مواجهة الغلاء ترشيد النفقات .. كيف نتصرف مع ارتفاع الأسعار؟

أسئلة كثيرة تتبادر إلى الذهن عند متابعة موجة ارتفاع الأسعار الشديدة التى لا تتوقف عن كيفية مواجهة الغلاء ؟

كيف نوفر فى نفقات المنزل؟



ما هو الحل فى ظل قلة المرتبات ؟

هل نستطيع مواجهة هذه الأزمة بدون تقشف شديد ؟

هل هذه الحلول بسيطة وقابلة للتطبيق أم أنها مجرد نظريات فقط ؟

وما هى الطرق المجربة فعليا للتصرف حيال جنون الأسعار ؟

والإجابة تتمثل فى أحد أهم مبادىء الاقتصاد وأبسطها وهو :

ترشيد النفقات مكافحة ارتفاع الأسعار

التوازن بين مصادر الدخل ومصادر الإنفاق وبمعنى آخر لتتجنب مشاكل الغلاء فعليك بعمل الآتى :

تحسين ورفع مصادر الدخل الخاص بك مع تقليل وترشيد معدلات الإنفاق والاستهلاك ، وهو الجزء الذى تحتاج كل أسرة معرفة الطرق والوسائل الخاصة به ، وهو موضوع هذا المقال.




كيف يمكننى تقليل النفقات بدون التأثير على النمط المعتاد من الاستهلاك وبدون تقشف ؟

وللإجابة على هذه الأسئلة و غيرها يجب تحديد نوع النفقات والمصاريف التى تستهلك معظم دخل البيوت المصرية ، والتى ستكون هدفنا فى هذه الاستراتيجية البسيطة لمكافحة الغلاء، ويمكن تحديدها كالآتى :-

  • الأكل والشرب.
  • الملابس والأحذية.
  • الدواء.
  • المواصلات.
  • السكن ومستلزماته (كهرباء – ماء – غاز- اتصالات).
  • الكتب ومصاريف الدراسة.
  • الفسح والنزهات.

نبدأ بتناول الجزء المهم والذى قد يستحوذ بمفرده على ثلث ميزانية الأسرة إن لم يكن أكثر من ذلك وهو الأكل والشرب.

وقبل أن نستعرض  أكثر الطرق المجربة الموفرة فى موضوع الغذاء سنطرح المثال التالى :

 أسرة مكونة من أربعة أفراد وفى المتوسط  تتناول الوجبات التالية :

الإفطار: طبق فول كبير+ طبق مربى + جبن بيضاء +4 علب زبادى+خبز.

الغداء :  قطعتين لحم +طبق أرز +طبق خضار مشكل + لترعصير برتقال طازج.

العشاء : جبن قريش +4 بيضات +4 علب زبادى + لتر عصير رمان +خبز.

تباينت ردود من سألتهم عن تكلفة هذه الوجبات ولكن انحصرت الإجابات تقريبا بين 120 – 180 جنيها وعندما قلت لهم أن هذه الوجبات تكلفنى حوالى 80 جنيها وربما بجودة أفضل ، لم يصدق البعض وظن أن فى الأمر خدعة .

ربما… ولكن ببساطة شديدة الأمر يتعلق ببعض القواعد  الواضحة سهلة التنفيذ والتى تتلخص فى ما يلى :


أولا : تخزين الغذاء :

هذه القاعدة لا تنطبق على الأغذية سريعة الفساد كبعض الخضراوات والفواكه ، لذلك تطبق على الأغذية ممكنة التخزين مثل البقوليات والأرز والعسل والتمر واللحوم والسكر .

يفضل شراء هذه الأغذية فى مواسم انخفاض سعرها وتجهيزها وتخزينها، أما الأغذية غير القابلة للحفظ يتم شراؤها واستهلاكها مباشرة حسب حاجة الأسرة وبدون تبذير أو إسراف فى استهلاكها.

ومثال ذلك فاكهة مثل المانجو يمكن شراؤها بسعر الجملة وتخزينها فى الفريزر لعدة أشهر ،على العكس من فاكهة مثل الموز يفضل استهلاكه مباشرة .


ثانيا : تجهيز الأكلات فى المنزل :

يمكن تجهيز العديد من الوجبات الأساسية بالمنزل دون الحاجة إلى المطاعم أو محلات السوبر ماركت مثل:

الفول والعدس والمربى والزبادى والعصائر(البرتقال –المانجو- الموز- الرمان-….) والحلويات(الكنافة –البسبوسة –الكيك-…..) والمعجنات (باتيه – كرواسون – ….).

تحضير العصائر بالمنزل

وهذا الجانب له عدة فوائد من حيث أنه يوفر النفقات بمعدلات تتراوح من 30 إلى 60%.

كما أنه يقلل من استهلاك المواد الحافظة فى الأكل مما يحسن من الصحة العامة  ومن الممكن تخزين بعض هذه المنتجات لمدد طويلة.




ثالثا : تقليل تكلفة الشراء مع الاحتفاظ  بمستوى الجودة أو الحصول على جودة أعلى :

وهى من أهم النقاط التى لا ينتبه لها أكثر المستهلكين ، فمثلا الكل يشترى اللحوم من الجزار والفراخ المجمدة أو الأرانب من محلات الدواجن بأسعار مرتفعة .

ولكن هناك طريقة أخرى لتقليل النفقات مع الحصول على جودة عالية ومنتجات طازجة وذلك عن طريق الآتى :

الاشتراك فى شراء العجول(مجموعة أسر فى عجل واحد مثل أضحية العيد) وذبحها وتوزيعها وتخزينها … وبالتجربة فإن هذه الطريقة توفر قرابة 40% من ثمن اللحوم مع ضمان المصدر والجودة.

لحوم طازجة

الأرانب والفراخ  من الممكن تربيتهم منزليا أو شراؤهم من المربين فى المنازل وليس من محلات الدواجن .. وهذا يوفر 30-40% أيضا مع البعد عن مشاكل الهرمونات المعروفة.

الجبن والألبان تشترى من محلات الألبان المتخصصة وليس السوبرماركت ..فهى بجوار التوفير أفضل من ناحية الصحة لعدم تواجد المواد الحافظة بها ..مع العلم بأن أنواع من الجبن مثل الجبن القريش والأبيض خفيف الملح ذات فادة صحية ممتازة وأرخص بكثير من النوعيات الأغلى كالفلمنك والرومى.

البيض يفضل شراؤه من منافذ بيع المزارع حيث أنها أوفر بنسبة 15-20%.

الشراء من أماكن البيع بالجملة للمستهلكات كثيرة الاستخدام مثل المكرونة والشعرية وفواكه التخزين مع انتهاز فرص الخصومات والعروض الجيدة.


رابعا : الاستخدام الأمثل للميكروويف والديب فريزر وبواقي الأكل :

قبل ظهر الميكروويف والديب فريزر كانت بواقى الأكل غالبا ما ترمى أو تستخدم كطعام للدواجن .

الآن بعد ظهورهما أصبحت بواقى الأكل جزء من طعام المائدة مع إمكانية الاستفادة من هذه المكونات ،مثل بواقى الخبز التى تحمص وتستخدم لعمل الفتة  والبقسماط وغيرها.


خامسا : استخدام الانترنت فى عمل الوجبات والأكلات باهظة الثمن :

باستخدام المعلومات والفيديوهات المتوفرة على النت من الممكن أن تصنع الوجبات والحلويات باهظة الثمن بربع تكلفتها مثل اللانشون والجبن الرومى والسينابون وغير ذلك.

كما يمكن استخدام المواقع المتخصصة لاستشارة المحترفين بها فى هذه التفاصيل.

والآن نعود للمثال الذى ذكرناه على أسرة مكونة من أربعة أفراد:

الإفطار: طبق فول كبير+ طبق مربى + جبن بيضاء +4 علب زبادى+خبز.

الغداء :  قطعتين لحم +طبق أرز +طبق خضار مشكل + لترعصير برتقال طازج.

العشاء : جبن قريش +4 بيضات +4 علب زبادى + لتر عصير رمان +خبز.

قارن بين تكلفة الوجبات فى المتوسط بدون تطبيق الاقتراحات السابقة وبعد تطبيقها .

الفرق لا يقل عن 40-50% من التكلفة (فإذا كان إنفاقك على هذا البند فى حدود 3000 جنيه شهريا سينخفض تقريبا إلى 1800 جنيه ) بالإضافة إلى العائد الإيجابى على الصحة وهو ما يساهم فى تقليل نفقات الصحة والدواء، مع مراعاة اختلاف العادات الغذائية بين مختلف طبقات الشعب.

هل يمكنك الآن تقليل تكلفة الأكل والشرب؟

بالطبع تستطيع أن تفعل ذلك وربما أكثر من ذلك، وربما تواجه هذه الأزمات بحلول أخرى من ابتكارك أيضا أفضل مما عرضناه لك.

هل هذا كل شىء ؟ ماذا عن باقى المصاريف ؟ فليس كل ما ذكر يمكن تطبيقه على باقى البنود كالسكن والمواصلات والدواء …..

لا تقلق لم نتكلم بعد عن باقى البنود السابقة ….. مع باقى المقالات ستتمكن إن شاء الله من مكافحة الغلاء وتوفير النفقات.


اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *