الفيس بوك المضحك المبكي

الفيس بوك, تويتر، انستجرام  أصبحت هذه المصطلحات دائمة التردد علي مسامعنا و أعيننا بشكل سلس.

لدرجة أنها أصبحت من أساسيات الحياة لشريحة كبيرة من سكان العالم في يومنا هذا.

و لا تكاد تمر ثانية , بدون أن ينشط علي هذه المواقع للتواصل الاجتماعي, ملايين الأشخاص عبر الكرةا لأرضية.

طبقا لآخر الإحصائيات, بلغ عدد مستخدمي موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) , ما يقارب من مليار و 600 مليون مستخدم علي مستوي العالم.

و طبعا بهذا العدد المهول , يمكننا أن ندرك مدي تمكن هذا الموقع من عقول مستخدميه . و خاصة , فئة الشباب منهم.

فنراهم يتكلمون و يأكلون و يشربون أثناء تصفحهم للموقع العملاق. الذي بلغ منهم مبلغ الماء و الهواء.

هنا يظهر التناقض الكبير , بين ثقافات الأجيال المختلفة.

غالبا ما يفضل كبار السن, خاصة فوق سن الأربعين متابعة الأخبار عن طريق الجرائد اليومية, و نشرات الأخبار المتلفزة.

بينما نجد علي العكس من ذلك مستخدمي الفيس بوك , و خاصة الشباب, يجدون في التصفح المنتظم , شبه الدائم البديل المناسب للوقوف علي ما يحدث في أي مكان بالعالم و أيضا مايحدث لأي شخص يملك حساب علي موقع الفيس بوك.

أنا و صديقي

تبادلت الحديث مؤخرا, مع أحد الأصدقاء.

 كان يأخذ رأيي في أحوال ابنه , البالغ من العمر 16 عاما.

و قال لي: أنه لاحظ أثناء تصفح ابنه لموقع  الفيس بوك و بمراقبه تعبيرات وجهه رأي مشاعر متناقضة, و سريعة.

فتاره, يجده يضحك بشده, ثم بعدها بلحظات يري تساقط الدموع علي وجنتيه.

ثم ما يلبث أن يعود سريعا للابتسام, ثم للاندهاش , و هكذا. حتي أنه

كان يريد أن يطمئن علي سلامة قواه العقلية.

فسألته ان كان يملك هو حسابا علي موقع الفيس بوك  أم لا .

اقرأ أيضا  أغرب الأماكن للتعرف على شريك حياتك المستقبلى.. أفكار لن تصدقها

فأجابني بالنفي, فقلت له , لا تقلق انه ليس مرضا نفسيا و لكنه الفيس بوك المضحك المبكي.

فقال لي , و كيف يصير هذا؟؟

. فأجبته , هذا الموقع ببساطة شديدة عبارة عن. جريدة و فيلم و مسلسل و هاتف محمول و أكثر من هذا في آن واحد.

بمعني أنه يمكنك أن تعرف الأخبار , السعيدة منها و الحزينة.

و أن تشاهد مقاطع من الأفلام أو المسرحيات أو المسلسلات.

و أن تتبادل الحديث مع الأصدقاء في نفس الوقت.

و لذلك من الطبيعي أن تتباين تعبيرات وجهه مع اختلاف ما يقوم به علي موقع التواصل الاجتماعي في تلك اللحظة.

و أن تكون التغييرات في تعبيرات الوجه, علي قدر عالي جدا من السرعة.

تتغير مع تغيير ما تقع عليه عيناه, و ما تسمعه أذناه.

هل وصلت الفكرة لك؟؟ قال لي , نعم , و لكن هذه التغيرات السريعة في المشاعر, ألا تشكل خطرا علي الاستقرار النفسي للأشخاص؟؟

أجبته, نعم تمثل خطرا. فمن الطبيعي لكل حالة مزاجية يعيشها الشخص, أن تأخذ وقتا كافيا .

و أن لم يحدث هذا, فسوف يكون الانسان متقلب المزاج لأقصي درجة . مما يؤثر علي سلوكه

الاجتماعي فيي المنزل أو العمل.

التواصل الاجتماعي بين الماضي و الحاضر

قديما , كانت الحالة المزاجية المسيطرة علي الانسان تستمر لعدة أيام و ربما أسابيع.

كان ذلك بسبب بطء ايقاع الحياة و قلة وسائل المعرفة و الاعلام و عدم سهولة الاتصال بالآخرين.

علي نقيض ما نعيشه في العصر الحالي.

حيث أنه بضغطه زر, يمكنك متابعة ما حدث في أسبوع كامل , علي مستوي العالم, في خلال دقائق.

لكن مواقع التواصل الاجتماعي, ليست كلها عيوب.

فمع الاستخدام الرشيد و المقننن , يمكننا الحصول علي الكثير من الفوائد في جميع المجالات.

اقرأ أيضا  كيفية الاعتراض على فاتورة كهرباء السعودية 1445، وتقديم شكوى أو التصعيد

سواء المعرفية أو الاقتصادية أو السياسية أو الرياضية أو الدينية .

و جميع ما يخطر علي عقل المستخدم.

و لكن مع مراعاة عدم التمادي في استخدام الفيس بوك, حتي لا يتحول الي ادمان يصعب التخلص منه.

وختاما فان جميع وسائل التكنولوجيا الحديثة, تعتبر سلاح ذو حدين.

سلاح معك , اذا أحسنت استخدامه.

و سلاح ضدك , اذا أسأت استخدامه.

 أنت وحدك , صاحب القرار في الاستفادة أو التضرر من مواقع التواصل الاجتماعي.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *