الذهب ….. المعدن النفيس ….. إنخفاض سعر الذهب ….. السر وراء إرتفاع و إنخفاض سعر الذهب



الذهب هو ذلك المعدن النفيس الذي تهواه جميع النساء بلا إستثناء تقريبا.

فالذهب بالنسبة للنساء يحمل بريقا خاصا أقوى من أغلى المعادن و لو حتى الألماس، فبالنسبة لهن الذهب ذهب مهما كان.

الجميع تجدهم متشوقين لمعرفة سعره سواء كان من أجل البيع أو الشراء أو حتى من أجل الفضول لا غير.

فالناس تنظر للذهب و كأنه حصن الأمان للمستقبل لما يتمتع به من ثبات لقوته الشرائية.

الذهب لا يصدأ، هكذا عرف عنه، فإن كنت تملك ذهبا فأنت مؤمن نسبيا من غدر النقود.

و لما كان هو من الأشياء التي تحتفظ بقيمتها الشرائية فإن الإقبال عليه كبير كنوع من الإدخار.

للذهب خصائص معينة تجعله واحد من أهم الفلزات و المعادن، يجب أن تتعرف عليها.

لماذا كل هذه الأهمية الممنوحة له كغطاء نقدي؟

غالبا ما يتأرجح سعره بين الإنخفاض و الإرتفاع، فما هي العوامل التي تتحكم في ذلك.



سعر الذهب في الآونة الأخيرة:

إنخفض سعر الذهب مؤخرا بعد وصوله لأعلى مستوى هذا العام و كان ذلك بسبب إرتفاع سعر الدولار بعد تدنيه السابق.

وصل في الثامن من سبتمبر ٢٠١٧ إلى ١٣٥٧.٥٤ دولارا للأوقية.

و هذا أعلى مستوى يصل إليه منذ السادس عشر من أغسطس ٢٠١٦.

بينما سجل في الحادي عشر من سبتمبر ٢٠١٧ ( ١٣٣٥.١٠ ) دولار للأوقية.

هذا بعدما سجل الدولار الأسبوع الماضي أدنى مستوى له منذ عامين و نصف.

و لم ينخفض سعره وحده و لكن إنخفض معه سعر بعض المعادن الأخرى مثل الفضة و البلاتين.

و شهدت الأسعار  في الشهور الأخيرة صورة من عدم الإستقرار في المجمل و ذلك نظرا لعدم إستقرار سعر الدولار.

و قد سجل الأسعار التالية:

عيار ١٨ (٥٦١ جنيه تقريبا)

عيار ٢١ (٦٥٥ جنيه تقريبا)

عيار ٢٤ (٧٤٩ جنيه تقريبا)

الجنيه الذهب (٥٢٤٠ جنيه تقريبا)

و من المتعارف عليه أن الإقبال الأكبر على عيار ٢١، هكذا جرت العادة هنا، و لكن مع تغير السعر بدأ الإقبال يزيد بشكل كبير على عيار ١٨، بينما يعتبر الإقبال ضعيفا على أعيرة ١٢، ١٤ و ٢٤ في جميع الأحوال.

اقرأ أيضا  طقم جنيهات ذهب سعودي.. أفضل مواقع شراء الذهب في السعودية

و إن كان هذا التغير عالميا إلا أن الأسعار في مصر لم تتأثر كثيرا بذلك، مع وجود بعض التوقعات للإنخفاض بقيمة جنيهان في عيار ٢١ خلال الأيام القليلة المقبلة، خاصة بعد تراجع السعر العالمي بما يقرب ٦ دولار للأوقية.

و كان الذهب من قبل قد سجل أعلى سعر وصل له هنا بتاريخ الثامن من سبتمبر ٢٠١٧ حيث وصل ل ٦٦٠ جنيه لعيار ٢١.

و هذا يؤكد فعليا تراجع السعر العالمي الذي يتزامن مع إنخفاض سعر الدولار، حينما تلاحظ الفرق في السعر بين الثامن و الحادي عشر من سبتمبر.

و لكن لنتعرف أكثر على أسباب هذا الإضطراب الدائم لسعر الدولا، إذ أن ما سبق كان مجرد مثالا لما يحدث، يجب أن نتعرف أكثر على هذا المعدن الثمين و ما يتحكم في سعره و كيف أصبح غطاء نقديا.

معدن الذهب:

هو أحد الفلزات، يرمز له في الجدول الدوري Au و رقمه الذري ٧٩.

يتميز باللون الأصفر الناعم الذي يزداد بريقا بإزدياد درجة نقاوته.

و يتميز أيضا بالوزن النوعي العالي.

و في الأغلب يستخرج مختلطا مع معادن أخرى مثل الفضة، الرصاص و الحديد.

و هناك طرق عديدة لإستخلاصه منها سواء كانت كيميائية أو كهربية.

و يتواجد في الطبيعة على صورتين:

– إما في مكانه أي يترسب في التربة بشكل أولي. و من الممكن أن يتواجد على شكل عروق في باطن الأرض.

– أو في تجمعات كما هو الحال في قيعان الأنهار و المحيطات حيث يتم نقله و نجميعه بفعل العوامل الطبيعية.

و يتواجد بكثافة في بعض البلدان و المناطق مثل كندا، الولايات المتحدة الأمريكية و جبال الأورال و في مصر يتواجد بشكل قوي في الصحراء الشرقية.

إستخدامات الذهب:

يستخدم بشكل أساسي في صناعة المجوهرات و الحلي كما يستخدم أيضا كغطاء نقدي للأوراق النقدية و بشكل أقل في الصناعات العلمية.

و كذلك في طب الأسنان لما يتمتع به من صلابة و عدم زوبانه في السوائل الحمضية، حتى أنه يستخدم بنسب معينة في الطعام.

اقرأ أيضا  مميزات مضخات بدرولو Pedrollo ومن وكيلها في السعودية

و هو مؤهل لأن يكون الطريقة النقدية المثلى لتسوية الديون العالمية.

و قد إستخدمه سابقونا بشكل ملحوظ في تعاملاتهم النقدية مثل اليونانيين القدماء أو حتى في مقابرهم مثل الفراعنة.

و كانوا قد إستخدموه في صورة سبائك قبل أن يتم سكه على شكل نقود و عملات.

و من أهمية الذهب، أن هناك من إدعى أن نشأة علم الكيمياء كانت بدايتها محاولات تصنيع الذهب.

معايرة الذهب:

الذهب في الأصل لين و لهذا يجب خلطه بمعادن أخرى من أجل إكسابه الصلابة.

و يعاير بالقيراط، و القيراط يقسم ل ٢٤ جزء.

إذن فالذهب النقي هو من العيار ٢٤.

بينما عيار ٢١ تجد فيه ٣ أجزاء من معادن أخرى كالفضة أو النحاس.

و عيار ١٨ يحتوي على ٦ أجزاء من تلك المعادن الأخرى.

و هذا هو الحال نفسه مع عيار ١٢ و ١٤.

و يوزن بالأوقية و هي وحدة قياس كانت منشرة في البلدان العربية بكثرة، حتى إنها زكرت في السنة النبوية الشريفة.

و بالتقريب فإن الأوقية من الذهب تساوي ٢٩.٧٥ جم تقريبا و من الفضة ١١٩ جم تقريبا و من غيرهما ١٢٧ جم تقرييا.

و تختلف الأوقية بإختلاف الموزون و تختلف أيضا من بلد لبلد و لكن كلها فروقات بسيطة.

كيف دخل الذهب عالم النقود؟

قديما بعد معرفة الناس بقيمة هذا المعدن النفيس و الخصائص المتوفرة فيه بدأوا سك عملات منه جنبا إلى جنب مع سك عملات الفضة و النحاس و النيكل لتسهيل التعاملات المحدودة ( و كان هذا هو نظام الأساس الذهبي ).

و في البلدان التي لا يتوفر فيها الذهب بشكل كبير إعتمدوا على نظام الأساس الفضي الذي تعطى فيه الخصائص السابقة للذهب و الفضة على حسب العرض و الطلب مع إيجاد علاقة قانونية محددة بينهما.

و نظرا لضعف الكميات المتوفرة من كلا المعدنيين و ما يصيب العملات من تناقص في الوزن بعامل الزمن فكان لابد من إيجاد البديل.

اقرأ أيضا  أسعار الذهب في السعودية اليوم تعاود التراجع وعيار 22 يسجل 194 ريال

فبدأت المصارف بإعطاء سندات ورقية بواقع ما أودعه الفرد من ذهب و يحق لهم إستردادها في أي وقت.

و بمرور الوقت وجد المصرفيون أن أصحاب الإيداعات قوموا بإسترداد ما أودعوه جزءا فجزء مما يبقي على كميات كبيرة منه داخل المصارف.

فقاموا بإعطاء الزبائن أوراق مصرفية بهيئة القروض لتسهيل التعامل مع الرد في توقيت معروف.

و بهذا أصبح الذهب هو التغطية لإصدار الأوراق النقدية المتداولة.

و أصبح إصدار الأوراق النقدية بغطاء الذهب في المصارف.

أي أن الذهب الآن هو الأساس في الإصدار النقدي.

كيف نشأت العلاقة بين سعر الذهب و الدولار و ما هي العوامل التي تتحكم في سعر الذهب؟

بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى، في مؤتمر جنوة عام ١٩٢٢ إتفقت دول المؤتمر على جعل الذهب هو الأساس في الإصدار النقدي كما قلنا من قبل.

و بعدها تم عقد مؤتمر آخر في ١٩٤٤ في بريتون وود الأمريكية ، أقر هذا المؤتمر على تحديد سعر صرف ثابت للعملات و لا يتغير إلا للضرورة القصوى.

و بهذا تقوم الدول الأعضاء في صندوق النقد الدولي بتحديد سعر صرف عملتها مقابل الذهب أو الدولار.

و لهذا تعهدت الولايات المتحدة الأمريكية ، التي كانت تملك غطاء قوي من الذهب، بإستبدال الذهب بالدولار لأي مصرف مركزي أراد ذلك.

و بهذا إرتبط سعره إرتباطا وثيقا بالدولار.



عوامل تتحكم في إنخفاض و إرتفاع سعر الذهب:

– الإقبال على طلب الذهب:

كلما زاد الطلب زاد السعر.

و حينما يقل الطلب، يزيد المعروض و يقل السعر.

– الدولار الأمريكي:

كلما زاد الطلب على الذهب كلما إرتفع سعره بالنسبة للدولار.

كلما قل سعر الدولار زاد سعر الذهب.

و كلما زاد سعر الدولار قل سعر الذهب.

فحينما يخشى الفرد من تقلبات سعر الدولار، يتجه إلى الملاذ الآمن و هو الذهب، الذي لا يفقد قيمته الشرائية، و عندما يزيد الإقبال على الذهب، يزيد سعره.

و لهذا سيظل الذهب هو المعدن النفيس الأكثر ضمانا في عقول البشر مهما إكتشفوا من معادن أخرى.

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *