بايرن ميونخ و بروسيا دورتموند قمة نارية فى الدورى الألمانى ( البوندسليجا ) و تحليل مختصر

 

 

في لقاء القمة الألمانية بين بايرن ميونيخ و بروسيا دورتموند شهدت جماهير كرة القدم العربية والعالمية، مباراة القوة والمتعة والتكتيك العالي من قبل الميول البافاري، ومباراة درامية للنسيان لمحبي الفريق الأصفر والأسود.

حيث بدأ دورتموند اللقاء وأنهاه بطريقة واحدة بعيدا عن المرونة التكتيكية، مما أدى الى سهولة إقتناصه من قبل عظيم ألمانيا.



تكتيك المدربين

 

لعب المدرب توماس توخل بتشكيل 3_4_3 معتمدا على تضييق المساحات بين الخطوط الثلاثة الدفاع والوسط والهجوم طولا، ِوبين الأظهرة والأجنحة عرضا وذلك في حال الدفاع، والتركيز على الهجمات المرتدة عن طريق فتح الملعب بالأجنحة والأظهرة، ومع تقدم الظهيرين في وقت واحد ساهم ذلك في محاولة الهجوم.

إلا أن ذلك لم يجدي نفعا بسبب قوة البايرن الدفاعية وكذا الهجومية بتنوع وتكتيك قوي؛ حيث لعب كارلو انشلوتي بتشكيل 4_2_3_1 في حال الدفاع وبناء الهجمة، أما في حال الضغط العالي الهجومي فيتحول التشكيل الى 4_3_3 كلاسيكية.

مرونة بايرن ميونيخ و اختفاء بروسيا

 

  اعتمد البايرن في أغلب فترات المباراة على الإستحواذ الكبير على الكرة وقليل من المرتدات، واتضحت تعليمات كارلو على كثرة تبادل المراكز بين الأظهرة والأجنحة وكذا كثرة انضمام الجناح الأيسر للعمق وتنوع الأدوار للمحورين فيدال وتشابي.

حيث كانت أدوار آرتورو  في المساندة الهجومية في العمق والمساهمة على حد كبير في بناء الهجمات فكان من الضروري مرور الكرة عليه في أغلب الهجمات حيث كان مركزا مهما مستغلا فيه المدرب الإيطالي قوته البدنية ولياقته العالية.

تشابي الونسو كان من نجوم المباراة حيث كان موجودا في جميع أنحاء الثلث الأول من الملعب في منطقة الإرتكاز وتغطية المساحات وشغل مراكز اللاعبين المتقدمين في الهجمات؛ فكان له دور كبير في التأمين والتحكم برتم المباراة.

تدخلات المديرين الفنيين

وأعتمد مدرب الفريق الأحمر على تقدم أحد الظهيرين في حين بقاء الآخر للتأمين الدفاعي، وامتاز الأخير بتنويع طريقة اللعب ما بين الهجوم المرتد وبناء الهجمة والكرات الطولية لضرب الدفاع المتقدم من رجال توماس وكذا تكثيف اللعب على الطرف باستغلال مهارة وسرعة روبن وسرعة ودهاء ريبري وكوستا بعد التبديل.

صورة أرشيفية

لم يغفل العمق حيث شهدت المبارة نشاطا  كبيرا وأداءا رائعا من اللاعب التشيلي فيدال وتياغو الكانتارا في عمق الملعب، ومن العمل الكبير الذي قام به المدرب الإيطالي  تقارب الخطوط واللاعبين في الإستحواذ على الكرة للتخلص من الضغط الذي يقوم به فريق دورتموند بإقتراب لاعبين من صاحب الكرة لسحب اللاعبين وتحرك الثالث خلفهم كحل آخر لفك شفرة الدفاع والتكتل العددي في خط وسط الملعب.

وأيضا لإضافة حلول للتمرير حيث إن لاعب واحد لا يمكنه الخلاص من الضغط بمفرده، وشهد تكتيك مدرب الفريق الأحمر زيادة عددية في خط الهجوم بلاعبين قادمون من الخلف وضيقوا الخناق على رجال توخل.

البايرن أكثر اقتناصا للفرص

وتحكم البافاري برتم المباراة واقتناص الفرص جعل له التفوق البالغ في حين اكتفى مدرب بروسيا بالمشاهدة كباقي الجماهير ولم يضيف أي تغييرات تذكر.

وقد كان بإمكانه بتغيير التشكيل الى 4_3_3 والقيام بالضغط العالي الهجومي مع تحفظ الظهير الأيسر دفاعيا ومراقبة اللاعب الهولندي مصدر الخطورة والتعامل معه بالتدخلات العنيفة لإرهاقه وإخراجه عن المباراة، وكذا التدرب على إتقان المصيدة، وحسم أنصاف الفرص أمام فريق بحجم بايرن ميونخ بجمل تكتيكية وفنية مدروسة.

واستحق الإشادة كارلو ورجاله على الجدية والمباراة الكبيرة التي قدموها.

 

                                                                                                                   أحمد النصر 

 


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *