القدم السكرية : خطورتها و أعراضها و كيفية الوقاية والعلاج

تعتبر القدم السكرية من أهم و أخطر المضاعفات المزمنة لمرض السكرى والتى من الممكن تجنبها بأسلوب الوقاية خير من العلاج.



تعرف القدم السكرية بأنها حالة طبية تتعرض فيها قدم مريض السكرى للأضرار في تركيبها التشريحى أو وظيفتها أو الاثنين نتيجة إصابة صاحبها  بمرض السكرى لمدة طويلة بسبب اعتلال الأعصاب الطرفية وقصور الدورة الدموية الطرفية وحدوث التهابات وعدوى جرثومية بالقدم.

قبل الدخول فى التفاصيل الخاصة بالمرض نود أن نذكر بعض الإحصائيات المهمة لتوضيح حجم المشكلة الصحية.

  • عدد المصابين بمرض السكرى فى الوطن العربى يزيد عن 36 مليون شخص فى عام 2016.
  • يوجد فى مصر وحدها حوالى 8 مليون مصاب بالسكرى.
  • يستهلك علاج القدم السكرية حوالى 50% من الإنفاق على علاج مرضى السكرى أو أكثر فى دولة مثل أمريكا.
  • تعتبر القدم السكرية لوحدها السبب الأول لعمليات بتر القدم (حوالى 60-70% من كل حالات البتر).
  • من الممكن تجنب البتر فى حالات القدم السكرية فى ثلاث أرباع الحالات بإتباع النصائح وتعليمات الوقاية.



كيف تحدث مضاعفات القدم السكرية (أسباب القدم السكرية)؟  

تنقسم هذه الأسباب إلى أسباب رئيسية وأخرى ثانوية.

الأسباب الرئيسية (تحدث مع طول مدة الإصابة بالسكرى وعدم انتظام مستوى السكر فى الدم):

  1. التهاب الأعصاب الطرفية (الحسية والحركية) الذي يتسبب فى:
  • فقدان الإحساس أو نقصه فى القدم (مثل الإحساس بالألم والحرارة والبرودة والضغط).
  • فقدان بعض الوظائف  اللازمة للحفاظ على سلامة القدمين مثل ترطيب الجلد (حيث يقل إفراز العرق) فتزيد تشققات الجلد.
  • ضعف عضلات القدم الصغيرة مما يسبب تقوسا في الأصابع وتشوهات في المفاصل التي تربط عظام القدم ببعضها ( يتغير شكل القدم عن شكلها العادى وهذا قد يتسبب فى إصابة الأنسجة المغطية لها نتيجة الاحتكاك في جدار الأحذية).
  • اختلال في توزيع الضغط على القدمين عند الحركة.
  • نتيجة لما سبق تحدث الجروح والقرح بالقدم بدون أن ينتبه لها المريض وخاصة إذا كان نظر المريض متأثرا مع مرض السكرى.

    قرحة فى قدم سكرية

  1. قصور الدورة الدموية الطرفية بسبب ضيق أو انسداد الشرايين الطرفية التي تغذي الساقين والقدمين مما يتسبب فى :
  • نقص وصول الدم الذي يحمل الأوكسجين و الغذاء لأنسجة القدمين.
  • تأخر أو منع التئام الجروح والقرح الناتجة عن اعتلال الأعصاب الطرفية.
  • وجود بيئة صالحة لانتشار العدوى.
  1. العدوى الجرثومية والتهابات الأنسجة :
  • تنشط البكتريا مع قلة الدم ونقص الأوكسجين بالأنسجة.
  • يزداد تكاثر الميكروبات والجراثيم مع ارتفاع نسبة السكر بالأنسحة المصابة.

الأسباب الثانوية (عوامل الخطورة الإضافية):

  1. حدوث اصابات متكررة بالقدم مثل الكدمات أو الحرق بماء ساخن عند غسلها أو استخدام آلات حادة لتنظيف القدم و قص الاظافر بشكل خاطىء.
  2. لبس الأحذية الضيقة وغير المناسبة أو الأحذية المفتوحة أو المشى حافيا.
  3. عدم الاهتمام والعناية بالقدم وعدم ملاحظة التغيرات الجديدة عليها.
  4. وجود تاريخ مرضى سابق للمريض أو عائلته لحدوث قرح بالقدم أو بتر أو قدم سكرية.
  5. السمنة الشديدة و ارتفاع نسبة الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية بالدم.
  6. التدخين وشرب الكحوليات.



أعراض القدم السكرية :

تتعدد الأعراض التى يعانى منها مرضى القدم السكرية نظرا لتعدد الأسباب، ولكن يمكن تلخيصها كالآتى:

  • آلام بالقدم : خاصة إذا كان قصور الدورة الدموية هو الغالب على المرض.
  • غياب الإحساس فى القدم تدريجيا : بسبب التهابات الأعصاب الطرفية.
  • قرح القدم : وغالبا ما تكون فى أماكن الضغط فى القدم.
  • التهاب خلوى : يظهر على صورة احمرار وتورم بالقدم وقد يصاحبه ارتفاع فى درجة الحرارة أو رعشة.

    التهاب خلوى

  • إفرازات صديدية من القدم : وخاصة من القرح إن وجدت أو من أماكن تشققات الجلد.
  • حدوث تشوهات بشكل القدم أو المفاصل : فى حال تأثر عضلات وعظام القدم وقد يسبقها صعوبة فى حركات المفاصل.
  • غرغرينة بأنسجة القدم : حيث يتغير لون الأنسجة للأسود وغالبا ما تكون فى الحالات المتقدمة والتى سبقها أحد الأعراض السابقة.

الوقاية من القدم السكرية:

تعتبر الوقاية هنا هى الجزء الأهم فى العلاج وفى تجنب المضاعفات، وتتطلب تنفيذ تعليمات عامة وأخرى خاصة بالقدم.

أولا : التعليمات العامة :

  • ضبط مستوى السكر في الدم في المستوى الطبيعي أو قريباً منه، وتناول الأغذية المناسبة.
  • التوقف عن التدخين وتناول الكحوليات وتخفيف الوزن فى حالات السمنة.
  • ممارسة الرياضة يوميا وخصوصا المشى باستخدام الحذاء المناسب.

ثانيا : التعليمات الخاصة بالقدم السكرية :

  • فحص القدم يوميا وخاصة بعد الصدمات أو بعد ارتداء أحذية جديدة، ويمكن استخدام مرآة للنظر إلى مؤخرة القدمين، أو يطلب من شخص آخر فحص القدمين فى حال تأثر نظر المريض.
  • إذا لاحظ المريض تغير لون الجلد (احمرار أو ازرقاق)، أو ظهور رائحة معينة (بسبب وجود التهابات أو عدوى)، أو ظهور تشققات أو جروح أو قرح في القدم أو وجود فقاعات بالجلد أو إفرازات صديدية، فيجب عليه التوجه للطبيب أو طلب المشورة الطبية في الحال.
  • غسيل القدمين وتجفيفهما يوميا، خاصة بين الأصابع، باستخدام المياه الدافئة او الفاترة للحفاظ على الجلد ناعما وطريا ولتجنب حدوث التشققات.
  • تقليم الأظافر بحرص وبشكل مستقيم بعرض الظفر بحيث تكون أطول قليلا من الأطراف اللحمية للأصابع لتجنب حدوث الظفر الغائر أو الملتحم.

    قص الأظافر بشكل صحيح

  • يفضل قص الأظافر بعد غسلها مباشرة حيث أنها تكون طرية مما يسهل تقليمها ويمكن استخدام المبرد لتهذيب الأطراف.
  • يفضل تقليم الأظافر بالقصافة بدلا من المقص.
  • عدم استخدام قربة المياه الساخنة أو وضع القدمين باتجاه المدفأة أو النار في أوقات الشتاء لتدفئتها، لتجنب حدوث الحروق بهما.
  • تجنب المشى حافيا
  • اختيار الأحذية المناسبة وخصوصا عند ارتداء حذاء جديد، فتفضل الأحذية ذات البطانة اللينة والتهوية الجيدة.
  • يفضل تجنب الأحذية الضيقة أو الصلبة، كما لا ينصح بلبس الأحذية بدون جوارب، أو الأحذية المفتوحةمن ناحية الأصابع (تزداد معها نسب الإصابات والجروح)، وينبغى تجنب الأحذية ذات الكعب العالي أو الأحذية ذات الأصابع المدببة (تزداد معها نسب قرح القدم).
  • يفضل ارتداء الجوارب القطنية والصوفية، مع تجنب الجوارب المصنعة من الألياف الصناعية التى تحتوى على ألياف ضاغطة قد تعيق الدورة الدموية بالقدم أو التى يوجد بها خياطة بارزة.

    شعار تستخدمه عيادات العناية بالقدم السكرية

ويجب على المريض سرعة الذهاب إلى الطبيب للكشف إذا أحس بأى من الأعراض السابقة، أو لاحظ أى تغير فى مستوى الإحساس بالقدمين، مع تنفيذ التعليمات وأخذ العلاجات المناسبة.


علاج القدم السكرية:

يشتمل العلاج على عدة وسائل حسب شدة الإصابة ومستوى تأثر الدورة الدموية بالقدم.

بالإضافة للمعايير السابق ذكرها فى مرحلة الوقاية يمكن عمل الآتى للحفاظ على القدم من البتر:

  • استخدام الإنسولين فى ضبط مستوى السكر فى الدم.
  • تحسين الدورة الدموية في القدمين باستخدام الأدوية مثل الأسبرين وموسعات الشرايين ومضادات الجلطات.
  • إزالة الأنسجة الميتة والكاللو وتنظيف الجروح جراحيا أو باستخدام الغيارات المناسبة.
  • معالجة العدوى الجرثومية بالمضادات الحيوية المناسبة (يفضل عمل مسحة من الجرح وعمل مزرعة بكتيرية لتحديد أنسب مضاد حيوى).
  • إزالة الضغط من منطقة القرح وتقليل الأحمال عليها بالغيارات الطبية المناسبة والأحذية الخاصة لمرضى القدم السكرية.
  • العلاج بالأكسجين عالي الضغط والأوزون، واستعمال الليزر لمعالجة التقرحات فى بعض الحالات فى مراكز متخصصة.
  • عمل الغيارات على القدم باستخدام تقنية (vacuum dressing) حتى نحصل على أنسجة صحية بدون عدوى أو التهابات.

    جهاز vacuum لغيارات الجروح


الجراحة والقدم السكرية :

تقوم الجراحة بدور مهم جدا فى علاج مرضى القدم السكرية، وخاصة بعد تطور جراحات الأوعية الدموية.

يمكن عمل هذه الجراحات لبعض المرضى بعد التحضير المناسب لهم وعمل التحاليل والأشعات اللازمة.

تشتمل هذه الجراحات على :

  • جراحات تحسين الدورة الدموية الطرفية : باستخدام تقنيات توسيع الشرايين بالقسطرة البالونية أو الجراحات المفتوحة، مما يحسن من التئام الجروح ويضاعف من فرص الحفاظ على القدم.
  • عمل الرقع الجلدية الجزئية أو الكاملة : لتغطية الأجزاء المكشوفة من القدم أو القرح الكبيرة، بعد التأكد من خلو الجرح من العدوى والالتهابات، ووجود أنسجة نظيفة ذات إمداد دموى جيد للحفاظ على الرقعة الجلدية.
  • البتر : وهو الحل الأخير ويستخدم لإزالة الأنسجة الميتة من القدم، وغالبا ما تكون القدم فقدت الإمداد الدموى الخاص بها تماما أو بها عدوى بكتيرية خطيرة تهدد حياة المريض.

    غرغرينة بالجزء الأمامى من القدم تتطلب عمل بتر

نتمنى بعد هذا المقال عزيزى القارىء أن نكون قد تمكنا من توعية مرضانا بهذه المشكلة الصحية الكبيرة، والتى تلعب الوقاية فيها الدور الأهم فى الحفاظ على سلامتهم.

يسعدنا أن تساعدوننا فى نشر هذه المعلومات، فلعلها أن تكون سببا فى شفاء مريض بإذن الله، متعنا الله وإياكم بدوام الصحة والعافية.

اقرأ أيضا  مرض السكر (مرض السكري)،ما هو معدل السكر الطبيعي،أنواع السكروأعراضه،علاج السكر بالأنسولين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *