كيف حقق برشلونة المعجزة التاريخية ؟

لا شك أن المعجزة التاريخية للفريق الكتالوني تسببت بصدمات حقيقية وتسببت بإختلاف مشاعر العالم الرياضي وغير الرياضي، وترقب هذا الحدث الكبير والإنجاز الغير مسبوق جميع عشاق الكورة وعشاق الإبداع والعظمة والريمونتادا في أنحاء المعمورة.

وانتشرت دموع الحزن والفرح على وجوه المتابعين وارتسمت الإبتسامة والنشوة والفرح وأحيانا الجنون للمترقبين ، الذين إمتلأت قلوبهم وأجسادهم من التوتر والترقب والتخوف المرهق،

وكانت الخاتمة صادمة كما لم يتوقعها حتى اكثر المتفائلين كما وكان التفائل يسود عقلاء الشامتين والكارهين لصانع التاريخ البلوغرانا،،



بدأ اللوتشو المبارة من قبل صافرة البداية بأيام

حيث درس الخصم جيدا من الناحية التكتيكية، وعلم أن أول خطوة هي كيفية ضرب الخصم معنويا قبل كل شيء.

 

وكذا كيف يعمل على رفع معنويات فريقه ، وعمل المستحيل لنقلهم من إحباط وفقدان أمل الى واقع وروح عالية ظهرت في 95 دقيقة من الابداع والتألق،،

وقد اتضح ذلك من تصريحاتهم المليئة بالتفائل والتحدي قبل اللقاء .. إضافة الى وفاء انريكي بوعده في نتيجة ال 6 أهداف، وقد أكد ذلك الخرافي نيمار عندما قال: دخلنا الملعب لنستمتع وبثقة عالية ودخلنا وليس أمامنا هدف الا التأهل مهما كلف الأمر، وهذا التحول الغريب والعجيب في نفس الوقت نقول فيه أولا: شكرا انريكي .

 

ومن الناحية المعنوية لا ننسى فضل تير شتيغن وجنونه في عمل الثورة للاعبيه وإثارة الحماسة والجنون في عدم اليأس والإستمرار في الإقدام والمحاولة <روح المانية> وهذا الى جانب بيكي ونيمار وماسكي الذين كان لهم دور أيضا في هذه المهمة الصعبة لاسيما بعد هدف باريس المحبط. ..

 

تكتيك المباراة

 

واتضح نجاح التجربة التي خاضها اللوتشو قبل لقاء القمة أمام باريس عندما لعب مع سيلتا فيغو وبتألق واضح وتغيير تام في المستوى عن المستوى الذي ظهر فيه الكتلان في الفترة الأخيرة،،

اقرأ أيضا  تحليل قمة الدوري الاسباني برشلونة و أتلتيكو مدريد فى نقاط

 

ويبدو أنه كان في طور تجربة الخطة الجديدة لمواجهة الفريق الباريسي بالمفاجئة وبالأسلوب المناسب لمجابهة التكتل الدفاعي المتوقع،،

 

حيث لعب لويس انريكي بتشكيل 3_4_3 وأحيانا 3_3_3_1 بثبات بيكي الدفاعي لتغطية تقدم اوميتيتي وماسكيرانو، بالإضافة لدور الجندي المجهول الكبير سيرجيو بوسكيتس الرائع في تغطية جميع المساحات التي يخلفها لاعبوا الفريق في حال الهجوم، كذا كونه كان مركز أساسي وقيادي ورائع في بناء الهجمات والربط بين الخطوط والتوزيع الذكي، واتضحت تعليمات اللوتشو للاعب العبقري بالضغط العالي على حامل الكرة في ملعب الخصم لمحاولة إفساد بناء الهجمات ،

 

ولوحظ تحول ليو هجوميا للعمق لترك المساحات لرافينيا الذي بالفعل نجح في الحصول عليها بسبب رقابة ماتيودي ورابيوت الشديدة على الليو ولكنه كالعادة لا يحسن التصرف في استغلالها بعد تحوله من جناح دفاعي الى جناح هجومي،

 

وأما بالنسبة لإنضمام نيمار للعمق والرجوع للخلف لمحاولة فك شفرة الدفاع فقد قام قائد السامبا بإرهاق الخصم وإجهادة ولخبطة أوراقه بسبب عدم اكتفاءه باللعب على الطرف او العمق فقط كما كان في بعض مباريات الدوري في الفترة الأخيرة،،

 

وأما دور سواريز فكان كبيرا رغم أنه غير محسوس؛ بسبب الكثافة الدفاعية حوله، لكنه اجتهد كثيرا في زعزعة ودربكة الدفاع بتحركاته الكثيرة والذكية،،

 

قد أظهر المدرب القدير انريكي قوة رهيبة إفتقدها البرشا منذ شهور: وهي تقارب الخطوط وتقارب اللاعبين مما يصعب على الباريسيين قطع الكرات من رجال انريكي، ويسهل على لاعبي برشلونه الضغط العالي على الخصم في حال فقدان الكرة وسرعة استرجاعها،

 

بلغت إنتقادات الكارهين للوتشو ذروتها بمحاولة نسف ما فعل من صناعة التاريخ وعمل المستحيل بسبب كثرة الأهداف من الكرات الثابتة والغير ملعوبة ولكن برشلونه ظهر بتعليمات لسرعة الرتم لأقصى حد لمواجهة الجدار الدفاعي وإرباكه ومحاولة فك التكتل بالرتم العالي وكذا بكثرة تنويع اللعب حيث وعلى خلاف العادة أكثر البرشا من العرضيات بعدد 22عرضية من الجهتين وكذا بالكرات الطويلة والبينيات الارضية فالعمق.

اقرأ أيضا  ريمونتادا ؟ أفضل من عادوا بالنتيجة فى تاريخ الكرة الاوروبية

 

وأما عن عدم مجيء أهداف ملعوبة فمن الطبيعي بسبب الزيادة العددية في خط الدفاع للاعبي سان جيرمان ولكن ما فعلوه لاعبو البلوغرانا من إرباك الخصم تسبب بكثرة الاخطاء التي جاء منها أهداف من ركلتي جزاء وضربة حرة مباشرة،،

 

وأما عن هجمات باريس الخطيرة فكان ذلك طبيعي أيضا بسبب المجازفة الهجومية نسبيا وهذا وارد واضاعة الفرص أمر وارد على كل فريق ومنهم البرشا في مباراة الريمونتادا التاريخية كهجمة ليو التي مرت بجوار القائم وتسديدة توران التي انقذها المدافع من على خط المرمى،،

 

كما ويشكر المدرب المتفوق تكتيكيا في المباراة على حذره الدفاعي وعدم اتخاذ خطوة الجنون هجوميا، والا لكان هناك 8 هجمات لباريس على الأقل، وقد تكون فضيحة تاريخية، لكنه أظهر التوازن نسبيا وتألق في إدارة المباراة .

 

اللوتشو كثر إنتقاده بسبب سوء إدارته في أثناء المباريات إلا أنه أظهر غير ذلك تماما في تبديلاته المتقنة والناجحة ، التي أفادت الفريق كثيرا وتسببت في التفوق للبرشا وزيادة العمل على إرباك وزعزعة الخصم بروبيرتو واردا، إلا أنه كان بالإمكان أفضل مما كان في التوظيف داخل الملعب من جعل روبيرتو وسط أيمن واردا أيسر وبتبادل المراكز بينه وبين نيمار في أثناء الدقائق العصيبة لتصعيب عملية رقابة نيمار،

والأجدر أولا وآخرا بالدخول هو البا السريع والمرن والذكي فالتحرك والتغطية والتمرير والسريع في فك الشفرة الدفاعية وكذا للعودة في المرتدات وهو يجيد ذلك،،

 

وأخيرا لكل مجتهد نصيب، ولو لم يتأهل البرشا سيظل الأداء الرائع سمة فأل لجماهير البرشا على العودة للقوة المعهودة والروح القتالية المفقودة والإنسجام الرائع بإنسيابية تذكر جماهير النادي الأحمر والأزرق بالذكريات الرائعة والزمن الجميل .

 

فشكرا انريكي على المباراة التاريخية التي لن ينساها جميع عشاق كرة القدم في العالم كله.

اقرأ أيضا  كرة القدم: شكراً برشلونة على ما قدمته لي

 

                                                                                 أحمد النصر.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *