تجربتي في أورانج

 مقدمة

هل حقا فقدت قدرتي على الكتابة، أم أنها فترة جدب إبداعي سرعان ما سوف تزول؟!

لا أعرف بشكل دقيق أجابة هذا السؤال، ولكنه السؤال الأهم الذي يلح علي تلك الأيام، ربما لأن أجابته ستحدد مصير أحد أكبر أحلامي في الحياة.

وسواء كنت موهوبا أو لا فليس لي ألا أن أكتب، فحلم الكتابة ليس من الأحلام التي من الممكن أن أتنازل عنها بسهولة، فهو حلم كلما خذلته لم يخذلني، كلما كففت عن الكتابة يأتيني الحلم على هيئة حدث يعيد لي ثقتي في قلمي، ويلح علي بالعودة بطريقة أخجل معها من أن أرفض طلبه، المرة الأولى كانت عندما كنت في المرحلة الأعدادية، حيث خذلني قلمي أو ربما أنا من خذلته عن الكتابة حتى ظننت أن حلم الكتابة كان من أحلام الطفولة المترسبة داخلي سرعان ما أستيقظت منها بعد أنقضاء مرحلتها، وهجرت الورق وأستسلمت لليأس، ونسيت حلمي ولكن حلمي لم ينساني، ففي صيف عام 2011 أتصلت بي ميس حكمت (المدرسة المختصة بشئون المكتبة بمدرسة طبري الحجاز) وطلبت مني الذهاب إلى عنوان حددته لي وقتها، وأخبرتني أن قصة (أنتحار تلميذ) التي تقدمت بها في مسابقة القصة القصيرة قد تم تصعيدها على مستوى أعلى من الأدراة التعليمية، لم تكن تملك معلومات دقيقة فبالنسبة لها كنت أنا أول من أصعد إلى هذا المستوى، كان تصورها أن القصة تأهلت لتنافس على مستوى المحافظة، ولكن عندما ذهبت إلى العنوان المحدد أكتشفت أن التنافس على مستوى الجمهورية، وحصدت قصتي وقتها المركز الثاني عشر.



المرة الثانية كنت في الجامعة وتحديدا في سنتها الثانية، السنة الأصعب في حياتي الجامعية، فليس غريبا وقتها أن أفقد شغفي بالكتابة والقراءة بل وبالحياة نفسها، ولكن في نهايتها وأثناء ما كنت أستعد لبدء الإمتحانات أتصلت بي إحدى العاملات في اللجنة الثقافية بالكلية وأخبرتني بنبأ فوزي في مسابقة القصة على مستوى الجامعة وإستحقاقي لمبلغ من المال على أن أستلمه سريعا قبل غلق الدفاتر في آخر السنة، كنت قد سألت قبلها عن نتيجة المسابقة فأخبرني الموظف أن النتيجة ظهرت من مدة وطالما إنه لم يتم الإتصال بك فأنت لم تفز، لذلك فعندما سمعت نبأ فوزي كانت الفرحة مضاعفة، ذهبت في اليوم التالي لأكتشف حصولي على المركز الأول على مستوى الجامعة.

اقرأ أيضا  التحرش .. تجربتي في أورانج

الكثير من المواقف التي يتطلب سردها الكثير من الوقت والجهد لذلك سأكتفي بهذين المثلين وهما بالمناسبة الأكثر تأثيرا والأكثر قربا إلى قلبي، كما أن الغرض من الحديث ليس إلا التقديم لما أود كتابته في الفترة القادمة، هو موضوع قد يكون شخصيا بحد كبير ولن يفيد أحد حديثي فيه، ولكنه سيفيدني أنا، موضوع أتدرب فيه على الكتابة، خربشات على الورق حتى لا أنسى يوما إني كاتب، ولما وجدت صعوبة في إيجاد مادة مناسبة للكتابة فلقد إعتزمت الكتابة عن تجربتي في شركة أورانج، وكما يقول المثل (الأيد البطالة نجسة) فسأبدأ الحديث عن تلك التجربة، لعل حديثي عنها يطهر يدي من النجاسة ويعتق فكري من أغلال الجدب.

 الحلقة التالية


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *