتها في يوم عاشوراء.

ويمكن اللجوء إلى السور والآيات التي كان يستحب قراءتها بصورة عامة. لتيسير الأمور وطلب القبول من الله تعالى والتقرب إليه، ومنها:

  • قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين (ثلاثا)
  • كذلك خواتيم سورة البقرة.
  • قراءة سورة الأعلى.
  • كذلك قراءة آية الكرسي.
  • سورة الواقعة.
  • كذلك سورة الحديد.

قصة يوم عاشوراء في القرآن

لا يوجد ذكر عن عاشوراء في القرآن الكريم بشكل مباشر. ولكن، ورد ذكر يوم عاشوراء في بعض الأحاديث النبوية، والتي تروي قصة نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده.

يروي الحديث النبوي أن موسى عليه السلام وقومه كانوا يتبعون فرعون وجنوده في الصحراء، وكان فرعون يلاحقهم ليقتلهم. وفي يوم عاشوراء، شق الله البحر لموسى وقومه، ونجاوا من فرعون وجنوده، بينما غرق فرعون وجنوده في البحر.

اقرأ أيضا  فضل سور القرآن العظيم..فضائل السور …سور القرآن وفوائدها ..سور لها فضل عظيم ..ما هى أفضل سورة فى القرآن ؟

بعد ان ذكرنا هل ذكر عاشوراء في القران بناءً على هذه القصة، يصوم المسلمون يوم عاشوراء تعبيرًا عن شكرهم لله تعالى على نجاته لموسى وقومه.

آيات قرآنية عن عاشوراء

لا توجد آيات قرآنية صريحة تشير إلى يوم عاشوراء. ومع ذلك، هناك بعض ايات عن يوم عاشوراء التي يمكن تفسيرها على أنها تشير إلى هذا اليوم.

من هذه الآيات:

  • سورة البقرة، الآية 50:
    وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ

تروي هذه الآية قصة نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده. ووفقًا للأحاديث النبوية، فقد حدثت هذه النجاة في يوم عاشوراء.

  • سورة الأعراف، الآية 136:
    فَأَنْجَيْنَاهُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأُتْبِعُوا بِدَارِ الْبَوَارِ

تروي هذه آية يوم عاشوراء نفس القصة التي روتها الآية السابقة.

  • سورة القصص، الآية 50:

وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي لَيْلًا إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ

فَأَخْرَجَهُمْ مِنْ جَوْفِهِمْ خَيْلًا بَقْرًا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ طَيْفًا أَنَّى لَكُمْ مِنْ مُصْرِيَتِكُمْ مُنْقَلَبًا

وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَالْقَحْطِ وَالْمَوْتِ الْمُصْطَفَى وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ

فَلَمَّا آسَفُوا قَالُوا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ

فَأَنْجَيْنَاهُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَرِيبِ وَآتَيْنَاهُمْ مَتَاعًا إِلَى حِينٍ

وبناءً على ذكر اقرب اية قرانية عن يوم عاشوراء، يمكن القول أن يوم عاشوراء هو يوم عظيم في التاريخ الإسلامي، فهو يوم نجاة موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده. ولهذا السبب، يصوم المسلمون يوم عاشوراء تعبيرًا عن شكرهم لله تعالى على هذه النجاة.

السورة التي تقرأ يوم عاشوراء

سورة الكهف هي افضل سوره في يوم عاشوراء. وجاء في بعض الأحاديث النبوية أن من قرأ سورة الكهف يوم عاشوراء، أضاء الله له بين الجمعتين.

ومن الأحاديث النبوية التي تحث على قراءة سورة الكهف يوم عاشوراء وعلى ان سورة الكهف أفضل سورة في يوم عاشوراء:

  1. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين”. (رواه الترمذي)
  2. عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة الكهف ليلة الجمعة، أضاء له من النور ما بينه وبين البيت العتيق”. (رواه النسائي)

سور تقرأ يوم عاشوراء

بالإضافة إلى قراءة سورة الكهف سورة يوم عاشوراء، يوجد ايضا سور تقرا يوم عاشوراء اخري، ويستحب قراءة هذه الصور يوم عاشوراء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والإكثار من الاستغفار والدعاء.

وفيما يلي بعض صور يوم عاشوراء الأخرى التي يُستحب قراءتها يوم عاشوراء:

  • سورة ياسين
  • سورة الدخان
  • سورة الفجر
  • سورة البلد
  • سورة الشرح
  • سورة الأعلى
  • سورة الغاشية
  • سورة الفجر
  • سورة النصر
    وهذه افضل السور في يوم عاشوراء وكلها سور مكية، تتناول موضوعات متنوعة، منها التوحيد، والعدل، والبعث، والجزاء، والحياة الدنيا والآخرة.

صيام تاسوعاء وعاشوراء

فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء كبير، فقد ورد في السنة النبوية العديد من الأحاديث التي تبين فضل صيام هذين اليومين.

ومن الأحاديث النبوية التي تبين اجر صيام عاشوراء:

  • عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوموا يوم عاشوراء، فإنه يوم عظيم، إن الله تعالى نجا فيه موسى وقومه، وغرق فيه فرعون وقومه”. (رواه مسلم)
  • عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوموا يوم عاشوراء، فإن صيامه يكفر سنة ماضية”. (رواه أبو داود والترمذي والنسائي)
  • عن ابن عمر رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء، ويأمر بصيامه، ويقول: “صوموا يوم عاشوراء، فإن صيامه يكفر سنة ماضية”. (رواه أحمد)

فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء

بناءً على هذه الأحاديث، يمكن القول أن فضل صيام تاسوعاء وعاشوراء يتمثل في ما يلي:

  • النجاة من عذاب الله تعالى: فقد نجى الله تعالى موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده في يوم عاشوراء.
  • تكفير الذنوب: فقد ورد في الحديث النبوي أن صيام يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية.
  • الامتثال لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم: فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بصيام يوم عاشوراء.

عاشوراء عند السنة

يُعد يوم عاشوراء يومًا مباركًا عند المسلمين السنة، فهو اليوم الذي نجى فيه الله تعالى موسى عليه السلام وقومه من فرعون وجنوده. ولهذا السبب، يصوم المسلمون السنة يوم عاشوراء تعبيرًا عن شكرهم لله تعالى على هذه النجاة.

وفى نهاية مقالنا نكون قد تعرفنا على يوم عاشوراء فى القرآن الكريم و فضل صيام عاشوراء فى السنة المطهرة.


ردان على “قصة يوم عاشوراء فى القرآن الكريم و فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء”

  1. الصورة الرمزية لـ mozon
    mozon

    هذة الايات بعيدة كل البعد عن السوأل يسأل عن عاشورا وتلف ودور وترجع تقول البحر وموسي القران صريح مافي غموض

  2. الصورة الرمزية لـ د. أحمد عاصم

    هل قرأت المقال كاملا ؟
    الحديث الشريف يخبرنا أن يوم عاشوراء هو يوم نجاة موسى وقومه وهلاك فرعون وقومه والآيات المذكورة تصف مشهد الهلاك كما هو معلوم …

    أين الاشتباه وما وجه الاستغراب ؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *