تحليل مباراة قمة دورى أبطال أوروبا بين يوفنتوس و برشلونة

 

أصر فريق نادي برشلونة الإسباني على الخروج من دور الذهاب بنتيجة مذلة أمام يوفنتوس بعد أن خرج من أمام باريس سان جيرمان بهزيمته من الأول بنتيجة 3_0 في مباراة للنسيان (مرة أخرى) بالنسبة لجماهير (العملاق الكتالوني) ، ومباراة للتاريخ ورد الثأر من السيدة العجوز (عملاق ايطاليا) بعد الخسارة بثلاثية أمام البلوغرانا في نهائي دوري أبطال أوروبا 2015 ،،

وشهد اللقاء المثير قوة تكتيكية وفنية وفرص كثيرة من الطرفين عبرت عن قوة الفريقين وعظم شخصيتهم إذ لا كبير حين يلتقي الكبار،،
وقد تفوق اليوفي تكتيكيا في العموم على المباراة مع الحسم .. واستحوذ برشلونة على الكرة دون مع إضاعة الفرص وغياب الحسم المهم الذي من شأنه قد ينهي المهمة مبكرا.



 

وقد جمع اليوفي بين القوة الدفاعية -مستغلا ضعف وسط برشلونة_ وبين القوة الهجومية -مستغلا الضعف الذي خلفه غياب بوسكيتس في الخطوط الخلفية.
فإفتقد رجال اللوتشو الربط الحقيقي بين الخطوط وكذا الخروج المميز من تحت الضغط.

 

تكتيك المباراة

بدأ اللوتشو اللقاء بالتشكيل الذي تفوق به في المباريات الأخيرة وهو 3_3_3_1 وأحيانا 3_4_3 ،،
فيما لعب اليغري بتشكيل 4_2_3_1 في حال بناء الهجمة أما في حال الضغط العالي الهجومي وعلى خط الوسط أو الدفاع المتأخر فيتحول التشكيل الى 4_4_2 ،،

 

لويس انريكي

 

لعب مدرب البرشا بأسلوب بناء الهجمات المعتاد عن طريق العمق بسبب إحكام السيطرة على الأطراف،
وبوجود ماسكيرانو وغياب العمود الفقري بوسكيتس في مركز المحور (الإرتكاز)؛ كثرت الأخطاء في التمرير وسهل الضغط على البرشا فكسب رجال اليغري الإلتحامات وكثرت التمريرات الخاطئة بسبب الإرتباك والعجز.

 

لم يظهر البرشا بتكتيك واضح في حال الهجوم حيث إنعدمت المشاركة الهجومية للاعبي خط الوسط ومع الضغط على ليو ونيمار إضطرا الى الرجوع للخلف لإستلام الكرة من خط الوسط العاجز كليا ،،

اقرأ أيضا  نظرة مختصرة على ثلاثية برشلونة 19/20

فكان تحرك نيمار على الطرف دون جدوى بسبب غياب المساند الرئيسي (الظهير) ، واجتهد الليو بمحاولة الإختراق من العمق واستلام الكرة في منتصف الملعب ليقود هجمة بائسة ليجد عن يساره انييستا الهرم ونيمار المراقب،
وعن يمينه روبيرتو وراكي الذين لا يتميزا بخفة الحركة المكتفيين بالإستلام والتمرير السلبي.
غاب عن برشا انريكي ليلة المفاجأة الرتم السريع والتحرك بدون كرة والإرتداد السريع مع الهجمات المرتدة والزيادة العددية الهجومية كما وكثرت الأخطاء في التمركز والتمرير، لاسيما في الشوط الأول.
وأما في الشوط الثاني، فقد تم تحرير روبيرتو ما بين العمق والأطراف فوجدنا وحش حقيقي غير معروف لدى الإعلام مجهول القيمة لدى الجماهير ؛ وسهل ذلك المهمة على نيمار وليو وبتحركاته الكثيرة فتح المجال للاعبي الفريق ، الا أن انريكي أصر على التصرف الخاطئ حين أراد ضبط الدفاع بإخراج الكارثي فيعود ماسكي للدفاع ليدخل كارثي آخر كان نقطة ضعف في خط الإرتكاز رغم قلة الضغط؛ لاسيما مع تباعد الخطوط عرضا وطولا وثقل اندري وضعف شخصيته.
ورغم أن الشوط الثاني كان أفضل من ناحية البرشا وشهد تحسن في اللعب المباشر على المرمى واستغلال المساحات الا أن معضلة إضاعة الفرص باتت تلوح في سماء كتالونيا من قلب برشلونة حتى كاد الحسم أمرا نادرا،،

وتعامل اللوتشو بذكاء حين أشرك ماثيو لدراسته السابقة عن إتقان اليوفي للكرات الهوائية، رغم أن ثلاثي الدفاع وحده لا يكفي في ذلك .

وكان الأجدر لفك الحصار الذي قدمه أطراف اليوفي تثبيت تشكيل 4_3_3 كما في بعض أحيان الشوط الثاني،، حيث نال من التفوق جزءا لا بأس به.

وانهى اللوتشو اللقاء بتقدير 4/10 تقريبا.

 

ماسيميليانو اليغري

 

أدى المدرب الإيطالي القدير صاحب 49 عام مباراة كبيرة تكتيكيا حيث أجرى المباراة كما يريد وأنهاها بقليل من التعثر، فقد أغلق جميع المنافذ على هجمات البرشا ومنع لاعبي البرشا من الإرتياح في إستلام الكرة، فقد بدأ المباراة بالضغط العالي الهجومي مكثفا طاقات لاعبيه على هذا النحو حتى إستطاع إرباك الفريق الكتالوني واستغلال سوء التنظيم في الخطوط وسوء التغطية في مساحات كبيرة في مناطق الخطر.

اقرأ أيضا  توضيح شامل وتفاصيل مهمة لمعرفة تصنيفات المدربين من حيث العبقرية والإمتياز والسوء

ثم ضيق الخناق على البرشا دفاعيا معتمدا على الهجمات المرتدة المدروسة مع سهولة وصول الكرة الى آخر نقطة برسم مثلثي يضرب به ظهر لاعبي وسط البلوغرانا.
وانتهج رجال ماسيميليانو سياسة الكر والفر حيث كانوا يهجمون بسرعة البرق لخطف هدف أو حسم كرة ، ثم يعودون مسرعين للتمركز في خط الوسط والثلث الأول من ملعبهم ليمارسوا أسلوب الضغط العالي على حامل الكرة ومنع الكتلان من تجاوز منتصف الملعب.

لعب اليغري على الدفاع المتقدم تارة والدفاع المتقدم مع مصيدة التسلل تارة مع تضييق المساحات بين اللاعبين إضافة الى قرب الخطوط وركن الباص أحيانا،،،

(عمل جبار يقوم به المدرب الإيطالي)

 

ثم عمد صاحب مباراة العمر الى إيقاف حلول البرشا الوحيدة ميسي ونيمار حيث كثف الرقابة على نيمار بثلاث لاعبين الظهير الأيمن والجناح الأيمن والمحور كلما إستلم الكرة وبالتالي تم عزل نيمار وإخراجه عن المباراة، ولصعوبة مراقبة ميسي لأنه يعود الى منتصف الملعب إكتفى مدرب السيدة العجوز بتربص أقرب لاعبين لليونيل وبالتالي تم قتل مفتاحي الفريق الإسباني وظل البرشا دون أنياب.
ومما يشكر عليه مدرب اليوفي تدريب الفريق على ضربات الزاوية والعرضيات للفوز بالكرة بدنيا مقابل ضعف لاعبي البرشا وقصر قامتهم.

واتضحت التعليمات بتحرر ديبالا هجوميا مما صعب الرقابة عليه وتسبب بالإزعاج
لرجال المدرب الأسباني.

وينتقد اليغري على تسليم المباراة نسبيا في بعض فترات الشوط الثاني من قلة الضغط على الخصم وغياب التحفيز الإضافي لاسيما عند رؤية ضعف التركيز في التغطية الدفاعية وكذا الثغرات المتاحة؛ لينال تقدير 7/10 تقريبا .

(المدرب الأفضل)

وأخيرا،،،
بعد ملاحظة هذه العيوب والإيجابيات في ناديي برشلونة واليوفي.

أسئلة للجمهور

نتسائل سؤالين مهمين:
بعد النظر الى حال مباراة الذهاب،

هل البرشا قادر على العودة بحل مشكلة المحور وعودة بوسكيتس أم هناك مشاكل أخرى يجب تصحيحها في الإياب؟

اقرأ أيضا  فيربو جونيور والتحدي الكبير

 

وهل اليوفي قادر على تصحيح الأوضاع في جحيم الكامب نو والتأهل على حساب برشلونة؟

                                                                                                         أحمد النصر


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *