سرطان الثدى هل من الممكن علاج أورام الثدى بدون استئصال جراحات الثدى التحفظية



سرطان الثدى … كلمة مرعبة بالنسبة لكثير من السيدات إن لم يكن كل السيدات، ولما لا فالصورة النمطية عن  سرطان الثدى تتمثل فى أمرين لا ثالث لهما وهما إما الموت بالمرض ومضاعفاته أو الاضطرار إلى الجراحة المدمرة باستئصال الثدى وتبعاتها من العلاج الكيماوى أو الإشعاعى والتى قد تتسبب فى الوفاة أيضا، ولكن هل تعرفين أنه من الممكن علاج أورام الثدى بدون استئصال ؟هل سألت من قبل عن جراحات الثدى التحفظية ؟ أو جراحات إعادة البناء ؟



من خبرتى ومشاهداتى كطبيب وجراح أورام قلما تجد أسرة أو مجموعة من الصديقات بدون أن يكون بينهن مصابة بهذا المرض أو لها تجربة سيئة مع أحد من معارفها تعانى منه.

النسب والأرقام تقول أن واحدة من بين كل تسع نساء ستصاب بهذا المرض فى مرحلة ما من حياتها (حوالى 11% من النساء ).

شىء مخيف أليس كذلك ؟!!…


أورام الثدى الشريط الوردى علامة دعم المصابات بالورم

 لكن مهلا !!

هل هذا ما تواجهه النساء المصابات بأورام الثدى على أرض الواقع ؟

بالطبع لا، فأساس العلاج الآن يقوم على جراحات حديثة تحافظ على نسيج الثدى نفسه أو تحافظ  على شكل الثدى بعد استئصاله.

 كيف ذلك ؟

الإجابة تتمثل فى الجراحات الحديثة والتى تعرف ب جراحات الثدى التحفظية(علاج أورام الثدى بدون استئصال) وجراحات إعادة بناء الثدى.

إذن فما هى هذه الجراحات ؟ وفيم تستخدم ؟ وهل تصلح لكل الحالات ؟

قبل الدخول فى تفاصيل هذه الجراحات التحفظية التى تحافظ على الثدى من الاستئصال يجب معرفة الآتى :

  • هذه الجراحات تحتاج لعلاج مكمل بعد الجراحة كالعلاج الإشعاعى غالبا أو الكيماوى أو الهرمونى أو المناعى.
  • وهذا يعنى أن الحالات التى لن تخضع لهذه العلاجات لا يفضل لها هذه النوعية من الجراحات .
  • جراحات الثدى التحفظية يفضل القيام بها للأورام الأصغر فى الحجم (لهذا تساعد برامج الكشف المبكر عن الأورام فى استخدام هذه الجراحات بفاعلية كبيرة).

وبناءا على ما سبق فإن حوالى 70% على الأقل من المصابات بسرطانات الثدى يمكنهن الخضوع لمثل هذه الجراحات والحفاظ على الثدى من الاستئصال (أى أن أغلب المريضات يمكنهن تجنب جراحات الاستئصال الكامل ).

الباقى من الحالات المصابة (حوالى 30%) قد تحتاج إلى جراحة لاستئصال الثدى كاملا مع إمكانية الحفاظ على شكل الثدى بجراحات ترميم الثدى أو ما يسمى جراحات إعادة بناء الثدى .

مما يعنى إمكانية علاج أغلب النساء المصابات مع الحفاظ على الثدى أو المحافظة على شكل الثدى العادى.

ولهذا يجب علينا معرفة الحالات التى قد تحتاج لعملية الاستئصال الكامل أولا أو التى لا  يفضل فيها الجراحات التحفظية (حوالى 30% من المصابات) وما غير ذلك ينصح لهن بالجراحات التحفظية (70% من المصابات).




فما هى الحالات أو الموانع التى لا يفضل فيها جراحات أورام الثدى التحفظية ؟

(بمعنى آخر: التى يفضل فيها استصال الثدى كاملا)

أولا : الموانع المطلقة لجراحات الثدى التحفظية (يجب تجنب الجراحات التحفظية تماما):

1- السّيدات المصابات بورمين متباعدين أو أكثر في نفس الثّدي (  multicentric) ، أو ورم منتشر بالثدى بكثافة مما يجعل إزالة الورم  جراحيا بحافة آمنة  مع الحفاظ على شكل مقبول للثدي أمرًا غير ممكن.

2- السّيدات الممنوعات من العلاج الإشعاعى لأى سبب مثل المصابات بأمراض النسيج الضام النشطة والتى تؤثر على الأوعية الدموية (active collagen vascular disease)، مما يزيد من الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي.

3- السّيدات الحوامل  فى أشهر الحمل الأولى (أول ثلاثة أشهر) لخطورة العلاج الإشعاعى  أثناء الحمل (مما قد يعرّض الجنين لخطر الإجهاض أو حدوث تشوهات داخل الرحم).

4-  سرطان الثدى الالتهابى (تخضع للكيماوى أولا ثم الاستئصال لعنف هذا النوع من الأورام ).

ثانيا : الموانع النسبية لجراحات الثدى التحفظية (ممكن عمل الجراحات التحفظية ولكن يفضل الاستئصال) :

1-  السّيدات المصابات بورم أكبر من ٥ سم  ولم ينكمش استجابة للعلاج الكيميائي السابق للعمليّة.

2-  صغر حجم الثدى مقارنة بحجم الورم .

3- السّيدات اللواتي خضعن للعلاج الإشعاعي سابقًا لنفس الثدى او لمنطقة الثدى لسبب آخر.

4-  أمراض الأنسجة الضامة المزمنة كالذئبة الحمراء.

إزالة الورم بدون استئصال

وقد يقول البعض بأن هناك 30% من الحالات لم تتمكن من الحفاظ على الثدى لأنها من الحالات السابقة التى يفضل لها الاستئصال التقليدى.

ولكن ولله الحمد فإن هذه الحالات تكون مرشحة لجراحات ترميم الثدى أو ما يسمى بجراحات إعادة البناء ،  والتى تحافظ على شكل الثدى قريبا من الشكل العادى .

ما هى جراحات إعادة بناء الثدى أو ترميم الثدى؟

جراحات إعادة بناء الثدى هى جراحات تجميلية لعمل ثدى مشابه لذلك الذى تم استئصاله بواسطة بدائل أخرى مثل:

  • مواد صناعية خارجية (مثل حشوات السليكون).
  • أنسجة من الجسم نفسه (مثل استخدام رقعة جلدية عضلية من الظهر أو البطن).
  • خليط من النوعين السابقين.

و يتم زرع هذه البدائل فى مكان الثدى المستأصل لإرجاعه للشكل العادى قبل الجراحة .

ويمكن عمل جراحات الترميم إما:

  • مباشرة مع جراحة الاستئصال فى نفس الوقت بشرط ضمان استئصال كامل و آمن للورم مع عدم وجود سرطان التهابى بالجلد (نوع عنيف من سرطانات الثدى).
  • أو من الممكن تأجيل جراحات الترميم بعد جراحة الاستئصال بعدة أشهر لضمان استكمال المريضة للعلاجات المكملة (كيماوى ، إشعاعى ، مناعى ، هرمونى).

وعلى هذا فإننا نجد أن هذه الجراحات الحديثة قد حققت المرجو منها من حيث:

  • استئصال الورم بحافة آمنة (مما يقلل من نسبة ارتجاع الورم مرة أخرى ) وبذلك يحقق نسبا عالية من الشفاء بإذن الله.
  • الحفاظ على شكل الثدى مما يحسن من الحالة النفسية للمريضة .
  • تقليل الأعراض الجانبية لجراحات الاستئصال التقليدية.

وبالتالى يمكن علاج سرطان الثدى بدون استئصال  مع المحافظة على الشكل العادى للثدى.

ويجب التنبيه على أن هذه الطرق للعلاج يجب مناقشتها مع الطبيب المختص مع اختيار الأنسب للحالة ، فكل مريضة تحتاج إلى علاج خاص بها يناسب حالتها وظروفها.

نتمنى أن نكون قد ساعدنا البعض فى إزالة مخاوفه تجاه هذا المرض ، وأن نكون قد أوضحنا له بعض الإجابات المفيدة التى ربما كانت خافية عليه ، فربما تتغير حياة البعض بعد قراءة مثل هذه المعلومات ،اعرفها وشارك بها غيرك.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *