سوق المتعة

 من المؤكد أنها التجارة الأرخص و الأغلى على مر العصور



سوق المتعة “بمجرد أن يرن هذا اللفظ في أذنك ستذكر على الفور الفيلم الذي حمل نفس العنوان في أواخر التسعينيات.

 الذي قام ببطولته الفنان القدير محمود عبد العزيز الذي أثار الكثير من الجدل فجميعنا يعلم ما الذي يرمز له هذا الاسم.

و بدافع الفضول و الغريزة البشرية ستجد أنك تريد أن تعرف شيئا عن هذا السوق.

لأن تلك الغريزة الموجودة بالفطرة لدى الأنسان هي التي تدفعه للبحث عن المتعة بل و لدخول سوق المتعة نفسه.



سوق له تاريخ:

ان هذا اللفظ ليس بالجديد فهذه المهنة (ان جاز التعبير) من أقدم المهن في التاريخ و هو موجود منذ نشاة المجتمعات البشرية.

فطالما أن هناك تجمع ليس بالقليل من البشر فستجد هذا السوق مع اختلاف المسميات و اختلاف كونه ايضا في السر أو في العلن.

ألا نستطيع أن نصنف أسواق الجواري قديما بأنها كانت مثالا على سوق المتعة ؟من منا لا يذكر أصحاب الرايات الحمر في الجاهلية.

صورة تخيلية لأسواق الجواري

ماذا يحدث عندما يتدخل العقل البشري:

كلما ازداد تقدم العقل البشري أو بمعنى آخر صار عنده الكثير مما يشغله كلما قل التركيز على المتعة .

وهنا أقصد أنه في العصور القديمة لم يكن هناك ما يشغل تفكيرهم كثيرا فكانت المتعة هي الجانب الأهم لديهم لذلك لم يجدوا الحرج في كونه علنيا.

و مع ازدياد الهموم بدأ الجانب العلني من المتعة يختفي تدريجيا.

خاصة بعد ظهور الاسلام و التحريم الكامل للزنا سرا و علانية مع التأكيد على حرمانيته في جميع الديانات السماوية.

مما دفع القائمين علي مثل هذه الأسواق لممارسة تلك الرذائل في الخفاء.

و لكن بعد الأنحصار الأخلاقي ثانية في المجتمعات الحديثة بدأت هذه الأسواق في الرواج ثانية. لكن لماذا؟

لماذا العودة ثانية؟

هناك العديد من الأسباب و من أهمها تصدير الغرب هذه الثقافات لنا.

الى جانب وقوع معظم البلدان العربية و الاسلامية تحت وطأة الاستعمار والاحتلال الغربي لفترات طويلة .

و لا نغفل الجانب السيء فينا ألا و هو حب الشهوات.

نبذة عن تاريخ البغاء في مصر:

لك أن تعلم عزيزي القاريء أن من كانت تريد ممارسة هذه المهنة لم يكن عليها الا أن تدفع ضريبة البغاء.

تم تسجيل البغايا في مصر منذ القرن السابع.

استمر العمل بهذا النظام حتى عام 1949 و ذلك بعد أن بدأ يتحرك الأزهر و يضغط على الحكومة لالغائه.

الى جانب مجهود قوي من النائب بالبرلمان سيد جلال الذي كان صديقا للشيخ الشعراوي رحمه الله.

و الذي أجبر وزير الشئون الاجتماعية وقتها جلال فهيم علي الغائه.

حينما أوهمه بانشاء مدرسة و مجمع خيري بشارع كلوت بك ( الذي كان من أشهر مناطق ممارسة البغاء في مصر وقتها).

بمجرد أن دخل الوزير الشارع تهافتت عليه البغايا لإغراءه من أجل أن يكون زبونا ثريا لهم مما أحرج هيبة الوزير كثيرا.

مما اضطر الملك بعد كل هذه الضغوط على اصدار مرسوم ملكي لحظر الدعارة بجميع أشكالها في مصر .

لنأتي هنا على حجر الزاوية ألا وهو أن هذا النوع من التجارة يؤثر بشكل ما في اقتصاد بعض الدول.

تجارة البغاء و اقتصاد الدول:

حدث و لا حرج عن هذه التجارة في آسيا.

فتأتي ماليزيا على رأس الدول في تجارة الهوى. بالرغم من كونه نشاط غير شرعي بل و يعاقب عليه القانون بالسجن.

ماليزيا بلد ساحرة و لكن…

الا انك ستتفاجأ بانه بلغت قيمة عائدات هذه التجارة في ماليزيا ما يقرب من 850 مليون يورو بناء عل موقع “هوفاسكوب جلوبال بلاك ماركت انفورميشين“.

مما دفع العاهرات من خارج ماليزيا أن يدفعن هناك للرجال من أجل الزواج بهم للسماح لهم بالاقامة.

لم و لا و قد قدر أن دخلها يقارب 6000 دولار شهريا.

دولة أخرى كبيرة مثل تركيا يوجد بها أكثر من 100 ألف عاهرة و هو مقننن هناك منذ عام 1923.

وتحتل تركيا المركز العاشر عالميا بين الدول المستفيدة من هذه التجارة و التي تتمركز في مدينة أسطنبول.

تقدر الأرباح السنوية هناك بما يقرب من 4 مليارات دولار.

حتى اليابان لم تسلم من تلك التجارة الخبيثة.

وهي تعتبر من الدول الجاذبة لبائعات الهوى اذ انه لا يوجد لديهم عقوبات حنائية صارمة ضد هذه التجارة.

تدر عليهم هذه التجارة ما يعادل 2,5 تريليون ين ياباني سنويا.

أما عن طهران فيوجد بها وحدها 20 ألف فتاة تمتهن تلك الرذيلة خاصة و أن زواج المتعة متاح هناك.

لا يمكن أن نغفل مدينة مشهد التي يتهافت اليها السياح بدافع السياحة الدينية ظاهريا وعلى أرض الواقع تجد هناك المتعة و المخدرات.

وتلك الدولة الصغيرة بنجلاديش تم تقنينه فيها منذ عام 2000 و أشهر مدنها داولاتاديا تعتبر معقل هذه التجارة هناك.

واذا أتيت على ذكر المتعة فيجب أن يقفز لذهنك مدينة باتايا التايلاندية التي تعتبر من أولى المدن في تجارة الجنس في آسيا و العالم.

و كذلك مدينة مكاو في الصين.

تجد هذه التجارة رواجا كبيرا في أوروبا و الأمريكيتين:

و هو مصرح به رسميا في معظم دول القارة العجوز.

فتجد مثلا قوة عظمى مثل ألمانيا تحوي بداخلها أكثر من 400 ألف عاهرة رسمية ( يقال أن 80% منهم من أصول أجنبية).

تلك المهنة أجيزت هناك منذ عام 2003.

تم تقنين هذه التجارة بألمانيا منذ 2003

أما نادي دون خوسيه بأسبانيا فوحده يضم 300 ألف عاهرة. وعن موسكو قيل ان الليلة تتقاضى عليها الفتاة 100-700 دولار.

بينما تعد سويسرا الأكثر تفتحا في التعامل مع هذه التجارة و تعتبر مدينة امستردام بهولندا من المدن التي تتمتع بالحرية شبه المطلقة لممارسة هذه التجارة.

و لا تختلف عنهم كثيرا مدينة تيخوانا في المكسيك و ريودي جانيرو في البرازيل.

والغريب فعلا أنه لا يوجد بالولايات المتحدة الأمريكية ما يجعل ممارسة البغاء قانونية.

بل هي ممنوعة بقوة الدستور و القانون في أغلب الولايات الأمريكية و يعاقب عليها بالسجن و الغرامة و هذا ما يثير الدهشة .

فهي البلد الذي صدر الجنس لابعد مدى خارج حدوده خاصة عن طريق الانترنت بل و تعتبر مدينة لاس فيجاس قبلة ممثلي الأفلام الاباحية في العالم.

القانون بالولايات المتحدة الأمريكية يجرم ممارسة الدعارة


لم تسلم الدول العربية أيضا من شرور سوق المتعة:

فتجد تونس على سبيل المثال مازالت الى الآن ترخص لممارسة هذه المهنة بل و يتم الفحص الطبي الدوري على من يمارسونها.

و مناطق بعينها معروفة بممارسة هذه الرذائل مثل ما يحدث في حي سيدي عبدالله قش بالبلدة القديمة.

و جزء ليس بالقليل من اقتصاد المغرب يتأثر نسبيا بهذا النوع من السياحة. بينما تحتل البحرين المركز الثامن عالميا في حجم هذه التجارة.

أما عن دبي بها 30 ألف ممن يشتغلون بهذا المجال من مختلف الجنسيات.

يأتي على رأسهم الروسيات اللواتي يتقاضين 500-1000 درهم في الليلة.

ولعبت مواقع التواصل الاجتماعي دورا كبيرا في ازدهار هذه التجارة بلبنان.

وهنا في مصر لا يختلف الأمر كثيرا فالقاهرة تعج بالملاهي الليلية و التي من المؤكد انها بوابة لممارسة تلك الرذائل.

و ذلك على الرغم من رفض المجتمع المصري لكافة هذه الأمور و على الرغم أيضا من التشريعات و القوانين التي تجرم الدعارة كما ذكرنا من قبل.

القاهرة الساحرة مدينة المتناقضات

نهاية علينا أن نتفق أن تجارة سوق المتعة من أنواع التجارة الأعلى سعرا و التي تكلف مريدها الكثير من المال و تجني لمشتغلها الكثير أيضا.

ولكن و بلا شك تجعلهم الأرخص بين صنوف البشر.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *