التفكير الزائد ( الاوفرثينكينج ) ، نظرية الشك و التفكير السلبي حاجات هتجننك



لو كان عندك البتاع اللي مكتوب فوق ده اللي اسمه التفكير الزائد زي حالاتي فاعرف انك انسان مريض بمرض خطير من أمراض التفكير السلبي.

 أيوه! انت مش طبيعي. مش طبيعي اللي احنا بنعمله في نفسنا. مش عادي يعني ان احنا منبطلش تفكير. طب فين النوم مثلا؟

التفكير الزائد و قلة النوم

مالها الناس اللي بتنام طبيعي؟ الناس اللي أول ما تحط راسها على المخدة تنام. وحشين مثلا! لأ دي الناس الطبيعية.

احنا اللي عندنا مشكلة. احنا مرضى بحاجة اسمها التفكير الزائد.

أنا مش من أنصار ان التفكير الزائد يعتبر ظاهرة صحية أو نوع من أنواع الحرص لأنه فعلا متعب جدا و عشان كده حبب أصنفه مع التفكير السلبي.



نظرية الشك هي أول خطوة في طريق التفكير الزائد:

احنا مبنعديش حاجة. كل حاجة لازم نفكر فيها. لازم نفكر في أدق التفاصيل.

مش كده و بس احنا بنخلق مواضيع و أفكار من العدم. بنخلقها من لا شيء.

و دماغك دي شغالة 24 ساعة بلا توقف بلا رحمة. و المشكلة الاكبر انك عارف كده لدرجة انك بتفكر بزيادة في التفكير الزائد نفسه.

و بنسال نفسنا احيانا هو انا هبطل امتا؟ طب هو انا هخف ؟

دي أخرة التفكير الزائد

ده غير بقا نظرية الشك!!! بمعنى ان الجماعة بتوع الاوفر ثينكينج دول بيشكو في كل حاجة.

لازم يفكر الف مرة قبل ما يآخد أي قرار و يشك في كل الاحتمالات و النتايج و بعد كل ده وارد جدا ان القرار يطلع غلط.

حد يقولي بقا أن ده مش من انواع التفكير السلبي!!!!؟؟؟؟

غالبا انت ديكارتي:

كان في واحد عايش في فرنسا اسمه “رينيه ديكارت” تقريبا كده في القرن السابع عشر .

رينيه ديكارت

ديكارت ده الله يسامحه قال “أنا أفكر اذن انا موجود“.

مش ذنبنا والله. مش ذنبا أبدا إنك تقول كلمه في لحظة صفا و تبلينا بيها. تلاقينا من غير ما نحس ولعياذ بالله ديكارتيين.

انت عارف الراجل ده كان بيشتغل ايه؟ كان فيلسوف و عالم فيزيا و رياضيات و موسيقي كمان.

اقرأ أيضا  القرارات المتأخرة .. التردد .. تلك هي سنوات الفرص الضائعة

طب بالزمة ده حد نمشي ورا كلامه مع كامل احترامنا لتاريخه العظيم.

انت عارف انه أسس علم الهندسة التحليلية اللي احنا مفهمناش منه حاجة زمان ده و في نفس الوقت أسس مذهب العقلانية في الفلسفة.

انت متخيل انت بتعمل في نفسك ايه ؟ انت كده ماشي ورا واحد كتب في الفلسفة بفكر الرياضيات.

لدرجة انه كان بيشك في وجوده. يا راجل ده قال “كلما شككت ازددت تفكيرا فازددت يقينا بوجودي” شوف اللفة.

يعني هو عمل حاجة اسمها شك منهجي يعني يشك في كل حاجة الى ان يصل لليقين.

طبعا الراجل ده اتعمل عن حياته و فلسفته كتب لانه يستحق فعلا.

بس أنا أقصد هنا  ان الجماعة بتوع الاوفرثينكينج فيهم جزء كبير من
ديكارت
و طريقة تفكيرهم متشابهة لحد كبير مع طريقة تفكيره.

هو أكيد مش أول و لا آخر واحد عمل كده بس هو أول واحد صارح نفسه بالحقيقة  اللي في دماغه مش كده وبس ده عمل فيها كتب كمان.

العلم بيقول ايه؟

بعيدا عن الفلسفة لو حبينا نتكام بأسلوب علمي هتلاقي ان كلنا عارفين ان المخ هو المسئول عن كل حاجة بنعملها في حياتنا.

التفكير الزائد متعب جدا للمخ

ودي بعض المعلومات البسيطة عن المخ عشان نعرف القصة ماشية ازاي:

المخ عبارة عن وحدة صغيرة خالص في الأثاث اسمها الخلايا العصبية.

اللي عددها حوالي 100 مليار خلية و اللي بتتجمع مع بعضها لتكوين المخ.

و بتتصل ببعضها عن طريق مش مباشر من خلال حاجة كده اسمها شجرة موصلات (زوائد شجيرية).

و بتنقل الاشارات الكهروكيميائية بين الخلايا و بعضها عن طريق وسيط اللي هو ناقلات كيميائية عصبية.

و من العجيب فعلا ان المخ بينتج حوالي 12-25 وات يوميا من الطاقة الكهربية و بيحدث جواه حوالي 100,000 تفاعل كيميائي.

وبتصل سرعة الاشارة العصبية الواحدة حوالي 420كم/الساعة و دي عملية معقدة جدا.

و لو حصل فيها أي خلل لازم هتأثر على أفكار و سلوك الفرد.

اقرأ أيضا  علاج التفكير الزائد والوسواس .. كيف اعالج نفسي من التفكير الزائد؟

اللي أصلا في الطبيعي بيقوم بمعالجة حوالي50,000  فكرة خلال اليوم الواحد (فما بالك بقا لما تكون بتفكر كتير).

الدماغ بتتقسم ل 3 اجزاء ( امامي وخلفى و اوسط) والجزء الامامي بيتقسم لنصين في كل نص 4 فصوص.

و الفص الامامي منهم هو اللي موجود فيه مركز التفكير و عن طريق عملية معقدة من خلال حاجة اسمها الخلية العصبية.

اللي هي النواة الرئيسية للجهاز العصبي في جسم الانسان بتتم عملية التفكير و اتخاذ القرار و رد الفعل.

علم النفس الفسيولوجي:

ومن هنا نشأ علم النفس الفسيولوجي اللي بيدرس العلاقة بين سلوكيات الفرد و الطريقة اللي بيشتغل بها المخ.

ونضرب بكده مثال ان العلم أثبت ان في فرق في انتشار مركز التفكير بين الستات و الرجالة.

فتلاقيه في الستات موجود في الفص الأمامي الأيمن و الأيسر أما في الرجالة فهو موجود في فص أمامي واحد فقط من الاتنين.

و ده بيفسر ليه الرجالة تفكيرهم أكثر استقلالية و أسرع في اتخاذ القرار من الستات لأنه منحصر في مكان واحد.

بينما في الستات تلاقي منطقة التفكير أوسع منها في الرجالة و ده بيديلهم مساحة أكتر في التفكير و الابداع.

الفكر غذاء العقل:

دايما الفلاسفة بيقولو (الفكر غذاء العقل).

كلام جميل بس انت متخيل معايا لو انت عندك طفل صغير و بتأكله لحد ما يشبع .لحد هنا كويس.

كويس طب لو أكلته كتير أوي أكتر من درجة اشباعه ايه اللي هيحصل؟ هيتعب طبعا!

و هو ده اللي بيحصل للمخ مع التفكير الزائد.

لان المخ بطبيعة الحال انت يوميا بتغذيه بافكار كتير من خلال الشغل و البيت و حاجات تانية كتير فانت لما يبقا عندك تفكير زائد يبقا انت بتديله فوق طاقته الاستعابية اللي هي اصلا كبيرة.

و هنا يبتدي الموضوع يقلب بشكل مرضي هل بقا هتقدر تتخطاه و لا لأ دي بقا مشكلة.

مخك هيولع من التفكير الزائد

و خاصة لو انت عمال تغذيه بأفكار سلبية اللي هي اصلا بتبقا فعلا مسيطرة على ذوي التفكير الزائد فيتحول الموضوع فعلا لأمراض زي الإكتئاب وخلافه.

الحمد لله مفيش حاجة:

لو جينا ندي أمثلة عملية على أرض الواقع بعيدا عن الكلام العلمي.

اقرأ أيضا  علاج التفكير الزائد والوسواس .. كيف اعالج نفسي من التفكير الزائد؟

تلاقيك مثلا قاعد ع السرير بتتفرج على فيلم و من ضمن أحداثه ان أم البطل بتموت.

إذ فجأة مخك يشتغل بقسوة و تاخد الموضوع اللي بيعدي على غيرك عادي جدا بشكل تاني خالص.

هو انا أمي لما هتموت هكون جنبها؟ طب هي هتموت امتى و ازاي وتوصل حتى انك هتدفنها فين طب هدفنها مع ابويا و لا هدفنها في البلد؟؟؟

و تبقا ليلة سودة عليك و على دماغك مع ان الموضوع كان ممكن يبقا اسهل من كده بكتير بمكالمة تليفون تطمن عليها و خلاص.

مثال كمان: كلمة تتقالك من واحد صاحبك و انت في الشغل كان كل هدفه انه يفتح معاك حوار و خلاص.

لما يقولك “ايه يا ابني مالك وشك عامل كده ليه؟” طبعا هتقول له ” لا والله الحمد لله مفيش حاجة“.

ده كان ردك عليه لكن مخك ترجم الموضوع بشكل تاني خالص و تطلع كل الأسود اللي جواك.

” ياه للدرجة دي السن بدأ يبان عليه؟ ما هي الست هانم لو كانت مفرحاني مكنش وشي بقا عامل كده! و ابويا الله يسامحه مسبليش حاجة اتسند عليها.”

ده حالنا بسبب التفكير الزائد

ما شاء الله كلها افكار سودة جميلة. و ده أقصى حاجة في التفكير السلبي و الامثلة اللي زي كده كتير أوي. بكلمة بسيطة بتهبل مخك معاك.



الحل:

و هي دي مشكلتنا ان احنا بنفكر كتير اوي و بزيادة.

و تلاقي نفسك فجأة  بقيت انسان عميق.

و بتكتب بوستات غريبة عميقة ع الفيس انت نفسك مش فاهمها بس شكلها كئيب كده و حلو ما انت المود قلب معاك كآبة خلاص.

الأمور بتبقا أبسط من كده بكتير أوي و احنا اللي بنعقدها. طيب الحل ايه؟ ازاي اتخلص من الاوفرثينكينج؟

ببساطة الموضوع ده ملوش حل! لاني لو لقيت حل كنت عملته. اقعد انت بقا فكر بزيادة و لو لقيت حل قول لنا الله يصلح حالك.

و هو ده التفكير السلبي بعينه.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *