دستور الفيمنست

إنتهيت من قراءة دستور الفيمنست أو كما أسمته مؤلفته (مقصوفة الرقبة) للكاتبة (غادة عبدالعال).



وغادة عبدالعال من الكاتبات الشغوف بمتابعتهن.

ليس فقط لظرف ما تكتبه، وإنما لما تتضيئه داخلي من ومضات فكرية تتدفعني إلى مسك القلم و الإشتباك معها في أمر أختلف فيه، أو دعم رأيها بوجهة نظري الخاصة.

وهذا ما أحسبه الغاية الأساسية من الكتب.

مقصوفة الرقبة .. غادة عبد العال

عايزة أتجوز

عرفت المؤلفة من خلال عملها الأول (عايزة أتجوز).

والذي كنت قد شاهدت المسلسل المأخوذ منه، فلفت إنتباهي على الفور خصوصا إنني قد أحببت المسلسل،.

وكانت عند حسن ظني، وأنضم الكتاب إلى قائمة المفضلات لدى.

وكلما ضاقت على نفسي أتجه على الفور إلى الركن الموضوع فيه الكتاب لأختلس من بين صفحاته ضحكة أروح بها عن نفسي.

وأشد ما أعجبني في الكتاب هو قدرة الكاتبة على صياغة كوميديا الموقف في مشاهده.

فبدلا من الأفيهات الرخيصة وحشو بعض النكت، أختارت الكاتبة أن تسلك الطريق الصعب و.

أن تعتمد على الحدث الكوميدي بشكل أساسي، مع بعض التعليقات من الشخصيات التي تقوم بعمل السنيد للحدث.

حيث الحدث هو البطل الرئيسي و العنصر الأساسي في عملية الإضحاك.



فضول القطة

لذلك لم أتردد كثيرا في شراء كتابها الثاني (فضول القطة).

والذي كان عبارة عن مجموعة مقالات كانت قد نشرتها من قبل في الصحف.

وفيه تظهر علامات النضج، وتتخلى الكاتبة عن سمات الطفولة بما فيها من حيوية وبراءة كانت تميز عملها الأول.

وترتدي ثياب الوقار وتطل علينا بوجه أكثر تحفظا بما يتناسب مع شئ سينشر في الصحف.

ولكنك إذا أمعنت في التأمل فستكتشف  أن خلف هذا القناع توجد طفلة تطل من عينها الشقاوة وحب العبث وهو ما ظهر جليا في إختيارها للعنوان.

مقصوفة الرقبة

أما في كتابها الثالث (مقصوفة الرقبة) ففيه تتحدث بلسان الفيمنست.

والفيمنست هي المدافعة عن حقوق المرأة.

ولها تعريف آخر عند العامة هو (المتعقدة من الرجالة).

وناقشت من خلاله بعض المواقف الخاصة بالمرأة ووجهة نظرها فيها، ويتضح من خلالها معالم وبنود دستور الفيمنست.

غادة عبد العال

الدستور الذي تنص إولى بنوده على أن للمرأة شخصية مستقلة.

ليست تابعة للرجل أو للمجتمع لها الحرية في إختيار قرارتها بما إنها الوحيدة التي ستحاسب عليها.

تلك هي الركيزة الرئيسية التي أستند عليها الكتاب وأستنبط من فحواها باقي بنود الدستور.

أعجبني :

أشد أعداء الحرية ليس المستبدين بل اولئك العبيد الذين أرتضوا المهانة والذل مخافة أن يتحملوا عبء الحرية والكرامة.

فنسبة كبيرة من النساء ملكيات أكثر من الملك وذكوريات أكثر من الذكور.

أولئك هن أكبر عقبة في مسيرة المرأة بما يحملونه من إرث مجتمعي متخلف ومفاهيم دينية خاطئة.

المرأة كائن قوي، قادر على تحمل المسئولية، أخطائه نابعة من طبيعته الإنسانية حيث أن كل بني آدم خطاء، وليس من طبيعته النسوية.

المرأة ليست كما يحاول المجتمع أن يصورها على إنها ضعيفة وسهلة الإنكار.

وتميل بطبيعتها إلى الإنحراف ما لم تجد من (يشكمها) على حسب التعبير الدارج.

ليس هناك ذنب رجالي وذنب نسائي، فإذا أرتكب الأثنان نفس الخطأ فكلاهما يجب أن يلاقي نفس العقوبة.

التدخين لا يشوه سمعة المرأة إلا بمقدار ما يشوهه من سمعة الرجل.

والخيانة لا مبرر لها سواء كانت من رجل أو امرأة.


فليس للمجتمع الحق في تبرير خيانة الرجل تحت مسمى النزوة او إهمال الزوجة أو غيرها من الأسباب التي يفتح بها المجتمع الباب على مصراعيه أمام خيانة الرجل، في الوقت الذي يهدر فيه دم المرأة لمجرد الشك في خيانتها.

المرأة لها الحق في أن تحلم، وأن تسعى لتحقيق حلمها..

لها الحق في أن يكون لها شخصية مستقلة وليست ظلا لشخصا آخر.

لها الحق في أن تكون صرحا قائما بذاته وليست مجرد لبنة في بناء الرجل.

في أحيانا كثيرة يكون ضل حيطة أفضل بكثير من ضل راجل.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *