تاريخ الأندلس صفحة من صفحات التاريخ الإسلامى المجهول، تعالوا نتعرف عليها بداية من الفتح إلى السقوط
الأندلس صفحة من من صفحات التاريخ الإسلامى المجهولة عند كثير من المسلمين.
لقد كانت الأندلس مصباح منير فى وسط ظلام دامس فى العصور الوسطى التى كانت يطلق عليها العصور المظلمة.
لقد وصل المسلمين إلى درجة من الرقى والتقدم لم يسبق له مثيل علينا ان نتعرف كيف بدأت القصة وكيف انتهت هذه النهاية الحزينة.
لكن لماذا الأندلس ؟
لقد مرت الأندلس بعدة مراحل من الوصول إلى أعظم درجة من التقدم حتى أن ملوك اوروبا كان يبعثون أولادهم للتعلم فيها.
وكذلك وصلت إلى درجة من التخلف والجهل.
فلابد أن نعرف ما هو سبب هذا التباين ولماذا ضاعت واختفى المسلمين منها.
اسئلة كثيرة محيرة تحتاج إلى إجابات فهم ثمانية قرون من الحكم الاسلامى لهذة البقعة.
مرت بمراحل مختلفة من الصعود والهبوط على فترات مختلفة.
إنتهت بلحظة حزينة لملك يحزن على ملك ضاع منه.
فى البداية تعالوا نتعرف على الأندلس هذة البقعة من الارض
تقع جنوب غرب اوروبا يحدها شمالا فرنسا عن طريق سلسلة جبلية يطلق عليها جبال البرتات وهوالفاصل البرى الوحيد الذى يربطها مع أوروبا.
وبقى الجوانب يحدها المياه البحر المتوسط شرقا وجنوب شرقى والمحيط الاطلنطى غربا وشمالا وجنوب غربى.
الأندلس هى حاليا تتكون من دولتين اسبانيا والبرتغال ومساحتها تقريبا 600 الف كيلومتر.
يفصلها عن المغرب العربى مضيف عرف فيما بعد مضيق جبل طارق.
سبب تسمية العرب لها الأندلس
يقال أنها كان يقطنها قبائل من المانيا يقال لهم الفندال فسميت فاندليسيا ومع الأيام حرفت إلى اندوليسيا ثم الأندلس.
حالة الأندلس قبل الفتح
قبل الفتح الاسلامى كانت تحت حكم القوط فى منذ القرن الخامس الميلادى.
بعد معارك عنيفة استطاعوا أن يسيطروا عليها والتخلص من الحكم الرومانى.
وأصبحت فى قبضة القوط حتى الفتح الإسلامي.
قبل الفتح الاسلامى بعام تقربيا استطاع قائد من الجيش إسمه لذريق السيطرة على الحكم.
وقام بعزل الملك غيطشة .
كانت تعيش الأندلس قبل الفتح فى عصر القوت فى ظلم وفساد واضطراب.
وانقسام المجتمع إلى طبقة حاكمة مسيطرة على كل خيرات البلاد وطبقة من العامة تستعبد من أجل مصالح الطبقة الحاكمة.
حال المسلمين قبل الفتح فى المغرب العربى
دخل المسلمين بلاد المغرب قبل سبعين عاما من الفتح.
واستقر الحكم الاسلامى على يد موسى بن النصير عن طريق اخماد الفتن والثورات وبناء مجتمع اسلامى صحيح.
حيث انه كان يسكن المغرب العربى قبائل همجية تعرف بالبربر.
استطاع أن يوحدهم ويثبت دعائم الحكم الإسلامي اولا قبل أن يفكر فى فتح الأندلس.
هل فكرة الفتح جديدة أم قديمة؟
فكرة فتح الأندلس لم تكن فكرة جديدة بل فكرة قديمة يقال أنها منذ زمن الخليفة عثمان بن عفان.
فقد كان القائد عقبة بن نافع يفكر فى اجتياز المضيق للعبور إلى الأندلس.
بدأ موسى بن النصير باستشارة الخليفة الاموى الوليد بن عبد الملك الذى كان متوجسا من مسألة الفتح خوفا على المسلمين من المخاطر والمهالك.
ما هي العقبات التي واجهت موسى ؟
وعندما بدأ موسى بن النصير التفكير واجهته عدة عقبات أهمها المسافة بين المغرب والأندلس لا تقل عن 13 كيلوا بحرا وهى مسافة كبيرة.
وكذلك عدد السفن اللازمة لفتح الأندلس تحتاج إلى عدد ضخم وكيفية تأمين الجيش فى البحر وبعد العبور وكذلك قلة عدد المسلمين وكثرة النصارى.
وطبيعة أرض الاندلس كونها أرض مجهولة للمسلمين.
وكانت أهمها عقبة هى مدينة سبته التى لها ميناء على المضيق وكانت تحت حكم رجل نصرانى يدعى ليليان.
وكان على علاقة طيبة بغيطشة حاكم الأندلس قبل الإنقلاب عليه.
لم يستسلم موسى لتلك العقبات ولذلك بدأ التعامل معها عن طريق بداية بناء السفن اللازمة للعبور.
ووجد أن أولى الناس بالفتح هم أهل المغرب ولذلك بدأ بتقوية العقيدة الاسلامية عندها وزيادة ربطهم بالدين وتعليمهم اللغة العربية.
وأن يولى على قيادة الجيش واحد منهم وهو القائد طارق بن زياد حتى يستطيع تطويع أهله من البربر.
خوف موسى من بعض الجزر (البليار )التى تقع أمام الساحل الشرقى للاندلس خوفه على الجيش ومن أجل تأمينه قام بفتح الجزر وضمها إلى المسلمين.
مازالت المشكلة الاكبر سبته موجودة كيف يتم حلها ؟
إنها ارادة الله عندما تاخذ بالأسباب الظاهرية وتتوكل على الله حيث يحدث إنقلاب فى الأندلس من قبل لذريق على غيطشة ويقتله
ويهرب اولاد غيطشة الى ليليان الذى كان على علاقة طيبة مع غيطشة ويزداد كراهيته الى لذريق عندما يقوم بإغتصاب ابنته .
تأتى المفاجاة حيث يرسل ليليان رسل إلى طارق و موسى يعرض عليه أن يسلم مدينة سبته.
ويمدهم بالمعلومات عن طبيعة الأندلس مقابل ضيعات وأملاك غيطشة التى استولى عليها لذريق.
سبحان الله هو المدبر إنها ارادة الله!
لكن الأمر كان مريبا وعندما استشار موسى ابن النصير الخليفة توجس هو أيضا.
لذلك أرسل موسى فى البداية سرية بقيادة طريف بن مالك إلى الأندلس.
كان معه خمسائة فارس واستقل أربع مراكب ووصل فى رمضان 91 هجرى.
واستطاع ان يأتى بمعلومات عن طبيعة الأرض ودرسها دراسة جيدة وكان تمهيد للفتح الإسلامى.
تحرك الجيش قوامه سبعة الاف مقاتل إلى الأندلس بقيادة القائد طارق بن زياد صوب الأندلس فى شعبان 92هجرى يونيو 711م.
كيف سيتم الفتح والعقبات التى ستواجه هذا الجيش سوف نستعرضها فى المقالات القادمة والمراحل المختلفة التى مرت بها الأندلس.
ولكن فى الاجمال دعونا نقسم مراحل الأندلس من حيث الفترات الزمنية إلى :
- عهد الفتح والذى استمر من 92 الى 95 هجرى (711م – 714م)
- عهد الولاة الذى استمر من 95 الى 138 هجرى (714 – 755 م) وقد حكم الأندلس عشرون وليا وتنتهى بمجىء عبد الرحمن الداخل.
- عهد الإمارة الذى استمر من 138 الى 316 هجرى(755 – 929 م) والتى تبدأ بمجىء عبد الرحمن الداخل حتى إعلان خلافة من قبل عبد الرحمن الناصر وقد قام بتأسيس إمارة مستقلة عن الخلافة العباسية.
- عهد الخلافة الذى استمر من 316 الى 400 هجرى(929 – 1009م) وتبدأ من اعلان الناصر الخلافة حتى وفاة الخليفة المستنصر وظهور الدولة العامرية.
- عهد الطوائف الذى استمر من 400 الى 484 هجرى (1009 – 1091م) فترة الانقسام والفوضى.
- عهد المرابطين والموحدين الذى استمرمن 484 الى 620 هجرى(1091 – 1223م) تبدأ بدخول المرابطين وفترة حكمهم الى نصف قرن ثم الموحدين قرابة القرن.
- مملكة غرناطة الذى استمر من 620 الى 897 هجرى(1223 – 1492م) وتعرف بدولة بن الاحمر.
ويمثل سقوطها نهاية الحكم الاسلامى تاركا ورائه كثير من المسلمين تحت كل أشكال التعذيب والاضطهاد ومحاكم التفتيش.
سوف نستعرض فى المقالات القادمة المراحل بالتفصيل تابعونا أسبوعيا.
اترك تعليقاً